قال محتجون يمنيون يطالبون بتنحي الرئيس على عبد الله صالح الثلاثاء إنهم سيصرون على المطالبة بتركه السلطة فورا وألقوا عليه اللوم في أعمال العنف التي أثارت مخاوف الولاياتالمتحدة من انتشار الفوضى التي قد تخدم مصالح المتشددين. وكان انفجار في مصنع أسلحة قد أسفر عن مقتل أكثر من مائة شخص في بلدة جنوبية حيث ارتفع عدد القتلى إلى 150 شخصا.وقد حمل بيان أصدره تكتل اللقاء المشترك - وهو الائتلاف الرئيسي للمعارضة اليمنية - الرئيس على عبد الله صالح وحاشيته المسئولية عن الانفجار وقال إنه المسئول عن وجود الجماعات المتشددة ومنها تنظيم القاعدة في محافظة أبين حيث وقع الانفجار. وأضاف ائتلاف المعارضة أنه في ظل هذا السلوك الإجرامي الخطير الذي ينتهجه الرئيس صالح وحاشيته فإن اللقاء المشترك وشركاءه يعتبرون بقاءه واستمراره يشكل خطرا على اليمن وشعبها والمصالح الدولية ويهدد أمن واستقرار المنطقة حيث يدعون المجتمع الدولي إلى المطالبة بإسقاط صالح للانتقال إلى دولة مدنية ديمقراطية تلبي طموحات وتطلعات اليمنيين. وقال سكان أبين خلال الأيام القليلة الماضية إن قوات الأمن قد تركت بلدة جعار منذ وقوع الانفجار كما غادر محافظا الجوف وصعدة في الشمال خوفا من مواجهات مع القبائل المعارضة للرئيس. كان الرئيس اليمنى قد تعهد بعدم تقديم أي تنازلات أخرى للمعارضين المطالبين برحيله بعد 32 عاما من الحكم السلطوي.وقال إن اليمن يمكن أن ينزلق الى صراع مسلح ويقسم على أساس إقليمي وقبلي إذا ترك السلطة على الفور. لكن المحتجين الذين يعتصمون حول جامعة صنعاء منذ أوائل شهر فبراير الماضي قالوا إنهم يعتبرون سحب الأمن والمسئولين من بعض المناطق مريبا واتهموا صالح بإثارة صراع لأسباب سياسية. يذكر أنه قد انضم عشرات من رجال الشرطة والجنود من وحدات مختلفة للمحتجين الثلاثاء ورددوا هتافات مثل (الشعب يريد إسقاط النظام) وهتافات أخرى تشير إلى تعاون الشرطة والجيش في توفير الاحتياجات اليومية للناس. يشار إلى أن الولاياتالمتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية تساند صالح باعتباره رجلهم لمنع توسيع تنظيم القاعدة في اليمن الذي يقول كثير من المحللين السياسيين إنه على وشك الانهيار. وقد تعثرت محادثات مباشرة للتوصل الى انتقال سلمى للسلطة من الرئيس لمعارضيه حيث أوصى حزبه المؤتمر الشعبي العام بتشكيل حكومة جديدة لوضع دستور قبيل انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة. وأبلغ صالح أنصاره الاثنين أن الراغبين في السلطة عليهم أن يلجأوا للانتخابات بدلا من الفوضى. وقال متحدث باسم المعارضة إن المحادثات قد توقفت لكن معارضا آخر طلب عدم الكشف عن هويته قال إنه مازال بالإمكان التوصل الى اتفاق فيما يتطلع صالح لتخفيف شروط تضعها المعارضة على أنشطة أسرته في المستقبل .وتشترط المعارضة استقالة الرئيس صالح واللواء علي محسن وهو قريبه وحليفه السابق الذي انشق عليه ثم أرسل قوات لحماية المحتجين.كما سيترك أبناء الرئيس وأقاربه مناصبهم كذلك فيما يريد صالح ضمانات بعدم ملاحقتهم قضائيا. ولم يتضح بعد ما إذا كانوا سيبقون في اليمن وهذا أمر اختياري.ومن المرجح أن يسلم صالح السلطة لنائبه تمشيا مع الدستور. معركة (جمل) في اليمن وفيما يشبه معركة (الجمل) بميدان التحرير أصيب عدد من المعتصمين المناوئين للنظام باليمن الموجودين أمام الساحة الرئيسية لجامعة صنعاء، عندما وقعت اشتباكات بين عناصر تابعة للحوثيين وأخري تابعة للتجمع اليمني للإصلاح (أكبر أحزاب المعارضة اليمنية الذي يمثل الإخوان المسلمين) . ووقعت الاشتباكات بين الجانبين علي إثر خلافات وتنازع حول السيطرة علي المنصة الرئيسية بالساحة والتحكم في الخطاب الإعلامي الموجه للمعتصمين، وامتدت الاشتباكات من أمام المنصة إلي أماكن متفرقة في محيط جامعة صنعاء . وجاءت الاشتباكات بين الجانبين في الوقت الذي تقلص فيه حجم تواجد شباب الجامعة الذين قد بدأوا هذه الاعتصامات قبل أكثر من 6 أسابيع، وتزايد تواجد مؤيدي ومناصري أحزاب المعارضة المختلفة والعناصر الحوثية القادمة من محافظة صعدة شمال اليمن، إلى جانب شباب القبائل المعارضة للسلطة اليمنية والحزب الحاكم . وانضم العديد من ممثلي الفعاليات والمنظمات المدنية اليمنية المناوئة للنظام إلي المعتصمين للتعبير عن رفضهم لبقاء الرئيس اليمنى على عبد الله صالح في السلطة، وذلك في أعقاب التوصيات الصادرة عن المؤتمر الشعبي العام (الحزب الحاكم)بالمضي قدما في الإصلاحات حتى لو لم تشارك المعارضة اليمنية فيها، وكذا تمسك المؤتمر بأن يستمر صالح في السلطة حتى انتهاء فترته الرئاسية الحالية في سبتمبر 2013 .