كدت مصادر قبلية لبي بي سي أن آلاف المسلحين القبليين يحتشدون بالقرب من المداخل الشمالية للعاصمة اليمنية صنعاء استعدادا لدخولها لمساندة أنصار الشيخ صادق الأحمر الذين يخوضون اشتباكات متواصلة منذ أيام مع القوات الحكومية والمسلحين القبليين الموالين للنظام. ونقل مراسل بي بي سي عبد الله غراب عن مصادر مقربة من الشيخ الاحمر إن المسلحين القبليين قد تلقوا تدريبات مكثفة خلال الايام الماضية على مختلف الأسلحة المتاحة لديهم من قذائف أر بي جي وصواريخ لو المحمولة على الكتف والرشاشات المعدلة واضافت أن حسين الاحمر شقيق الشيخ صادق الأحمر قد أشرف على تدريب وتجهيز أولئك المقاتلين. وكان قرابة 120 مسلحا من قبيلة حاشد تمكنوا في وقت مبكر من فجر اليوم من الوصول الى مدخل الأزرقين شمالي العاصمة واشتبكوا هناك مع مسلحين قبليين موالين للنظام وقوات حكومية. ويقول مراسلنا ان الاشتباكات وصلت الى جوار مطار صنعاء الدولي وشارع النصر بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف سقطت فيه عشرات القذائف على منزل الأحمر. ونقلت وكالة رويترز عن مسافرين في مطار صنعاء ان الرحلات في المطار قد تم تعليقها بسبب القتال الدائر في المدينة. تعاطف ويضيف ان قبائل عديدة انضمت لمناصرة الشيخ صادق الأحمر جراء استمرار القصف المدفعي والصاروخي على منزله منذ أيام، وان قصف منزل الشيخ الأحمر اثناء تواجد لجنة الوساطة بداخله قد اثار تعاطف الكثير من القبائل الموالية للنظام مع الشيخ الأحمر وانضمامها اليه. كما اكدت مصادر محلية وشهود عيان لبي بي سي اندلاع مصادمات بين حشود من المتظاهرين والقوات الحكومية في منطقة وادي القاضي بمدينة تعز جنوبي صنعاء بعد هجوم بالرصاص الحي على المتظاهرين وسقوط عدد من الجرحى. وكانت مصادمات اندلعت بين القوات الحكومية ومتظاهرين حاولوا التجمع بالقرب من ساحة الحرية بتعز لكن القوات الحكومية صدتهم بإطلاق الرصاص الحي بشكل كثيف ما أدى الى اصابة اثنين منهم. قصف مدفعي وكان أكثر من سبعين انفجارا عنيفا شمالي العاصمة اليمنية صنعاء بشكل متتال منذ منتصف الليل، بينما أكد شهود عيان ومصادر عسكرية أن القوات الحكومية تقصف بالمدفعية الثقيلة منزل الشيخ صادق الأحمر المساند للاحتجاجات. وتعد هذه الانفجارات الأعنف من نوعها منذ بداية المواجهات بين القوات الموالية للرئيس صالح وأنصار الشيخ صادق الأحمر اذ يسمع دويها حتى جنوب صنعاء وعلى مسافة أكثر من 35 كيلومترا. وتدخلت القوات الخاصة التابعة للحرس الجمهوري تدخلت ظهر الأربعاء واقتحمت وزارة الادارة المحلية وتمكنت من اخلائها من مسلحين مناصرين للشيخ الأحمر فيما لحق دمار كبير بالمباني الحكومية الواقعة في منطقة المواجهات جراء القصف العشوائي من الطرفين. وكانت مصادر رسمية وطبية يمنية قد افادت بمقتل 39 شخصا على الاقل في الاشتباكات العنيفة التي دارت في العاصمة اليمنية صنعاء ليلة الثلاثاء/الاربعاء. وتصاعد القتال بين القوات الحكومية المسنودة بمسلحين قبليين وأنصار الشيخ صادق الأحمر بعد انهيار الهدنة المعقودة بين الجانبين والتي لم تعمر طويلا. اوضاع انسانية صعبة وذكر مراسل بي بي سي في صنعاء ان ثلاثة أنفجارات كبيرة هزت حي الحصبة شمالي العاصمة اليمنية صباح الاربعاء. وأكد شهود عيان لبي بي سي أن محطة للوقود تقع على بعد أمتار من معسكر الفرقة المدرعة الأولى احترقت بالكامل بعد سقوط قذيفة عليها في وقت مبكر من فجر اليوم. كما قالوا إنهم شاهدوا قرابة 40 عربة مصفحة توجهت من معسكر الحرس الجمهوري الى محيط الاشتباكات شمال العاصمة صنعاء ما يشير الى احتمال تصاعد حدة القتال خلال الساعات القادمة. ويفيد مراسلنا بان معلومات متضاربة تأتي من طرفي الصراع، ففي الوقت الذي تحدثت فيه مصادر حكومية عن تدخل قوات من الحرس الخاص لإخلاء مؤسسات حكومية من المسلحين المناصرين للشيخ الأحمر، تحدثت مصادر مقربة منه عن تراجع القوات الحكومية الى أحياء بعيدة عن منزله. وأكد رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن جان نيكولا في بيان للبعثة أن مئات اليمنيين من المدنيين وجدوا أنفسهم عالقين وسط تبادل إطلاق النار في حي الحصبة بالعاصمة صنعاء، بينما جرح أو قتل عشرات الأشخاص من كل الأطراف وأن الأوضاع في تعز وأبين تزداد سوءاً مع اشتداد حدة المواجهات. وأضاف نيكولا "يواجه السكان في العاصمة وفي المدن الرئيسية الأخرى تحديات جديدة وعصيبة. فالناس يشعرون بالخوف وهم لا يعلمون ما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع. ويقوم عدد كبير من العائلات بتخزين الطعام والماء خوفاً من حصول المزيد من العنف في الأيام المقبلة. ويمكن سماع أصوات الطلقات النارية ودوي الانفجارات على فترات طويلة وحتى خلال الليل."