شدّد إمام الحرم المكي السابق الشيخ عادل الكلباني على احترام شعيرة الاعتكاف في المساجد، وكشف في معرض حديثه هذا عن ضبط معتكفين يلعبون الورق أو "البلوت" داخل مسجده العام الماضي، فسحب منهم الورق وقام بطردهم، لأنه "خط أحمر". وكانت وزارة الشؤون الإسلامية في السعودية شددت مؤخراً على وضع ضوابط منظمة للاعتكاف في المساجد من جانب الأئمة، بعد أن كان الاعتكاف في الماضي يسري بشكل تلقائي من دون أن يثير ضجيجاً أو تساؤلاً، حتى تم استثماره كما يتردد من جانب مطلوبين أو مشبوهين، فصدر التوجيه بالتدقيق في هويات المعتكفين. وتعليقاً على حادثة طرد المعتكفين غير المنضبطين من المساجد، قال أستاذ العقيدة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور صالح بن مقبل العصيمي، في تصريح لجريدة "الحياة" اللندنية، إن "طرد المعتكفين بسبب لعب "البلوت" خطوة مبالغ فيها، وكان الأحرى بالإمام أن ينبّه المخالفين إلى حرمة المساجد، وأنه يحرم أن تتخذ هزواً ولعباً كما كان المنافقون يصنعون، ويجادلهم بالحكمة والموعظة الحسنة، وحين يمتنعون عن امتثال الأوامر حينها ينبغي اللجوء إلى منعهم". لكن العصيمي أكد صواب حظر "البلوت" في المسجد ابتداء، لأنه كما يقول "محرّم من جانب مفتين في البلاد، وهو عند الجميع مكروه أو ليس مستحباً، بينما الاعتكاف حُرّمت على الملتزم به حتى بعض المباحات، مثل إتيان الزوجة خارج المسجد، لقوله تعالى: "ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد". ورداً على من قال إن المسجد النبوي وهو أشد حرمة، لعب فيه الحبشة ولم ينههم النبي عن ذلك، يضيف العصيمي: "كان اللعب في ساحة المسجد، وفي يوم العيد، وهو يوم استثنائي في شريعة المسلمين، يجوز فيه ما لا يجوز في غيره". وتنص تعاليم الشريعة على استحباب اعتكاف العشر الأواخر من رمضان كاملة، اتباعاً لسنة مضت عن النبي (عليه الصلاة والسلام)، إلا أن مساجد قليلة بينها جامعا الملك خالد، والراجحي بالرياض، هيأت غرفاً ملحقة بالجامع، تساعد الراغبين في الاعتكاف على أداء مهمتهم على نحو حضاري.