اجرت المعارضة اليمنية محادثات مع نائب الرئيس اليمني والقائم باعمال الرئيس يوم الاثنين في مسعى لانهاء الجمود بشأن مصير الرئيس علي عبد الله صالح. ورفض صالح الذي اضطر الى الخروج من اليمن لتلقي العلاج في السعودية من اصابات لحقت به في هجوم على قصره في وقت سابق من الشهر الجاري الرحيل رغم ما يقرب من ستة اشهر من احتجاجات الشوارع ومحاولات دبلوماسية متعددة لاقناعه بالتخلي عن السلطة. وأشعل الشلل السياسي الذي اعقب اصابة صالح والصراعات المزمنة مع متمردين اسلاميين وانفصاليين ورجال القبائل المنشقين المخاوف الاقليمية والغربية من احتمال انزلاق اليمن الى حالة فوضى كاملة بما يمنح القاعدة معقلا يطل على ممرات ملاحية لنقل النفط. وقال عضو في ائتلاف من الاحزاب اليمنية المعارضة المطالبة بتنحي صالح رسميا رفض نشر اسمه ان الاجتماع يهدف لاحياء خطة خليجية لتنحي الرئيس. واضاف قبل بدء المحادثات "تهدف لبحث سبل تنفيذ المبادرة الخليجية ونقل السلطة لنائب الرئيس". وقال عضو في ائتلاف أمس ان نائب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي رفض الحوار مع الائتلاف. وتراجع صالح ثلاث مرات من قبل عن التوقيع على الخطة في اللحظة الاخيرة. وبموجب الخطة يترك صالح منصبه في غضون شهر من التوقيع عليها مع حصوله على ضمانات بحصانة من المحاكمة. واجتاحت شوارع العاصمة معارك عنيفة بين قوات الامن الموالية للرئيس وتلك الموالية للواء علي محسن الاحمر الذي انشق عن الرئيس في مارس اذار عقب انهيار احدث محاولة لنقل السلطة في الشهر الماضي. وصمد وقف لاطلاق النار في صنعاء منذ رحيل صالح عقب الهجوم على قصره في الثالث من يونيو حزيران. وقتل اكثر من 200 شخص وفر الالاف خلال اسبوعين من الاشتباكات بين الموالين للرئيس اليمني وقوات تابعة للزعيم القبلي صادق الاحمر الذي يساند المحتجين. وتعاني صنعاء من نقص خطير في الوقود والكهرباء والماء وتفاقمت أعمال عنف في محافظة جنوبية وقعت عاصمتها في ايدي مسلحين اسلاميين الشهر الماضي. وقالت وسائل الاعلام الرسمية ان الجيش اليمني قتل 21 من اعضاء القاعدة في ابين يوم السبت وان 18 منهم قتلوا في زنجبار العاصمة الاقليمية التي سيطر عليها الاسلاميون كما قتل عشرة جنود من الجيش اليمني في قتال هناك وفي مدينة لودر. وقتل أربعة جنود على الاقل وعدد من المسلحين في المعارك الدائرة في زنجبار يوم الاحد. وقال مسؤول امني ان ضابطا بالجيش قتل قرب ميناء عدن الجنوبي حين القى مهاجم مجهول قنبلة تجاهه. وتجد الحكومة التي تعاني شللا جراء المواجهة السياسية الاوسع صعوبة في توفير الادوية والمستلزمات الضرورية الاخرى للفارين من زنجبار. ولجأ عشرة الاف على الاقل لعدن ويبيت كثيرون في المدارس. وحذر صندوق الاممالمتحدة للطفولة الاسبوع الماضي من ان عدد النازحين ربما يصل الى 40 الفا. وقالت احزاب المعارضة انها ستشكل جمعيتها الانتقالية خلال اسبوع اذا لم يتخل صالح عن السلطة. ولم يتضح ما اذا كانت هذه الاحزاب تملك اي تأثير حقيقي على المحتجين. واتهم معارضون صالح بتسليم زنجبار للاسلاميين بما يدعم تحذيره من أن انهاء حكمه المستمر منذ ثلاثة عقود-كما يطالب المحتجون -سيؤدي الى سقوط المنطقة في ايدي القاعدة. ولم يظهر صالح علنا منذ الهجوم على قصره الذي اصابه بحروق وشظايا. وقال سفير اليمن في لندن يوم السبت ان صالح يتعافى وان حالته "مستقرة." وقالت مصادر صحية سعودية ومسؤولون يمنيون ان علي محمد مجاور رئيس الوزراء اليمني ووزير اخر اصيبا في الهجوم على القصر قد اجريت لهما جراحات جديدة وان حالتهما "خطيرة".