لم تنجح كل العمليات التي أجريت بمستشفى الملك فهد بالباحة وبعد ذلك في مستشفى الحرس الوطني بالرياض لمحاولة بقاء اليد اليمنى من مفصل الكتف لزوجة المتوفى عبدالرحمن الغامدي في حادثة بالجرشي الأليمة التي وجه فيها الاتهام بالمطاردة إلى الدورية الأمنية وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة بالجرشي بحسب شكوى أقرباء المتوفى مما تسبب في وقوع حادث إنقلاب السيارة من بداية جسر الحميد وقد نجم عن تلك الحادثة وفاة السائق وإصابة اليد اليمنى للزوجة الحامل في شهرها السادس بكسور مضاعفة خلافاً لإصابتها في أجزاء متفرقها من جسمها. وأوضح أخو المتوفى عبدالرحمن الغامدي أنها أجريت ليد الزوجة يوم أمس عملية قطع اليد اليمنى وتم استئصالها بالكامل من تحت الكتف نظراً لتعفنها وعدم جدوى العمليات الجراحية في إعادتها. وقال د. خالد الغامدي الأخ غير الشقيق للمتوفى عبدالرحمن ل "الرياض" أن أسرة الزوجة صعقت عند سماع استئصال اليد بالكامل وخيم الحزن مجدداً على الأسرة المفئودة بعد أن تبدد الأمل والحمد لله على كل حال، وعن أحوال الطفل خالد وشقيقته اللذين أصيبا بكسور قال: إن الطفل خالد أفضل مما كان عليه ولكنه يعاني كسرا في الجمجمة أما شقيقته درر فأحوالها الصحية مستقرة عدا كسر بسيط في يدها اليسرى إلا أنها تكثر السؤال عن أبيها وأمها وتفجر موجة من البكاء والنحيب لمن حولها فهي لا تعلم عن وفاة والدها ولا تدري عن والدتها إلا أنها تستغرب ترديد الزوار بالترحم على والدها، وذلك يدفعها لكثير من التساؤل والحيرة. وطالب د. الغامدي نشر تساؤله حول مجريات التحقيق وقال: إننا لا نشك ابداً في نزاهة لجنة التحقيق إلا أننا نستغرب في الوقت نفسه كيف يتم تجزئة الخطأ ويرد اللوم على الطريق غير الآمن بوسائل السلامة وعلى أخي المغلوب على أمره فهو لم يتوقف ربما لأسباب وظروف فقد يكون غاضباً أو لسبب شجار بينه وبين زوجته، وقد يكون جاهلاً بالأنظمة وهناك العديد من الاحتمالات ولو افترضنا أنه هو من بدأ بالهروب فلماذا تلاحقه الدورية سواء الأمنية أو الهيئة؟ ولماذا يتم إرباكه وترويع أسرته بإضاءة السيفتي وتشغيل مكبر الصوت لمطالبته بالتوقف وبذلك فإن بداية انطلاق الدورية جاءت بعد عدم المفاهمة من قبل السائق مع الهيئة التي لحقت بهما بعد ذلك حسب تقرير الإمارة. الجدير بالذكر أن مكتب "الرياض" بمنطقة الباحة تلقى اتصالا هاتفياً من فاعلة خير رغبت عدم ذكر اسمها وبكل إنسانية كما هو الحال في بلد الخير وبلد الجسد الواحد حيث أبدت استعدادها بالتكفل بهذه الأسرة المنكوبة الزوجة وطفليها للإقامة الأبدية، وقد تبرعت لهذه الأسرة بالسكن المجاني في شقها تملكها في مدينة الرياض مكونة من أربع غرف وصالة ومرافقها مع خدمة هذه الأم المكلومة بالمصاريف وبوسيلة النقل والسائق مدى حياتها، وقدرت الأسرة هذه اللفتة الإنسانية التي ليست بغريبة على مجتمعنا المتكافل معتذرين عن قبول هذا التبرع وموصين بأن يذهب إلى مستحقيه. من جهة أخرى قام وفد من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة الباحة يتقدمهم رئيس الهيئات بمنطقة الباحة الشيخ سعيد الزهراني بتقديم واجب العزاء والمواساة في المواطن المتوفى عبدالرحمن الغامدي، رحمه الله، وقد قدم الوفد تعازي الرئيس العام لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعازيهم نيابة عن جميع الأعضاء فردا فردا. وقد ترحم الوفد على المواطن وقالوا ان المصاب واحد ونحن في دولة تحكم الشريعة وينطبق النظام على الجميع، وأن ولاة الأمر حريصون على إحقاق الحق، وقالوا إننا نريد الحق مثلما انتم تريدونه. وأضافوا إننا جهة رسمية نخطئ ونصيب ولم نأت لنبرئ او نتهم. وقد اجابهم ذوو الفقيد بالترحيب وقالوا ان المصاب جلل وفوضنا امرنا لله. وان تعازيكم مقبولة واننا تحت حكم ال سعود حرسهم الله وسيأخذ كل ذي حق حقه.