- أيمن الماجد نظمت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ممثلة في الإدارة العامة لمنح البحوث اليوم، اللقاء العلمي الثالث والثلاثين بعنوان: "إنتاج الدواجن وصناعتها"، وذلك في مقر المدينة بالرياض, وسط حضور حضره نخبة من الباحثين والمختصين بمجال صناعة الدواجن. وأكد نائب رئيس المدينة لدعم البحث العلمي الدكتور عبدالعزيز بن محمد السويلم، أن المدينة لا يتوقف دورها عند دعم الابحاث, بل هي حريصة على الاستفادة من نتائج الأبحاث المدعمة واستثمارها على الوجه المطلوب بشكل يضمن عدم هدر الثروة الوطنية، ويحقق الأهداف التي من أجلها تم دعم هذه البحوث, مشيراً إلى أن المدينة سعت لتصميم عدة مسارات لتحقيق الاستفادة المثلى من تلك الابحاث وتعزيز دورها في المجتمع ومن بينها هذا اللقاء العلمي. إثر ذلك بدأت فعاليات اللقاء بالمحاضرة الأولى قدمها الدكتور سعود المفرج من جامعة الملك سعود بعنوان: "الأمن الحيوي في صناعة الدواجن"، تحدث فيها عن مفهوم الأمن الحيوي الذي يعد إحدى طرق السيطرة على الأمراض، مبيناً أنها عمليات يتم تصميمها لمنع انتشار الأمراض في المزرعة أو المحافظة على صناعة الدواجن بحالة صحية وعدم تعرضها للعدوى بالأمراض الوبائية. وتطرق الدكتور المفرج إلى استراتيجيات السيطرة على أمراض الدواجن من خلال التحصين، والعلاج الوقائي ، وإزالة الملوثات، والاحلال وإدارة القطعان، والرعاية الصحية المتخصصة، مفيداً أن العلاج الوقائي يتضمن كل الأدوية التي تستخدم في الوقاية من انتشار الأمراض بذات الميكوربية التي تسبب خسائر مالية كبيرة في حالة ظهور احداها فيقطعان التربية من هذه العقاقير المستخدمة في السيطرة على الأمراض. وأوضح أن التنظيف المستمر والتطهير المتوالي بعد كل فترة تربية تؤدي إلى التخلص من الملوثات، مؤكداً أن النظافة داخل وخارج الحظائر مع الإلتزام المستمر في تعقيم مياه الشرب وإزالة الأسمدة بعد التربية في أماكن بعيدة عن مكان التربية تسهم في التخلص من هذه الملوثات. من جانبه تناول الدكتور محمد الصيادي من شركة أراسكو في المحاضرة التي قدمها بعنوان: "دور القطاع الخاص في صناعة الدواجن"، الأهمية الغذائية للحوم الدواجن وبيض المائدة، وأهمية قيام صناعة دواجن وطنية، حيث توفر هذه الصناعة البروتين الحيواني من بيض ولحم كغذاء أساسي للإنسان، مشيراً على ارتفاع معدل الاستهلاك العالمي من لحم الدجاج من 2 كيلو جرام للفرد إلى نحو 15 كيلو جرام في غضون الأربعين سنة الماضية وهذا النمط مازال يزداد بمعدل 1.5% سنوياً. وبين الدكتور الصيادي أن المملكة تمكنت من تحقيق الاكتفاء الذاتي من البيض منذ عدة سنوات بل أصبحت تصدر الفائض للدول المجاورة، كما حققت اكتفاءً جزئياً من لحوم الدواجن يصل إلى 43%، حيث يبلغ معدل استهلاك الفرد في المملكة من لحم الدجاج نحو 42 كيلو جرام في السنة مما يضع المملكة في المرتبة الثالثة عالمياً بعد هونج كونج وأمريكا، أما بالنسبة للبيض فتأتي المملكة في المرتبة العاشرة من حيث استهلاك الفرد . وأوضح أن الناتج المحلي الزراعي في المملكة يشكل نحو 3% من الناتج القومي بقيمة تصل إلى 50 مليار ريال، حيث تبلغ تعداد مشروعات الدواجن لإنتاج اللحم نحو 390 مشروعاً تنتج مايقارب 560 مليون طير في السنة، أما مشروعات الدجاج البياض فيبلغ عددها نحو 115 مشروعاً تنتج قرابة 4 مليار بيضه في السنة. وتوقع الدكتور الصيادي أن ينمو قطاع الدجاج اللاحم بنسبة 9% عام 2015م، نظراً للحاجة إلى سد الفجوة بين الطلب المحلي والإنتاج، كما توقع أن لا يكون هناك نمواً في قطاع البياض نظراً لوصوله إلى حد الاكتفاء الذاتي. وتحدث عن تشجيع الدولة للمستثمرين ودورها في ازدهار هذه صناعة الدواجن، حيث وضعت القوانين والتشريعات لهذه الصناعة وقدمت الدعم بجميع أشكاله، مستعرضاً تجربة أراسكو منذ دخولها بشكل عام في تصنيع أعلاف الدواجن وحتى انضمامها إلى فئة منتجي الدجاج اللاحم، حيث قامت بانقاذ نحو 40 مشروع دجاجا لاحم في المنطقة الوسطى . وبدوره استعرض الدكتور مهدي السلطان من جامعة الملك سعود في المحاضرة التي قدمها بعنوان "التحديات الاقتصادية لصناعة الدواجن"، مبيناً أن صناعة الدجاج اللاحم بدأت في المملكة عام 1976م بمنطقة الطائف بطاقة 300 طن سنوياً، وفي عام 1980م أنشئت شركة الوطنية بطاقة 30 ألف طن سنوياً وتبلغ حالياً أكثر من مليون ومائتي ألف طن، وقد شهدت هذه الصناعة من عام 1982م طفرة حيث يقدر الإنتاج عام 2014م بنحو 640 الف طن سنوياً. من جهته أوضح الدكتور أحمد بن عبدالعزيز آل ساقان من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في الورقة التي قدمها بعنوان "دور مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في دعم البحوث ذات العلاقة بصناعة الدواجن"، أن المدينة ممثلة بالإدارة العامة لمنح البحوث أولت هذا القطاع عناية خاصة من خلال دعم العديد من البحوث ذات العلاقة، مستعرضاً معوقات صناعة الدواجن التي تمثلت في ارتفاع تكلفة مدخلات الإنتاج، وقلة خبرة الكوادر العاملة في هذا المجال، وارتفاع تكاليف الكهرباء والمحروقات، وصعوبة توفر الأدوية، والإغراق، وارتفاع تكاليف النقل من المزرعة للسوق، وكذلك عدم القدرة التسويقية للمزارع الصغيرة، والأمراض المستوطنة وعدم القضاء عليها، ودعم الدول المنتجة لصادراتها من الدجاج اللاحم. وبين الدكتور آل ساقان أن المدينة بدأ اهتمامها بالبحوث المتعلقة بإنتاج الدواجن بشقيها (اللاحم والبياض) في وقت مبكر، حيث دعمت في سنة 1399ه، بحث بعنوان "تأثير تبريد مساكن الدواجن على إنتاج البياض "، لدراسة تأثير تغير الظروف البيئية ونظم مساكن الدواجن على إنتاجية الدجاج البياض .