احمد بالحارث متابعات أثار قرار لجنة الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" التأديبية بشأن معاقبة مصر ردود فعل عند كثير من المصريين، صبت في مجملها في الاستياء العام من أداء رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، سمير زاهر، وكان أكثرها قسوة، من الرياضي السابق، أحمد شوبير، فيما عبرت تصريحات جزائرية مختلفة عن استيائها من القرار "المخفف"، لكنها أشارت إلى أنه يشكل في نهاية المطاف إدانة للاتحاد المصري للكرة. قرار الفيفا التأديبي فقد قررت لجنة الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" التأديبية، برئاسة مارسيل ماتييه، يوم 18 مايو/أيار في زيوريخ، فرض عقوبة على الاتحاد المصري لكرة القدم تقضي بأن يلعب المنتخب المصري أول مباراتين على أرضه ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم البرازيل 2014 بملعب يبعد عن مدينة القاهرة 100 كيلومتر على الأقل، كما سيتوجب على الاتحاد المصري دفع غرامة قدرها 100 ألف فرنك سويسري. وقد اتخذت لجنة الفيفا التأديبية هذا القرار بعدما قضت بأن الاتحاد المصري لم ينجح في اتخاذ جميع تدابير الأمن الوقائية لضمان سلامة البعثة الجزائرية، بالإضافة إلى فشله في توفير الأمن والسلامة في ملعب القاهرة الدولي خلال المباراة التي جمعت المنتخب المصري بنظيره الجزائري يوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2009، ضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم جنوب أفريقيا 2010. وقد أشارت لجنة الفيفا التأديبية، على وجه التحديد، إلى أن الاتحاد المصري لم يتخذ الإجراءات الضرورية لتفادي الاعتداء على الحافلة التي كانت تقل أعضاء الوفد الجزائري وهم في طريقهم من المطار إلى الفندق يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2009، حيث تم تهشيم زجاج نوافذ الحافلة وأصيب 4 أعضاء من البعثة الجزائرية، بمن فيهم 3 لاعبين، وفقاً لما جاء على موقع الفيفا على الإنترنت. كما تمت الإشارة إلى عدم ضمان الأمن والنظام داخل الملعب، حيث تم تسجيل حضور جماهيري مفرط مما عرقل الحركة في المداخل وعلى أدراج الملعب، كما حجزت حافلة الوفد الجزائري لأكثر من 45 دقيقة، بعد نهاية المباراة. وفي هذا الإطار، قال سمير زاهر في تصريح لموقع "الشروق" المصري إن صدور العقوبة بهذا الشكل يعد نجاح لموقف الاتحاد المصري في مقابل المبالغة الشديدة والتهويل في الواقعة التي ارتكبها بعض الصبية ضد حافلة المنتخب الجزائري قبل المباراة التي أقيمت بين المنتخبين في الرابع عشر من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في الجولة الأخيرة من تصفيات المجموعة الثالثة المؤهلة للمونديال. وأكد زاهر لموقع "الشروق" على الإنترنت "أننا تمسكنا تماما بضرورة التحقيق في ملف التجاوزات التي حدثت من الجماهير الجزائرية في 'أم درمان' على هامش المباراة الفاصلة التي جرت يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني، وسيتم اتخاذ القرارات المناسبة فيها حيث سيواصل الاتحاد المصري متابعة كافة الإجراءات التي تضمن له ولجماهير الكرة المصرية كافة حقوقها. غير أن لجنة الفيفا التأديبية قالت في قرارها: "وبخصوص مباراة الملحق التي جمعت بين المنتخب الجزائري ونظيره المصري في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2009، فإن لجنة الفيفا التأديبية قضت بعدم توفر الشروط التي تستوجب فتح تحقيق في الموضوع، وبالتالي قررت إغلاق هذا الملف." هذا هو مجمل القرار الذي خرجت به لجنة الفيفا التأديبية. شوبير يهاجم ويفجر مفاجأة هاجم الإعلامي المصري، أحمد شوبير، اتحاد الكرة المصري بعد عقوبات اللجنة التأديبية للفيفا على مصر وفجر مفاجأة كبيرة عندما أكد أن أحد أعضاء مجلس إدارة الاتحاد المصري اجتمع مع بعض المشجعين قبل مباراة مصر والجزائر التي أقيمت نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، داخل مبنى الاتحاد وطالبهم بمهاجمة البعثة الجزائرية أثناء ذهابها إلى الملعب. كذلك عبر شوبير عن استيائه من الأنباء التي أشارت إلى فرحة البعثة المصرية بالعقوبات التي أصدرتها "الفيفا" بحق مصر، معتبراً أن العقوبة سواء أكانت كبيرة أم صغيرة فهي تمثل إدانة لمصر والمصريين، وفقاً لما نقلته صحيفة النهار الإلكترونية المصرية عن شوبير في برنامجه على إذاعة الشباب والرياضة. ومن جانبه، نفى مدير إدارة التسويق بالاتحاد المصري، عمرو وهبي، في مكالمة هاتفية مع شوبير صحة ما تردد عن فرحة البعثة المصرية بالعقوبات، مؤكداً أنها في النهاية تعتبر إدانة للجانب المصري بصرف النظر عن كونها مخففة أو كبيرة. ردود الفعل المصرية على أن متابعة لردود فعل الشارعين المصري والجزائري، تظهر تفاوتاً في الآراء، إذ مازال البعض في مصر والجزائر يكشف عن عصبية تجاه شقيقه، إلا أن أغلب الآراء انصبت حول تحميل رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم سمير زاهر وبعض المعلقين مسؤولية الأحداث التي تسببت بخروج الأزمة عن السيطرة وإفساد العلاقة بين الشعبين العربيين. وجاءت ردود معظم المعلقين المصريين على الخبر في صحيفة اليوم السابع مدينة لزاهر، باعتباره مسؤولاً عن الاتحاد وعن الأحداث، إلى حد أن البعض وصف المسألة كلها بالخدعة والكذبة من أساسها، فقد قال شخص يطلق على نفسه اسم "ميدو": "حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا سمير يا زاهر يا فاشل يا كذاب أنت واتحاد الكرة الفاشل فضحتونا، منكم لله ربنا ينتقم منكم خليتوا مصر كلها تحت الأقدام.. حسبي الله ونعم الوكيل." وطالب آخر باستقالة زاهر قائلاً: " محظوظ يا زاهر.. ودي مش شطارة منك ولكن رحمة من الله ..فكر كويس وقدم استقالة أنت والفريق بتاعك وارحل كفاية قوي كده.. بصراحة خليت سمعة مصر في الحضيض وكل ده علشان المصالح الشخصية." على أن التعليق الأكثر قسوة كان من شخص أطلق على نفسه اسم "الغلبان"، وقال: "كل يوم بنصحى على واقع وحقيقة مرة تصدمنا لأنها عكس كل ما تم تلقينه لنا من الحكومة.. فهمونا أن مصر أم الدنيا وأتارى الدنيا ليها أمهات أحلى بكثير.. فهمونا إن مصر ليها ثقلها والكل بيحترمها ولاقينا مصريين بيضربوا بالجزم وبيتقتلوا فى الشوارع زى الكلاب وملهش دية.. فهمونا إن إحنا أحسن بلد في الدنيا ولما سافرنا لاقينا إن إحنا بلد متخلف ومتأخر وسلوكيات شعبه في الشارع اليومية تعكس ها التخلف والتأخر عن المجتمع الحضاري." وتابع "الغلبان" يقول: "فهمونا (بخصوص هذه الواقعة) أنهم صوروا الأتوبيس وأان الجزائر بتتبلى علينا وإن إحنا عندنا الحق كله .. وأدي الفيفا غرمتنا.. دلوقتي بيفهمونا إن مصر حقوقها محفوظة في مياه النيل والواقع بيقول إن دول إفريقيا اللي المفروض أنهم أكثر مننا تخلفا أدونا على أفانا وكمان 100 قلم على سهوة وراحوا عملوا اتفاق مع بعض." وكتب "محمد طه" معلقاً في صحيفة "المصريون" يقول: لا نريد زاهر الكذاب المماطل الذي أضاع حقوقنا ويسرق أموالنا." أما محمد حسن فكتب في موقع الصحيفة نفسها يقول: "إن ما فعله زاهر بمصر والمصريين يستحق أن يقدم لمحاكمه عاجله لأنه تعمد مع سبق الإصرار والترصد الإساءة للعلاقة بين الشعبين المصري والجزائري والتي نعانى من نتائجها حتى هذه اللحظة، إن المدعو زاهر كذب عن عمد وأخفى الحقائق وهو الآن يتكلم عن كرامة مصر والمصريين ، مع أنه أول من داس عليها وضلل الشعب المصري بكذبه وظهوره بمظهر الحمل الوديع." وقال "أسامة" في موقع صحيفة "المصريون": "يعني قال إنه مجهز ملف ورايحين جايين على حسابنا لسويسرا، وفي الآخر راجع بعقوبات!!! فين بقى ملف أم درمان ولا دي برضه خدعة يا كابتن سمير!!!" على أن العديد من المعلقين على الخبر عبروا عن سرورهم للقرار باعتباره مخففاً للغاية. ردود الفعل الجزائرية تركزت ردود الفعل الجزائرية في أغلبها على أن العقوبة جاءت مخففة، معتبرة أن هذا الأمر يشجع بعض ضعيفي النفس على القيام بأعمال مماثلة بحق بعثات رياضية زائرة، بصرف النظر عن الدولة. على أن كثيرين قالوا، رغم استيائهم من القرار، إنهم راضون عنه لأنه يشكل في النهاية إدانة للاتحاد المصري للكرة. البعض قال بصراحة "ظهر الحق وزهق الباطل" في إشارة إلى أن الاتحاد المصري للكرة اتهم في البداية لاعبي الجزائر ب"فبركة" الهجوم على الحافلة، غير أن القرار جاء ليؤكد العكس بنظر المعلقين الجزائريين. ==