أفادت التقارير الواردة من ليبيا بأن قوات المجلس الوطني الانتقالي تشنُّ هجوما جديدا على القوات الموالية للعقيد معمَّر القذافي في معقله بمدينة سرت الساحلية، وتسيطر على مطار المدينة، وإن كانت لا تزال تواجه مقاومة شرسة في مناطق أخرى. وفي مقابلة مع بي بي سي، قال المتحدث باسم المجلس العسكري التابع للمجلس الانتقالي إن طائرات حلف شمال الأطلسي (الناتو) قد قصفت مبنى في مدينة سرت و"قتلت فيه عددا كبيرا من المقاتلين الموالين للقذافي". روابط ذات صلةليبيا: قوات المجلس الانتقالي تعلن دخول سرت وكاميرون وساركوزي يتعهدان بدعم المجلس الانتقاليليبيا: عبد الجليل يطلب العون وساركوزي يزور طرابلس إسلامي ليبي يتهم الاستخبارات البريطانية بتسليمه لنظام القذافياقرأ أيضا وأضاف ابراهيم أن نحو 700 شخص أُصيبوا في الغارات الجوية على سرت يوم الجمعة، وأن 89 شخصا آخر لا يزالون في عداد المفقودين. وفي بروكسل قال الكولونيل رولاند لافوا، المتحدث باسم الناتو: "نحن على علم بهذه المزاعم... هذه ليست المرة الأولى التي تصدر فيها مثل هذه المزاعم، إذ كثيرا ما تبين أنها لا أساس لها من الصحة أو غير مؤكدة". تقدُّم الثوارسالم جحا، أحد قادة المجلس العسكري الليبي"إننا نركِّز الآن على مجموعة من مباني المدينة وضواحيها، لا سيما في وادي أبو هادي حيث تتجمع قوات القذافي" بدوره، قال مراسل بي بي سي المرافق لقوات المجلس الانتقالي بالقرب من سرت، أليستر ليثهيد، إن الثوار تقدموا لمسافة حوالي 10 كيلومتر باتجاه المدينة الواقعة على بعد 360 كلم شرق العاصمة طرابلس. وأضاف إن قوات المجلس تتقدم نحو المدينة ببطء، ولكن بثبات وحذر، وذلك نظرا لوجود دفاعات قوية تقوم قوات المجلس بدكِّها لكي يتم إنهاك القوات المتحصِّنة فيها قبل اقتحامها. وذكر أن قوات المجلس لا تزال بعيدة عن المداخل الشرقية للمدينة، وإن كانت تبدو أكثر قربا من المدينة من محوري الغرب والجنوب. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن أحد القادة الميدانيين لقوات المجلس قوله إن ستة آلاف عنصر من مقاتليه ينتشرون على جبهة سرت، أتى معظمهم من مصراتة. مجلس عسكريوقال قائد المجلس العسكري في مدينة مصراتة، سالم جحا، إن مطار سرت بات تحت سيطرة مقاتليه تماما منذ مساء الجمعة. وأضاف: "إننا نركِّز الآن على مجموعة من مباني المدينة وضواحيها، لا سيما في وادي أبو هادي حيث تتجمع قوات القذافي". وفي بني وليد، لا يزال القتال دائرا بين قوات المجلس الانتقالي وقوات القذافي المتحصِّنة في البلدة التي تُعدُّ أحد معاقل الموالين للقذافي. تحاول قوات المجلس الانتقالي الليبي التوغل في مدينة سرت وقال مراسل بي بي سي في بني وليد إن الهجوم الذي تشنُّه قوات المجلس الانتقالي على بني وليد "ثبت أنه أصعب مما كان متوقَّعا". وذكرت التقارير أن قوات المجلس تعيد رصَّ صفوفها استعدادا للانقضاض من جديد على قوات القذافي في بني وليد بعد أن كانت قد أُرغمت على الانسحاب منها يوم الجمعة الماضي. هجوم مضادوذكرت التقارير أن القوات الموالية للقذافي في البلدة شنَّت السبت هجوما مضادا بالصواريخ استهدف موقعا لمقاتلي المجلس الانتقالي، ما أدَّى إلى وقوع إصابات في صفوفهم. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مراسلها في المكان قوله إن سيارات الإسعاف نقلت مقاتلين أُصيبوا أو قُتلوا في الهجوم الذي استهدف موقعا تتمركز فيه قوات المجلس الانتقالي ويبعد كيلومترات قليلة عن وسط المدينة. ونقلت وكالة رويترز عن مراسلها خارج بني وليد قوله إنه شاهد رتلا تابعا لقوات المجلس الانتقالي مؤلفا من شاحنات صغيرة "بيك اب" مجهزة بمضادات الطائرات وذخيرة، حيث كان يتقدَّم باتجاه البلدة. واضطرت هذه القوات إلى التراجع يوم الجمعة بسبب قصف القوات الموالية للقذافي لمواقعها في البلدة الواقعة جنوب شرقي العاصمة طرابلس وتبعد عنها بنحو 140 كليومترا، وذلك بعد أن كانت قد دخلتها من الجهة الشمالية. نيران القنَّاصة ترجعت قوات المجلس الانتقالي أيضا بعد أن دخلت ضواحي مدينة سرت. وقد تعرضت قوات الثوار إلى نيران القنَّاصة وقذائف الهاون ووابل من الصواريخ عند محاولتهم التقدم باتجاه وسط البلدة. وقال مراسل بي بي سي، بيتر بايل، الذي كان خارج بني وليد، إن شاهد عددا من سيارات الإسعاف وهي تغادر البلدة ناقلة عددا من الجرحى. وغادر مزيد من العائلات البلدة خلال الليل وسط تقارير أفادت بعدم رصد أي إشارات على اشتباكات متجددة بين الطرفين. في غضون ذلك، أفادت تقارير بأن قوات المجلس قد سيطرت على مدينة الهراوة الواقعة على بعد نحو 80 كلم عن مدينة سرت، وذلك بعد الاتفاق على تسليم المدينة.