كيف يكون الاعتكاف صحيحا؟ وما هي الأعمال التي لا بد من وجودها أثناء الاعتكاف؟ وهل يحق للمعتكف إدخال الأمتعة والمأكولات إلى المسجد الحرام أو المسجد النبوي أثناء فترة اعتكافه في أحدهما؟ وهل مخالفة الأنظمة في ذلك تؤثر على الثواب الذي يلقاه المعتكف من المولى عز وجل؟ يشير الداعية الشيخ محمد صالح المنجد أن أعمال الاعتكاف تحتاج لصبر مستمر، وفي هذا تربية للإرادة، وكبح لجماح النفس التي عادة ما ترغب في التفلت من الطاعة إلى أمور أخرى تهواها، مثل الشوق للأطعمة التي كان يطعمها في منزله، والفراش والثير الذي كان ينام عليه، إضافة إلى الصبر ما يجد في المسجد أثناء اعتكافه من مزاحمة الآخرين له، ومن عدم توفر الهدوء الذي كان يألفه في بيته. ويوضح أنه لا يحق للمعتكف الخروج من معتكفة إلا لحاجة إيجابية ترتبط بتسهيل اعتكافه، وما عدا ذلك يجب أن يمتنع عنه وإن كان مباحا. وحول إدخال الأطعمة والأمتعة إلى المسجد الحرام والمسجد النبوي أثناء فترة الإعتكاف، يوضح عضو هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية الدكتور عبد العزيز الأحمد أنه لا يجوز للمعتكف إدخالها طوال فترة الاعتكاف، كما أنه لا يجوز للمعتكف استخدام مقابس الكهرباء لشحن هاتفه الجوال، مشيرا إلى أن المعتكف إذا أراد ذلك فليخرج إلى بيته أو إلى خارج المسجد، كما طالب المعتكفين التقيد باللوائح والأنظمة التي وضعتها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي. ويبين عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عصام العويد أن إدخال الأغراض الشخصية والمأكولات إلى الحرمين الشريفين تسبب في إعاقة الزوار والمعتمرين، موضحا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يؤذي المسلم أخاه، كما أمر بإماطة الأذى عن الطريق وعده من الصدقة، وشدد على عدم جواز حجز الأماكن بواسطة السجاد، ثم الاختفاء فترة طويلة ومنع المصلين من الاستفادة من أماكن العبادة، لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «من قام من مجلسه ثم رجع إليه، فهو أحق به».