هل أنتم من هواة تناول اللحم المشوي بوتيرة عالية؟ هل اعتدتم تناوله ناضجا تماماً؟ إذا كانت إجاباتكم على الأسئلة السابقة "نعم"، يبدوا أن الأوان قد آن لتغيير عاداتكم. فهذه الوصفة تؤدي على ما يبدو لازدياد احتمال إصابتكم بالسرطان أثبت بحث جديد، أن تناول كميات كبيرة من اللحم المشوي، خصوصا ذلك المشوي كثيرا (Well Done) يزيد من احتمال الإصابة بسرطان المثانة البولية. وأكدت نتائج هذا البحث نتائج أبحاث سابقة في المجال ربطت بين تناول اللحم المشوي والسرطان. وقد راقبت مجموعة من الباحثين في الولاياتالمتحدة، وعلى مدى 12 عاما، التغييرات التي تطرأ على تركيبة "الشيفرة الوراثية" (DNA) نتيجة لتناول اللحوم، فوجدوا أن من استهلك كمية أكبر من اللحم المشوي جيدا (Well Done) كان أكثر عرضة للإصابة بسرطان المثانة بنحو الضعف ممن تناولوا اللحم المشوي قليلا بدرجة (rare). وليس لحم البقر فحسب، بل إن من تناولوا الدجاج أو الأسماك المقلية زادوا من احتمال إصابتهم بهذا السرطان. وقال الباحثون، إن السبب وراء ذلك يعود إلى ثلاث مواد كيميائية تدعى "الأمينات غير المتجانسة"، فهي ترفع من احتمال الإصابة بالسرطان إلى ما فوق الضعفين ونصف. من جهة أخرى، قد تؤدي هذه المواد بالبعض لأن يكون عرضة للسرطان خمس أضعاف الآخرين إذا ما دخلت إلى جسمه، إذ ينبع هذا من اختلاف تركيبته الجينية التي عادة ما تكون أكثر حساسية لهذه المواد. هذا، وكانت أبحاث سابقة قد أشارت إلى وجود علاقة سببية بين تناول اللحوم الحمراء المشوية وبين احتمال الإصابة بالسرطان، فقد أكد بحث أجري في أوروبا عام 2005 على أكثر من نصف مليون مواطن، بأن خطر الإصابة بسرطان الأمعاء كان أكبر بنحو الثلث لدى من اعتادوا تناول أكثر من 160 جرام من اللحم المشوي يوميا عنه لدى من قاموا بتناول اللحوم الحمراء المشوية مرة واحدة أسبوعيا. بينما أشار بحث آخر أجري في العام 2006 أن استهلاك أكثر من وجبتين من اللحوم الحمراء المشوية يوميا يؤدي إلى حدوث تغييرات كبيرة في المادة الوراثية الموجودة في كل خلية من خلايا جسمنا، ويشجع ظهور أورام سرطانية خبيثة في الأمعاء الغليظة. ولكن لماذا يحدث هذا؟ يبدو أن شي اللحم على النار يؤدي لإنتاج تركيبة كيميائية مسببة للسرطان تتركب من مجموعة مواد موجودة في اللحم. إحدى هذه المواد هي مادة "الكرياتين". لكن ليست هي المادة الوحيدة، فقد كشفت الأبحاث حتى الآن عن وجود أكثر من 20 مادة مسببة للسرطان، خاصة المواد المعروفة بال"أمينات العطرية" (aromatic). كما أن الأمر يتأثر بطريقة إعداد اللحوم وكميات استهلاكها. بالإضافة إلى كل ما ذكر، فإنه وخلال عملية الشواء، يرشح عن اللحم عدد من المواد الدهنية التي تسقط على الفحم المشتعل، الأمر الذي يؤدي لنشوء مادة أخرى مسببة للسرطان هي مادة "البنزوبيرين". وقد لخص الباحثون نتائج بحثهم بالقول إن "طهي" اللحم بدرجة حرارة عالية ولفترات طويلة (كالشي على الفحم) من الممكن أن يزيد من احتمال الإصابة بالسرطان حتى 5000 ضعف، مقارنة بطرق الطهي الأخرى.