قال رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان: "إن المعارضة السورية تزداد قوة مع مرور الأيام، وإن الرئيس بشار الأسد بات ميتاً سياسياً". وأوضح أردوغان، في لقاء صحافي مع جريدة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الأنظمة التي ظلمت شعوبها على مرّ التاريخ، لم تبق في السلطة، وذلك في معرض إجابته عن سؤال حول مستقبل الرئيس السوري في بلده. وأضاف أردوغان أنه: "للأسف شهدنا في إطار الربيع العربي، اضطهاد النظام السوري لشعبه، حيث أدى العنف الذي مارسه ضده إلى مقتل ونزوح عشرات الآلاف من الشباب، والأطفال والمسنين، وهذا النظام عديم الرحمة، مستمر في سياساته في نفس الاتجاه". وذكر أردوغان أنه من الصعب تحديد موعد رحيل الأسد، لافتاً إلى أن الأمر متعلق بالموقفين الروسي والصيني تجاه الموضوع، مشيراً إلى مقتل نحو 30 ألف شخص حتى الآن، وتشرد 2.5 مليون شخص من أماكنهم داخل سوريا، فضلاً عن نحو 83 ألف لاجئ في تركيا ومثلهم في لبنان، و200 ألف في الأردن. وفي معرض إجابته عن سؤال حول الفيتو الصيني والروسي ضد مشاريع قرارات مجلس الأمن، التي من شأنها توفير دعم للمعارضة السورية، أجاب أردوغان قائلاً: "نحن نتشاور مع البلدين ومستمرون في ذلك"، لافتاً إلى أن "بيجين" و"موسكو" تتصرفان بالطريقة ذاتها في هذا الملف. ورداً على سؤال حول ما إذا كانت موسكو ستستمر في تسليح نظام الأسد أم لا، نوّه أردوغان إلى أن روسيا لن تقبل بالرأي الذي يقول إنها تمد النظام بالسلاح، مؤكداً أنه لن يكون من المناسب توجيه اتهام لروسيا بهذا الخصوص من جانبه. وحول سؤال فيما إذا كانت أنقرة، تفكر بلعب دور بمفردها في موضوع فرض منطقة حظر للطيران في سوريا، قال أردوغان: "لا نفكر بذلك، لكن إذا تعرضنا لهجوم فإننا سنتخذ الخطوات اللازمة"، مشيراً إلى البعد الدولي والإسلامي لهذا الأمر، وضرورة تدخل الجامعة العربية والأمم المتحدة في هذا الإطار. ورداً على سؤال فيما إذا كان هذا الموقف يعني رفض فكرة فرض حظر جوي دون قرار من مجلس الأمن، بالرغم من معرفة أنقرة باحتمال استخدام الفيتو الروسي والصيني، أجاب أردوغان بأن: "الوضع حالياً يمكن أن يكون كذلك، لكن قد يتغير في أي لحظة". وفي معرض رده على سؤال حول مدى حاجة المعارضة السورية للسلاح، ذكر أردوغان أن المعارضة تحصل على كافة أنواع الدعم من السوريين في الخارج والمنطقة، مؤكداً على أن الدور التركي يقتصر على الدعم اللوجستي بما في ذلك استضافة اللاجئين. ورداً على سؤال فيما إذا كانت أنقرة تشعر بالقلق من مرحلة ما بعد الأسد، نظراً لغياب التجربة الديمقراطية في سوريا، شدد أردوغان على أن هذا الأمر لا يعد مشكلة، مشيراً إلى أن المصريين اختاروا رئيساً لم يكن شخصية معروفة كثيراً في الماضي "في إشارة إلى محمد مرسي" بعد 30 عاماً من حكم أسرة مبارك، وأن السوريين سيختارون قائداً قوياً بإرادتهم الحرة" في إطار الديمقراطية.