تتواصل حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد فيما يؤكد الناشطون تصميمهم على التظاهر بعد مرور ستة شهور على بدء الاحتجاجات. ودعا الناشطون الى التظاهر اليوم الجمعة تحت شعار "جمعة ماضون حتى اسقاط النظام" جاء ذلك بعد أن أعلنت بعض قوى المعارضة السورية تشكيل مجلس وطني سوري يهدف الى ان يكون الواجهة التي تمثل المعارضة السورية في الداخل و الخارج . وجاء في الاعلان اثناء المؤتمر الذي عقدته المعارضة في مدينة اسطنبول التركية أن نحو نصف اعضاء المجلس هم من معارضي الداخل ولكن لم يُعلن عن اسمائهم لاسباب امنية. ووزعت خلال المؤتمر قائمة بأسماء 72 عضوا، لكن حجبت اسماء الأعضاء المقيمين داخل سورية خوفا من تعرض الأجهزة الأمنية لهم. وقال مشاركون إن تشكيل المجلس يهدف إلى تنسيق تحركات المعارضين المطالبين بإسقاط النظام . قالت بسمة كادماني، المعارضة السورية المقيمة في باريس "إن الرؤية السياسية للمجلس ستمنح دفعة للعمل الثوري الذي نراه الآن". وتم تشكيل المجلس من مختلف التيارات السياسية والطوائف الدينية والمجموعات العرقية في سورية. وقال أديب الشيشكلي المعارض السوري "إن الخطوة القادمة ستكون الاعتراف الدولي"، مضيفا أن المجلس سيعمل من أجل "امنيات الشعب السوري". كان معارضون سوريون ينضوون تحت لواء "تنسيقيات الثورة" شكلوا مجلسا آخر اطلقوا عليه اسم "المجلس الانتقالي السوري" وعينوا على رأسه برهان غليون مدير مركز الدراسات الشرق المعاصر في جامعة السوربون بباريس. الموقف الغربي وقد رحبت الولايات الولايات المتحدة بتشكيل المعارضة السورية "المجلس الوطني"، وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر إنه "من الصعب جدا عليهم تنظيم انفسهم سياسيا ووضع برنامج واعلانه في الوقت الذي يتعرض فيه اعضاؤهم وقادتهم للمطاردة والقتل". وكانت واشنطن قد دعت امس الخميس رعاياها إلى مغادرة سورية فورا"، وقالت الخارجية الأمريكية إنه "بعد ستة اشهر من الاحتجاجات والقمع العنيف يتعين على الأمريكيين في سورية الحدُ من تنقلاتهم غير الاساسية بسبب ارتفاع المواقف المعادية للأجانب". من جانب اخر دعا البرلمان الأوروبي الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه إلى التنحي عن الحكم فورا بعدما "فقد شرعيته نتيجة استعمال القوة ضد المتظاهرين". بان كي مون قال كي مون إن الاسد قد أخلف الوعود الأممالمتحدة أما الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون فقد دعا إلى اتخاذ "إجراءات منسقة" بشأن الحملة الأمنية التي تشنها السلطات ضد المتظاهرين في سورية واتهم كي مون الرئيس السوري بشار الاسد بعدم الوفاء بالوعود التي قطعها للتعامل مع الأزمة السياسية في بلاده. وأضاف في مؤتمر صحفي في نيويورك "عندما لا يفي بوعوده (الأسد)، فإن على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات منسقة وأن يتحدث بصوت واحد". وأبدى كي مون قلقه بوجه خاص مما سماه "التعامل القمعي" مع مظاهرات المعارضة السورية. وكان الأمين العام للأمم المتحدة أجرى عددا من الاتصالات الهاتفية مع الرئيس الأسد خلال الأشهر الستة الماضية، حيث تعهد خلالها بانهاء القمع والقيام بإصلاحات سياسية. وأضاف أن الأمر بيد الدول الأعضاء في الأممالمتحدة ومجلس الأمن ليقرروا الإجراء الذي يجب اتخاذه بشأن سورية. وأكد أن السلطات السورية تجاهلت "المطالبات العاجلة" التي تقدم بها المجتمع الدولي في هذا الشأن. يذكر أن القوى الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة تطالب بصدور قرار من مجلس الأمن لفرض عقوبات على الأسد، لكن روسيا والصين -الدولتين دائمتي العضوية في مجلس الأمن- تعترضان على هذه الخطوة. وتقول الأممالمتحدة إن أكثر من 2600 شخص قتلوا خلال الاحتجاجات التي شهدتها سورية منذ انطلاقها منتصف مارس/ آذار الماضي.