فتتح معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة مساء اليوم منتدى الإعلام الاقتصادي الخليجي 2011م تحت عنوان " الإعلام الاقتصادي الخليجي .. الواقع والتحديات " الذي تنظمه غرفة الشرقية بالتعاون مع اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي ودار اليوم للإعلام وذلك بمقر غرفة الشرقية بالدمام . وقد استهل حفل افتتاح المنتدى بكلمة لرئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية عبدالرحمن الراشد رحب فيها باسمه واسم أعضاء المجلس ومؤسسات القطاع الخاص في المنطقة الشرقية بالحضور في هذا المنتدى الذي يمثل حلقة جديدة ومهمة في سلسلة المنتديات والمؤتمرات الدولية والخليجية التي تتبناها الغرفة ، وذلك انطلاقا من المكانة الخاصة التي يحتلها الاقتصاد الخليجي ضمن المنظومة الدولية ، وحيث تتجه الأنظار العالمية إلى دول مجلس التعاون الخليجي ودورها الفاعل في دعم استقرار الاقتصاد العالمي . وأوضح الراشد أن الإعلام والإعلام الاقتصادي بشكل خاص يشكل رافدا مهما ورئيسا من روافد العمل التنموي في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ، حيث أسهم الإعلام الاقتصادي بجهد وافر في خدمة أهداف التنمية ،خلال الفترة الماضية إلا أن التحديات التي تواجه الوطن الخليجي محليا وإقليميا ودوليا بحكم موقعه ومقوماته الروحية وإمكاناته الحضارية وثرواته الطبيعية تفرض على الإعلام الاقتصادي تحديات متزايدة نتيجة للمتغيرات السريعة والمتلاحقة التي يعيشها العالم ، سواء على مستوى الاقتصاد أو على مستوى تقنيات الاتصال وتكنولوجيا المعلومات. وقال رئيس غرفة الشرقية " أن هذا المنتدى يسعى إلى ترسيخ رؤية جديدة للإعلام الاقتصادي، ترتفع إلى مستوى وحجم التحديات الاقتصادية، وتواكب ما يشهده الإعلام المتخصص من تطورات، كما يسعى إلى إبراز جهود القطاعين العام والخاص، بما يخدم التنمية المستدامة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية" ، مؤكدا أن رجال الاعمال والاقتصاد ينظرون إلى مشاركة الإعلام الاقتصادي في صناعة الحدث الاقتصادي وصياغته، مشيرا الى أن تطوير العمل بالغرف التجارية الصناعية الخليجية أصبح يرتبط بتطوير الأداء الإعلامي لهذه الغرف بشكل عام، وتطوير آلياتها في هذا المجال وفي مقدمتها المجلات ومختلف الإصدارات التي تنتجها هذه الغرف ، لتكون أكثر استجابة للتحديات المستقبلية . ورأى الراشد أن أهم ما يجب أن يتصدى المنتدى لبحثه يتمثل في معوقات الإعلام الاقتصادي ، ومنها تعدد مصادر المعلومات والبيانات الاقتصادية، وعدم إتاحة المعلومات الاقتصادية الرسمية التي تصدرها الجهات الحكومية المختلفة بالآنية والشمولية المطلوبة، وضعف الوعي الاقتصادي لدى أعداد كبيرة من المواطنين. ثم ألقى نائب رئيس مجلس إدارة دار اليوم للصحافة والنشر الدكتور عبدالرحمن الجعفري كلمة رحب فيها بالحضور متمنيا أن يكون هذا المنتدى الإعلامي الاقتصادي الخليجي فاتحة خير على عصر يسهم فيه إعلامنا بالتنوير وإيصال رسالة صادقة ممحصة للمواطن الخليجي تجعله أكثر علما ومعرفة بأهمية الجانب الاقتصادي في حياتنا . ورأى الجعفري أن هذا المنتدى يأتي في فترة حرجة من تاريخ البشرية يعاني الاقتصادي العالمي فيها من حالة تتصف بعدم التأكد وعدم الاستقرار في عدد من اقتصادات الدول المؤثرة ذات الوزن الكبير في الاقتصاد العالمي والذي كان له تأثيرات سلبية على اقتصادات الدول في أرجاء المعمورة . وأوضح نائب رئيس مجلس دار اليوم أن لهذا المنتدى ثلاثة محاور تسلط الضوء على جوانب مهمة يمكن للإعلام أن يسهم بدور فاعل في تطويرها على مستوى الإعلام الاقتصادي الخليجي الحديث ، فالمحور الأول يمكن من خلاله أن يقوم الإعلام بالتوعية بأهمية الادخار والاستثمار في المشاريع الواعدة والتنويه بمصادر الدخل والتقليل من الاستهلاك غير الضروري والتوعية بمحدودية الموارد وضرورة الاستخدام الأمثل لها ، والمحور الثاني يأتي للبحث في التحديات وفرص الاستثمار في الإعلام الاقتصادي في ظل التطورات الحديثة في وسائل الإعلام والتجارة الإلكترونية وماهية الفرص المتاحة للاستثمار في هذا المجال لكي نخرج من التقليد الى التجديد ، ويأتي المحور الثالث عن دور الإعلام في التوعية عن الأزمات الاقتصادية العالمية وتأثيراتها علينا . عقب ذلك ألقى النائب الأول لرئيس مجلس اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي رئيس غرفة تجارة وصناعة عمان عبدالله خليل الخنجي كلمة الاتحاد أوضح فيها أن مشاركة الأمانة العامة لاتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي في هذا المنتدى تأتي لقناعتها بأهمية الدور الاعلامي كأحد أبرز محفزات النمو الاقتصادي الذي يؤدي دورا فاعلا في تفعيل الأدوات اللازمة للتنمية المستدامة عن طريق تحسين الثقافة الاستثمارية لشريحة واسعة من الأفراد والتوعية بالبرامج والأخبار والتحليلات والمقابلات . وأبان أن الامانة العامة للاتحاد حرصت على التواصل مع المؤسسات الإعلامية الخليجية بشكل دائم ومستمر من أجل تعزيز صورتها الإعلامية وبما يمكنها من التقدم بشكل مستمر في تحقيق أهدافها ورؤيتها نحو تعزيز وتسريع خطى التكامل الاقتصادي بين دول المجلس وصولا إلى وحدتها الاقتصادية والعمل لتوفير البيئة المناسبة لتطوير أداء القطاع الخاص وتعزيز قدراته التنافسية ليكون قاطرة التنمية في اقتصاديات دول المجلس والأداة الدافعة نحو تكاملها ووحدتها . وأشار الخنجي الى أن الإعلام الاقتصادي في دول المجلس شهد تقدما مطردا وواضحا خلال السنوات الماضية ، حيث انتشرت المطبوعات والبرامج الاقتصادية الإعلامية المتخصصة ، ناهيك عن الكثير من المؤتمرات والفعاليات العامة ذات الطابع الاقتصادي التي تعكس مزيدا من التوجه نحو نشر التوعية العامة بالمواضيع الاقتصادية المختلفة التي بدأت تأخذ حيزاً متنامياً من اهتمام المواطنين ، مشيرا الى أنه ومع هذا التطور الملفت للإعلام الاقتصادي تبقى مسألة الاحترافية والمصداقية مسألة حساسة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار من قبل القائمين على صياغة السياسات والقوانين التي تنظم العمل الاعلامي ومن قبل القائمين على المؤسسات الاعلامية سواءً بسواء . ولخص نائب رئيس الاتحاد أبرز أوجه القصور والضعف التي يعاني منها الإعلام الاقتصادي المتخصص في دول الخليج في عدم وجود قدرات وكوادر وطنية كافية ذات دراية متخصصة في المجالات الاقتصادية وعدم اهتمام الجمعيات المهنية " الصحفية " بالإعلام الاقتصادي المتخصص بالصورة الكافية ، وضعف الحوافز المقدمة للإعلاميين في مجال الاعلام الاقتصادي بصورة خاصة ، وقلة الدورات التدريبية في مجال الإعلام الاقتصادي ، وضعف مستوى الدورات المنفذة التي لا ترقى الى مستوى التطلعات والمستوى الذي وصل اليه الاقتصاد الخليجي من تطور وتأثير كبير على المستوى المحلي والاقليمي والعالمي ، إضافة إلى ضعف التدفقات الاستثمارية في الاعلام الاقتصادي . عقب ذلك ألقى معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة كلمة رحب فيها بالحضور معبرا عن سعادته بالمشاركة في " منتدى الإعلام الاقتصادي الخليجي .. الواقع والتحديات " الذي يتناول المشاركون فيه موضوعات وقضايا ستسهم بمشيئة الله في إثراء موضوع المنتدى الذي يؤمل منه أن يفعل ويؤسس لتعاون خليجي في المجال الإعلامي الاقتصادي . وقال " قبل أربعة أيام مرت بنا المناسبة الواحدة والثمانين لتوحيد بلادنا على يد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وجزاه خير الجزاء , مناسبة نستذكر فيها أن بلادنا ومنذ بدايات توحيدها قامت على أسس الالتزام التام والشامل بما جاءت به الشريعة الغراء وهذا الالتزام لم يستثني شيئا من مناحي الحياة بما في ذلك الآلية التي تعمل بها وسائل الإعلام في المملكة ". وأضاف معاليه " إن المواطنين استبشروا قبل يومين بخطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله في افتتاح أعمال السنة الثالثة من الدورة الخامسة لمجلس الشورى والتي استعرض فيها حفظه الله ما تحمله من رؤى ومنطلقات مستقبلية واستعراض كامل لأعمال الحكومة خلال سنة كاملة على الصعيدين الداخلي والخارجي والذي أعلن فيه مشاركة المرأة عضوة في المجلس وترشحها بالانتخابات البلدية بدءا من الدورات القادمة" ، مؤكدا بأنها خطوة تنم عن بعد نظر ورؤية تواكب متطلبات العصر وتؤكد أهمية مشاركة شقائق الرجال في جهود تنمية البلاد . ولفت معالي وزير الثقافة والإعلام الى ما قامت به وسائل الإعلام السعودية الرسمية المسموعة والمرئية وكذلك الصحافة السعودية من دور أساسي ومحوري في المساعدة في جهود الدولة التنموية وإبراز الانجازات الاقتصادية التي افتتحها ورعاها خادم الحرمين الشريفين ، حيث أنشأت المدن الصناعية كمدينة الملك عبدالله الصناعية برابغ ، ومدينة جازان الصناعية ومدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الصناعية بحائل ، ومركز الملك عبدالله المالي بالرياض ، وهيئة سوق المال ونحوها ، وكانت هذه الجهود الإعلامية الرسمية وكذلك الخاصة شريكا فاعلا لجهود الحكومة التنموية وساعدت في تثقيف الناس وحثهم على أن يكونوا عناصر مؤثرة في تنمية بلادنا . وأبان معاليه أن العديد من إعلامي الرعيل الأول وثّق دور وسائل الإعلام السعودية في دعم جهود الحكومة التنموية ، مشيرا إلى جهود الإخوة الزملاء في أقسام الإعلام السعودية في الجامعات السعودية في توثيق البحوث والدراسات الاعلامية الخاصة بالدور الذي قامت به وسائل الإعلام السعودية وشراكتها للحكومة وجهودها في دفع عجلة التنمية ، عادا تجربة وسائل الإعلام السعودية الخاصة والرسمية بأنها مميزة بكافة المعايير لأنها تنطلق من رؤى مستندة إلى فهم عميق ومستنير لمفهوم المسؤولية الاجتماعية التي تعمل من خلال حرية مسؤولة . واستعرض معالي وزير الثقافة والإعلام التطورات الهائلة في صناعة الحاسبات الآلية وتطبيقاتها ما جعل الجميع في سباق محموم من أجل اللحاق بالتطورات وخصوصا في مجال العمل الإعلامي ، حيث تطور الإعلان التجاري من خلال استخدام تقنية الإعلام الجديد وأصبح وصوله إلى المتلقي أمراً ميسورا لتوفر وسائل التصفح عبر الأجهزة الذكية ، مشيرا إلى ما شهدته العقود الثلاثة الأخيرة من الألفية المنصرمة من بروز مصطلحين مازال العالم يتأثر بهما حتى هذه اللحظة الأول مصطلح العولمة ، والثاني مصطلح ثورة المعلومات، لافتا إلى أن من ملامح تلك الحقبة ظهور التكتلات السياسية والاقتصادية التي تهدف الى تعزيز التعاون بين منظومة دول تجمعها روابط متشابهة . وأكد أهمية تأهيل الكاتب الصحفي والإعلامي لتفعيل الدور الاقتصادي ومشاركته في دفع عجلة التنمية وهو مالا يتحقق الا بدعم ومساهمة القطاعين العام والخاص بما يخدم الاقتصاد والتنمية المستدامة في دول مجلس التعاون الخليجي ، مشددا على ضرورة ترشيد وتثقيف المستهلك اقتصاديا باعتباره واجبا يجب أن نأخذه على عاتقنا لنرتقي بإعلام يجنب المواطن الكوارث والمهالك المالية . ودعا معاليه إلى تفعيل الشراكات لمواكبة الحدث والتطورات لوضع رؤى وأسس موحدة للإعلام في خدمة العمل والاقتصاد الخليجي المشترك . ورأى أن الإعلام الاقتصادي هو نقطة التحول واللبنة الأساسية في بناء اقتصاد واع وصاعد ، موضحا أن منتدى الإعلام الاقتصادي الخليجي .. الواقع والتحديات هو أحد الثمرات الخيرة التي تهدف الى تعزيز التعاون والعمل الخليجي الذي يهدف لبحث كافة القضايا المتعلقة بالإعلام الاقتصادي الخليجي من كافة جوانبه ، مشيدا بالقائمين على هذا المنتدى لاختيارهم لهذا المبحث العام الذي يهم قطاع كبير من الجمهور . وفي ختام كلمته شرح معالي وزير الثقافة والإعلام أهم سمات العمل الاعلامي المتمثلة في التطور والحركة والإبداع ، متمنيا للجميع التوفيق والسداد. إثر ذلك كرم معالي الدكتور خوجة المشاركين والرعاة للمنتدى . وفي ختام الحفل أقيم لقاء مفتوح لمعالي وزير الثقافة والإعلام أجاب فيه على أسئلة واستفسارات الحضور .