اختار صندوق النقد الدولي، الثلاثاء، وزيرة المالية الفرنسية، كريستين لاغارد، مديراً جديداً له، وباتت أول امرأة تتولى المنصب منذ تأسيسه عام 1945، وبالتالي تفوقت على منافسها رئيس المصرف المركزي المكسيكي، أوغستين كارستنز. وباختيار المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي، المؤلف من 24 عضواً، لاغارد لهذا للمنصب فإنها تخلف المدير السابق ومواطنها، دومينيك ستراوس-كان، الذي استقال على خلفية مزاعم تحرش جنسي بعاملة بأحد فنادق نيويورك الشهر الماضي. وفي بيان مقتضب، قال صندوق النقد الدولي إن لاغارد ستتولى مهام منصبها للسنوات الخمس المقبلة مع مطلع الشهر المقبل، مضيفاً: "ويتطلع المجلس التنفيذي لأن تقود لاغارد صندوق النقد بفاعلية بوصفها مديرته المقبلة." يشار إلى أن لاغارد حصلت على أصوات معظم الدول الأعضاء في المجلس التنفيذي، باستثناء أصوات أستراليا وكندا والمكسيك، التي صوتت لصالح منافسها أوغستين كارستنز، البالغ من العمر 53 عاماً. وصرح الصندوق في بيان صدر الأسبوع الماضي: "رغم أن المجلس قد يختار المدير الجديد بأغلبية الأصوات، إلا أن هدفه اختيار المدير بتوافق الآراء خلال جلسة رسمية." وتدعم أوروبا وزيرة المالية الفرنسية، التي وضعتها مجلة فوربس ضمن قائمة أقوى 20 سيدة في العالم، وسط مطالب بعض الدول النامية بكسر احتكار الدول الكبرى للمناصب العليا في المؤسسة النقدية، قائلة إن الاختيار على أساس الجنسية "يقوض شرعية المؤسسة." وصندوق النقد الدولي هو وكالة متخصصة من وكالات منظمة الأممالمتحدة، تأسس بموجب معاهدة دولية في العام 1945 للعمل على تعزيز سلامة الاقتصاد العالمي. ويتخذ الصندوق من واشنطن العاصمة مقراً له، ويديره الأعضاء الذين يمثلون جميع بلدان العالم تقريباً بعددهم البالغ 184 دولة. والصندوق مؤسسة مركزية في النظام النقدي الدولي، أي نظام المدفوعات الدولية وأسعار صرف العملات، الذي يسمح بإجراء المعاملات التجارية بين البلدان المختلفة، كما يأتي في تعريف المنظمة النقدية على موقعها الإلكتروني. وفي وقت سابق، قالت وزيرة المالية الفرنسية لCNN، إن جنسيتها لن تشكل حاجزاَ أمام وصولها لمنصب مدير "صندوق النقد الدولي"، رغم أن المدير السابق فرنسي الجنسية أيضاً، مؤكدة أنها لن تغادر منصبها الحالي في الفترة الراهنة. وقالت لاغارد، إنها قررت مواصلة مهامها على رأس وزارة المالية الفرنسية رغم ترشحها للمنصب الدولي، مضيفة أنها تتطلع، في حال فوزها، إلى تعزيز المساواة بين الجنسين في الصندوق، كما فعلت في كل الأماكن التي تولت إدارتها. وأضافت أنها في حال وصولها إلى إدارة الصندوق فإنها ستقوم باستخدام خبرتها المالية، إلى جانب معرفتها القانونية كونها عملت في مجال المحاماة، بالإضافة إلى خلفيتها "كزوجة وأم" في إشارة طمأنه إلى أن ولايتها قد لا تشهد فضائح محرجة، كتلك التي دفعت سلفها للاستقالة مؤخراً. وبدوره شغل منافسها المكسيكي كارستنز منصب نائب مدير صندوق النقد الدولي في الفترة من أغسطس/آب عام 2003 حتى أكتوبر/تشرين الأول 2006، كما عمل للمنظمة النقدية في كل من المكسيك وإسبانيا وفنزويلا وأمريكا الوسطى، وفق وكالة الأنباء المكسيكية، نوتايمكس.