انتقد مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة القصيم الدكتور فهد المطلق، الإجراءات الحالية التي تتخذ ضد المتسولين وباتت تساعدهم على تكرار ممارسة التسول، مشيرا في تصريح خاص ل"الوطن" أمس، بأنه بعد أن يتم القبض على الشخص المتسول يعاود بعد عدة ساعات من ضبطه لممارسة التسول مرة أخرى. ووصف المطلق النظام الحالي بأنه يدور وسط حلقة مفرغة، مستدركا أن اللجنة الوطنية المعنية بالأمر تعمل على تشريعات مستقبلية للوقوف ضد المتسولين. وعن دور إدارته تجاه المتسولين، قال المطلق: "إنه بعد أن يتم القبض على الشخص المتسول تتم دراسة حالته الاجتماعية فإن كان شابا تتم إحالته إلى مكتب العمل للبحث عن وظيفة، أما إذا كان متقدما في العمر فإنه يتم تحويله للجمعيات الخيرية". وعن الأكثر ممارسة للتسول في المنطقة أشار المطلق، أن معظم من يتم القبض عليهم من قبل مكافحة التسول هم من السعوديين، لافتا إلى أن هناك أجانب أصبحت المنطقة لهم مغرية من ناحية العطف على المتسولين وتقديم المساعدة لهم، مؤكدا أن نسبة الأجانب تعتبر بالنسبة للسعوديين هي الأقل، مبينا إلى أن استغلال الصغار لممارسة التسول تعتبر تجارة بالبشر وقتلا لبراءة الطفولة، حيث إن هناك حملة ستطلقها الشؤون الاجتماعية بالتعاون مع فرع الشؤون الإسلامية بالمنطقة للتحذير من ممارسة التسول من خلال تفعيل دور المساجد للمساهمة في الحد من هذه الظاهرة. ويأتي حديث المطلق من خلال ما رصدته "الوطن" من وجود المتسولين في مواقع متفرقة أمام الإشارات المرورية، حيث إن مما يثير الانتباه أن معظم المتسولين من المتخلفين، هم من صغار السن والذين أصبحت لديهم جرأة في عملية ممارسة التسول، فأصبحوا يتنقلون من مكان إلى آخر دون خوف من الجهات الرقابية، فمعظمهم يقفون أمام المحلات التجارية والأسواق لساعات طويلة، ويتساءل بعض المواطنين عن دور الجهات المعنية التي تحارب وتحاسب من يمارسون التسول وذلك للحد من هذه التصرفات التي تزعج المواطنين في مركباتهم وفي مساجدهم، وكذلك في المحلات التجارية التي يتخذ منها المتسول ملاحقة للمتسوق حتى يتمكن من أخذ مبلغ من المال. وذكر ل"الوطن" المواطن محمد عبدالرحمن، أن التسول وصل لحد الظاهرة من خلال ما يشاهده كل يوم من ازدياد في أعداد المتسولين، خاصة في الأماكن التي تكتظ بها الحركة كالوقوف أمام الإشارات المرورية ومحطات الوقود والأسواق وكذلك أمام أبواب المساجد، ولفت إلى أن التسول لا يتوقف على فئة عمرية معينة، لأن هناك فئات عمرية مختلفة من الأطفال والنساء والرجال، ولكن الأطفال يعتبرون الغالبية الكثيرة من المتسولين، وذكر أن ما يثير الانتباه أن معظم الأطفال المتسولين مخالفون لنظام الإقامة والعمل، مطالبا الجهات المعنية بتتبع هؤلاء والقضاء على هذه الظاهرة لأن الكثير من المواطنين أصبح لديهم قلق لأن البعض من الأطفال المتخلفين يسيرون داخل الأحياء وهذا مؤشر خطير قد يدفعهم لمداهمة المنازل بهدف السرقة. وترى الأخصائية النفسية سارة التميمي، أن ما يقوم به بعض الأطفال من التسول له أبعاد نفسية على شخصية الطفل، فهذه الجرأة التي يقوم بها الطفل لممارسة التسول قد تدفعه للسرقة من خلال ما يجنيه يوميا من أموال فيتولد لديه الطمع، إضافة إلى تعرض حياته للخطر من خلال عمليات الدهس أو الاختطاف ونحوها، ولفتت إلى أن البحث وراء المال عن طريق التسول قد يجعل الطفل يستغل من قبل مروجي المخدرات لجعله أداة لترويج المخدرات، مشيرة إلى أن معظم الأطفال المتسولين تحركهم شبكات خفية يديرها أشخاص يسعون من خلالهم الحصول على قدر كبير من المال، وطالبت الجهات المعنية بالوقوف بكل حزم لهذه الممارسات الخاطئة لعادات وتقاليد أهل هذه البلاد. من جانبه، أكد الناطق الإعلامي لجوازات منطقة القصيم النقيب حماد المطيري، في تصريح خاص إلى "الوطن" أمس، أنه إذا ثبت أن الطفل المتسول أو غيره ممن يمارسون التسول لا يحمل هوية فإن الجوازات معنية من خلال القبض عليه والبحث عن والده خاصة الأطفال، ومن ثم تطبيق النظام بحقه، مضيفا إذا كان المتسول يحمل هوية نظامية فإن المعني بذلك مكافحة التسول وليس الجوازات.