الغموض لايزال سيد الموقف اليمني المنقسم إلى ثلاث اتجاهات الأول عبر عنه الرئيس علي عبدالله صالح وتمسك فيه بمنصبه رافضا التخلي عن السلطة إلا عن طريق الانتخابات. والثاني هو موقف المعارضة المنضوية في (اللقاء المشترك) التي أعلنت موافقتها على المبادرة الخليجية وتلقيها الدعوة لتوقيعها مع السلطة، والثالث هو موقف المنتفضين المحتجين في الشارع للمطالبة بالتنحي الفوري للرئيس. وتماشيا مع هذا الموقف الأخير للمتظاهرين، هدد مسؤول في المعارضة اليمنية بان قادة سياسيين وعسكريين سيكونون في مقدمة الزاحفين نحو قصر الرئيس علي عبدالله صالح اذا لم يتنحى عن الحكم. وقال وزير المغتربين اليمنيين السابق صالح سميع عضو لجنة الحوار الوطني المعارضة في ندوة في ساحة التغيير بجامعة صنعاء (القيادات السياسية والعسكرية في الثورة وأحزاب المعارضة ستكون في مقدمة الصفوف إذا ما تقرر الزحف إلى قصر الرئيس صالح). وحذر سميع أستاذ القانون الدولي بجامعة صنعاء من أن (شباب ثورة التغيير) سيزحفون نحو قصر صالح في حال لم يتنح فورا مشيرا إلى أن مبادرة دول الخليج لإيجاد تسوية سياسية لا تعنيهم من قريب أو بعيد. وقال سميع أن المبادرة الخليجية كانت واضحة بصيغتها الأولى المتمثلة بتنحي الرئيس وأن صالح قام باستشارة أطراف أميركية وتم تعديل نسختها النهائية التي سلمها الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني. في هذه الاثناء، قال الامين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم سلطان البركاني (لقد تلقينا دعوة من السعودية للتوقيع في الرياض على مبادرة مجلس التعاون الخليجي). من جهته، أكد مسؤول في المعارضة أن وفدا يمثل اللقاء المشترك سيتجه اليوم الأربعاء إلى الرياض لتوقيع الاتفاق. إلا أن الغموض عاد ليكتنف مصير المبادرة بعد قال الرئيس اليمني علي عبدالله صالح إن (عهد الانقلابات قد ولى وإن لا سبيل للتداول السلمي للسلطة إلا عبر صناديق الاقتراع)، مؤكدا أنه ليس ضد التغيير، ولكن (بالأسلوب الديمقراطي السلمي). واتهم صالح في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء اليمنية الرسمية أمس الثلاثاء (أحزاب اللقاء المشترك وشركائهم من الحوثيين وعناصر تنظيم القاعدة والعناصر الانقلابية من العسكريين)، بمحاولة (الإنقلاب على الديمقراطية والشرعية الدستورية). وأضاف خلال لقائه اليوم أعضاء الكتلة البرلمانية للمؤتمر الشعبي العام (أن أحزاب اللقاء المشترك ظلت متمترسة بمواقفها ورافضة الاستجابة للدعوات والحوار، وظلوا يتعاملون بتهور وعناد، وتسببوا في إلحاق الضرر الكبير بالوطن والمواطنين). واستعرض صالح (التنازلات تلو التنازلات التي قدمها من أجل تجنب إراقة الدماء والانزلاق بالوطن إلى أتون الفتنة والصراع وآخرها جهود الاشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي)، لافتا إلى أنه (قد تم الترحيب بالمبادرة الخليجية الأخيرة والتعامل معها كمنظومة متكاملة غير قابلة للتجزئة والإنتقائية وفي اطار الدستور). قبل ذلك، أبلغ تحالف أحزاب اللقاء المشترك المعارضة الرئيسية باليمن الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف زياني موافقة المعارضة على المبادرة الخليجية بشأن حل الأزمة السياسية في اليمن بكل بنودها دون تحفظ. وقال الناطق الرسمي باسم تحالف اللقاء المشترك محمد قحطان، لوكالة انباء الشرق الأوسط (إن المعارضة طرحت ملاحظات بشأن بعض بنود المبادرة، وحصلت على تطمينات من مجلس التعاون الخليجي، وبناء على هذه التطمينات تم قبول المبادرة). من جهتها، نقلت يومية (أخبار اليوم) القريبة من اللواء المنشق عن النظام علي محسن الأحمر أمس عن قيادات لم تسمها في اللقاء المشترك قولها إنها توافق (بصورة كاملة على المبادرة الخليجية دون إبداء أي تحفظات تذكر بما في ذلك قبولها بتشكيل حكومة وطنية برئاسة المعارضة ومشاركة الحزب الحاكم).