وليد ابو مرشد لم تقف إعاقة البصر حجر عثرة في طريق شاب سعودي تحدى إعاقته وتدرب على ركوب الخيل حتى أتقن مهارات الفروسية خلال 3أسابيع ليسجل نفسه كأول فارس لا يبصر. "الوطن" التقت بالفارس الكفيف عبدالله الجعيد الذي أبهر مدربي مركز "روهارا" لتعليم الفروسية بالطائف بصفته أول حالة من هذا النوع. وقال الجعيد ل" الوطن": إنه حضر لمركز تدريب الفروسية مع طفله الذي كان يرغب في تعلم ركوب الخيل، وكان لديه تحد وإصرار لخوض هذه التجربة على الرغم من أنه كفيف لا يبصر ويعلم أن في هذه التجربة مغامرة، لكنه كان حلما وأصر على تحقيقه، وقد شجعه القائمون على المركز ولم يشعروه أنه معاق. وأضاف: في البداية واجهته صعوبة تتمثل في أن المدرب كان يتعامل لأول مرة مع كفيف ويتحدث معه كغيره من المبصرين.. لكنه استطاع أن يتغلب على الصعاب، وخلال 3 أسابيع استطاع أن يركب الخيل ويسيطر عليها ويهرول بها في ساحات المركز. وبين الجعيد أنه لم يكن يخشى السقوط ولا الفشل، ولكنه كان يخشى من عدم وجود من يهيئ له الفرصة المناسبة. وقال إنه يعتمد على حاسة اللمس كثيرا بدلا من حاسة البصر المعطلة، وقد استطاع أن يبني علاقة مع فرسه، التي يقول إنه يشعر أنها تدرك أنه كفيف. وذكر أنه لا يركب سوى هذه الفرس وهي تساعده كثيرا وكأنها تدرك أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة. وقال الجعيد إن هذا ليس هو التحدي الوحيد في حياته، فقد كف بصره تماما وهو في الخامسة عشرة من عمره، واضطر لترك الدراسة وهو في الصف الأول الثانوي، وبعد عامين حصل على وظيفة وعاد للدراسة من جديد عن طريق نظام الانتساب وحصل على الثانوية العامة ثم البكالوريوس في علم النفس، ثم الماجستير في علم الاجتماع، ويسعى حاليا للحصول على درجة الدكتوراه، لكنه اصطدم ببعض المعوقات، ومنها عدم مراعاة ظروف الكفيف عند القبول في برامج الدكتوراه. من جهته قال المشرف على مركز "روهارا" لتعليم الفروسية فهد الشيباني: إن الشاب عندما حضر للمركز تم التعاطف معه على الرغم من عدم قناعة المدربين بقدرته على التعلم نظراً لظروفه، وتم تخصيص عامل لكي يقود له الفرس، لكنه خالف كل التوقعات واستطاع أن يحقق مستوى متقدما، حتى أنه حقق المركز الثاني في مسابقة الجري داخل المركز بعد 3 أسابيع فقط من بدء عملية التدريب.