للمرة السادسة عشرة، أجلت محكمة الدمام الحكم على عاملة إندونيسية اعترفت في وقت سابق بقتل الطفل مشاري أحمد البوشل البالغ من العمر 4 أشهر، بعدما وضعت له جرعات من سم الفئران في رضاعته. وكشف والد الطفل أن التأجيل جاء بسبب غياب مزكي المترجم، مؤكداً حضور الخادمة ومحاميها ووكيلها ووفد من السفارة وموظف من القنصلية والمترجمين، وكانت المحكمة طلبت من هيئة التحقيق والادعاء العام مزكين للشهود الذين شهدوا ضد الخادمة أنها معترفة في وقت سابق بقتل الطفل مشاري وتمت تزكيتهم وتم ضبط التقارير الطبية. وأمر القاضي بالتأجيل بسبب غياب مزكين للمترجم الذي لم يحضر الجلسة لطلب حضور مزكين اثنين من أجل تزكية المترجم الذي ترجم اعترافها، وهو التأجيل السادس عشر في عمر القضية التي بدأت في شهر مارس من عام 2010. وطالب والد الطفل القتيل بتطبيق شرع الله بحق الخادمة وهو القصاص، وقال "أنا طالب القصاص بصحيفة الدعوى التي قدمتها للمحكمة وفق ما جاء من أدلة واعترافاتها بالتحقيق والتقارير الطبية". تأجيل غير منطقي يذكر أن الطفل مشاري البوشل، لفظ أنفاسه قبل أكثر من عامين بعد محاولات مضنية بذلها أطباء في مستشفيات عدة في المنطقة الشرقية والرياض، لإنقاذه من آلامه التي لازمته لنحو شهر ونصف الشهر، إثر إصابته بزيادة الإنزيمات في الكبد، وحموضة وسيلان شديدين جداً في الدم، إضافة إلى اضطرابات في القلب، بعد تناوله حليباً ممزوجاً بسم الفئران وأدوية مسكنة، دستها العاملة في حليبه. ومن جانبه، يؤكد المستشار القانوني محمد العصيب، أن هذا التأجيل لم يكن منطقياً وفيه إهدار لحقوق ذوي الضحية، متهماً القاضي بعدم الاهتمام بمصالح المواطنين بتأخير البت في القضايا لفترات طويلة دون مسوغ حقيقي، ويقول ل"العربية.نت": "هذه قضية رأي عام وكان من المفترض أن تنتهي في أسرع وقت ممكن، كما أنها قضية إنسانية، فالتأجيل لأجل معرف ومترجم أمر غير منطقي". ويتابع "قرار التأجيل لم يكن في محله وكان يستلزم إحضار مترجم من السفارة". ويصف المستشار القانوني العصيب قرار القاضي بالقاصر، ويضيف "نحن نعاني كمحامين من هذا الأمر. إطالة المحاكمة وإضاعة حقوق الموكلين وعلى أمور بسيطة جداً، فعندما يتأخر إرجاع حقوق الناس لفترة طويلة جداً قد يتضررون ويدخلون السجون بسبب هذا التأخير فهم يطالبون بحقوقهم، فمن لا يصله حقه إلا بعد عشر سنوات فهو في حكم الميت". ويطالب العصيب بتسريع تطوير القضاء الذي أعلن عنه وزير العدل، مؤكداً أهمية إعادة تأهيل القضاة، ويقول "وزير العدل إنسان مجتهد وطموح ويرغب في الأفاضل، ولكن المشكلة في تأهيل القضاة، وهو لا يملك تأهيلهم في يوم وليلة، ويحتاجون لإعادة تأهيل لنواكب القضاء في الدول المجاورة". ومن المتوقع أن يعاد عرض القضية نهاية هذا الأسبوع على القاضي بعد التأكيد على حضور المزكين، فيما يخشى ذوو الطفل المغدور أن يتم التأجيل للمرة السابعة عشرة لأي سبب.