قال شهود عيان في العاصمة اليمنية صنعاء، إنهم شاهدوا أكثر من ألف مسلح قبلي يدخلون المدينة الخميس، لدعم زعيم قبيلة حاشد، الشيخ صادق الأحمر، الذي يخوض معارك قاسية مع القوات الحكومية منذ أيام، بينما ذكر التلفزيون اليمني أن مواجهات وقعت عند مداخل صنعاء مع مسلحين، ما دفعهم للتراجع. تضاربت الأنباء حول الوضع في مطار صنعاء الدولي، فقد أشارت مصادر في إدارته إلى أن كافة الرحلات قد علّقت، بسبب اشتباكات عنيفة على مقربة منه، وإن كان المطار نفسه غير مغلق، بينما نفى التلفزيون الرسمي اليمني ذلك، مشيراً إلى أن كافة رحلات الخطوط الجوية اليمنية مازالت وفق جدولها المعتاد. وحول دخول المسلحين إلى صنعاء قال نجيب مجيلي، أحد سكان العاصمة اليمنية: "رأينا المسلحين يدخلون، وعندما سألناهم عن سبب حملهم للسلاح قالوا إنهم يريدون دعم زعيمهم الشيخ صادق الأحمر." من جهته، قال مصدر حكومي طلب عدم ذكر اسمه إن القتال اشتد في صنعاء خلال اليومين الماضيين بسبب تدخل قوات النخبة المشكلة من وحدات خاصة وكتائب الحرس الجمهوري لحسم الوضع في العاصمة. وأضاف المصدر إن هذه القوات مدربة على تطهير الأبنية وقد طلبت منها الحكومة التدخل لأنها ترغب في الحد من الخسائر العامة التي قد تقع في حال استخدام القوات العسكرية العادية. وأعرب المصدر عن قلقه حيال غياب الوساطات التي يمكن لها أن تحول دون تفاقم المواجهات في اليمن وسأل: "أين دول الخليج؟ أين الأصدقاء في المجتمع الدولي؟ يجب أن تتدخل جهة ما لوقف ما يجري! يبدو أن الجميع استسلم لأسباب لا نعرفها، ولكن القتال في العاصمة قد يمتد لفترات طويلة جداً." وأبدى المسؤول قلقه حيال ما قال إنها "عمليات نهب" تتعرض لها المرافق العامة بسبب انقطاع الكهرباء، إذ يصار إلى سرقة أجهزة الكمبيوتر والأثاث من الوزارات والدوائر المختلفة. من جهته، اتهم موقع حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن من وصفها ب"عصابة الأحمر" بأنها قامت ب"نهب معلومات وزارة الصناعة والتجارة،" وبينها أجهزة كمبيوتر ووثائق مفاوضات مشروع انضمام اليمن إلى منظمة التجارة العالمية وكذلك وثائق تتعلق بعلاقات اليمن الاقتصادية والتجارية. كما صرح مصدر مسؤول بوزارة الداخلية بأن وحدات أمنية خاصة وجهت "ضربات قوية وموجعة لعصابات أولاد الأحمر الإجرامية في منطقة الحصبة بأمانة العاصمة ونفذت عمليات نوعية وشجاعة تمكنت خلالها من إخراج المعتدين من عدد من المنشآت والمرافق العامة في منطقة الحصبة بأمانة العاصمة وتطهيرها من تلك العصابات." ورغم تضارب المعلومات حول حقيقة الوضع في صنعاء، وكذلك حول حصيلة الخسائر البشرية، غير أن بعض المصادر أشارت لوجود 17 قتيلاً، بينهم 11 مسلحاً من عناصر القبائل وستة مدنيين. وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قد أعرب عن قلقه البالغ إزاء تدهور الأوضاع في اليمن الأربعاء وطالب الحكومة اليمنية وأفراد القبائل المشاركين في المواجهات العنيفة في صنعاء، بالوقف الفوري لإطلاق النار من أجل السماح ببدء المفاوضات. والأربعاء، أعلنت وزارة الخارجية الكويتية سحب بعثتها الدبلوماسية في اليمن نظرا للتوتر الحاصل في الأوضاع الأمنية هناك.