العمل التطوعي بالوقت أو الجهد أوالمال ملازم لجميع المجتمعات المتقدمة، ومحل تقديرجميع الأديان والأعراف الاجتماعية، فهو يمنح الجوانح الدفء، والحب، والإخلاص، والمشاعرالصادقة في التبرع بالأعمال والانخراط بها، فالعمل التطوعي قريب من العمل المؤسسي المنظم فيه شمولية في الأداء، والتخصص، والاستقرار، والانتشار. وفي هذا الصدد بدأ عدد من المتطوعين والمتطوعات بالجمعية السعودية للسكر والغدد الصماء استعدادهم بتقديم حملات تثقيفية لمرضى السكر، تشمل كيفية المحافظة على الأقدام، والجروح، والتقرحات لمرضى السكر خلال موسم الأمطار، والإبقاء عليها بعيدة عن التعرض للماء. مشاركة المرأة تقول "عهود المهدي" و"وعد الحمدان" طالبتان في كلية الغد الصحية: بأنهما سعيدتان بدور المرأة في العمل التطوعي، كما أشادتا بعطائها وإخلاصها في العمل التطوعي، معتبرتين أنه لا يوجد معوقات أمام عمل المرأة للدخول في مجال التطوع وقت الأمطار التي هطلت هذه الأيام على المملكة، لتثقيف مرضى السكر. وتضيف بنبرة تحد "عبير الظاهري" و" أنفال العبدالواحد" طالبتا طب الطوارئ:إن عدد الفتيات المتطوعات أكثر من الشباب مرجعة ذلك إلى رغبتهن في خدمة المرضى، واتساع رؤيتهن ناحية العمل التطوعي، ويرين بأن العمل التطوعي نابع من تعاليم ديننا الحنيف، ومن داخل الإنسان، ونابع من تحمل مسؤوليته تجاه وطنه، ومن هنا يستطيع كل شاب أن يدخل في مجال العمل التطوعي، ونحن دائماً على استعداد بالمساعدة فيما يخدم المجتمع من توعية أو مشاركة في حملات تطوعية. على أهبة الاستعداد وشاركتهم الرأي "زينب سعيد" أخصائية تغذية: بأنها على أهبة الاستعداد بالمشاركة تحت مظلة جمعية السكر والغدد الصماء في تقديم المشورة، والنصح على الطرق السليمة، من أجل الرفع من قيمة هذا العمل، والوصول إلى المجتمع المدني المؤسسي، وذلك للحفاظ على الجروح لدى مصابي السكر والتقرحات، حتى تبقى بعيدة عن المياه، والتلوث، والالتهابات. التطوع و"مفهوم الفزعة" يقول "فواز مقبل" في بداية حديثه إن ما حصل في الرياض أو في مناطق أخرى بالمملكة من أمطار هي بإرادة الله سبحانه وتعالى، مبدياً أسفه على ضعف ثقافة التطوع المنظم عند عدد من شباب جيل الألفية، وشيوع مفهوم "الفزعة"، فهناك معاناة لمؤسسات خدمة المجتمع بفئاتها الخيرية، والاجتماعية، والدعوية، والطبية وغيرها، من عزوف كبير من المتطوعين، وفي حين لا تكاد تجد متطوعاً بين عشرين شخصاً بيننا، بلغ متوسط الساعات التي يتطوع فيها الفرد البالغ في أمريكا خمس ساعات أسبوعيا!! دور الجامعات ويرى "يوسف آل ذاهب" و"حسين القحطاني" أخصائيين في التغذية: بأن دور الجامعات يبدأ من دعم العمل التطوعي بإعطاء أفضلية القبول لمن شارك بأعمال تطوعية أو اشتراط إكمال عدد من الساعات في عمل تطوعي، مع إضافة منهج للعمل التطوعي الذي ينمي مهارات الطالب، حيث قامت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بتضمين ذلك في برنامجها لتنمية المهارات الشخصية. التطوع والعمل الجماعي وفي ذات السياق يتحدث "حوفان صالح" عن أهمية التطوع، قائلاً: بأن الشركات الذكية والمتقدمة هي التي تشترط على المتقدم لوظائفها، أن يكون قد عمل متطوعاً، لأن ذلك ينمي لديه حس الانتماء، والعمل الجماعي، وهما ميزتان أساسيتان للموظف المتميز، وطالبوا بتشجيع التطوع في مثل هذه الأجواء من الجهات ذات العلاقة لكسب الشباب في مجال التدريب، والتأهيل للعمل التطوعي. فداء للوطن وأكد "عبد الرحمن القرني" بأن الفرصة كانت مواتية بتقديم عمل للوطن في المناطق التي تضررت من الأمطار التي هطلت مؤخراً على المملكة، متمنياً أن تتاح لهم الفرصة في رد الدين للوطن والمواطن، ولو بجزء يسير من التطوع في مساعدة مرضى السكر، والذين هم بحاجة ماسة لكيفية التعرف على الطرق السليمة بالحفاظ على أجسادهم سليمة في ظل موجة الأمطار التي هطلت على المناطق. الطرق السليمة لمرضى السكر ويشرح "د.باسم فوتا" رئيس لجنة التغذية والتثقيف الصحي بالجمعية السعودية للسكر والغدد الصماء، أهم النصائح التي يجب اتباعها وقت هطول الأمطار، وحدوث السيول لمرضى السكر، وهي: استعداد المريض بعدم النزول في الأمطار والسيول، حتى لا يتبلل حذاؤه أو جواربه، والتي قد تساعد على نمو الفطريات، مشيراً إلى أن ابتلال الجوارب وانزلاقها قد يسبب تقشرات أو تقرحات في الجلد. وشدد فوتا على مرضى السكر بلبس حذاء مغلق حتى يتجنب دخول الأمطار، وأن لا يكون مصنوعا من القماش، وأن لا يلبس جوارب سميكة ضاغطة على الرجل، حتى لا تقلل من انسياب الدورة الدموية، وأن يكون كعب الحذاء مسطحاً وليس ناعم الملمس، حتى لا يتسبب في السقوط أو الانزلاق بسبب الأرضية المبللة، مهيباً بمرضى السكر عند دخول المنزل تفقد أقدامهم، ومراجعة الطبيب عند ملاحظة جروح أو تقرحات، وأن يحمل المريض وقت القيادة سكريات مثل بسكويت أو تمر في مثل هذه الأجواء لتجنب انخفاض السكر.