يتوقع بمشيئة الله تعالى أن يتشكل منخفض عميق بعد غد الإثنين 27 كانون الأول ( ديسمبر) 2010 بين ليبيا وتونس، وهو عبارة عن منخفض قطع يتم انفصاله عن المنخفضات الأم فوق أوروبا ليستقل بعد ذلك بحلقات ضغط مستقلة في جميع مستويات التروبوسفير، وتكون قوة وعنف هذا المنخفض حسب فوارق الضغط بين المركز والأطراف التي كلما كانت هابطة دلت على فاعلية المنخفض في جذب الرياح، وبالتالي قوة الطاقة الحركية للمنخفض، والتوقعات تشير إلى أن قيم الضغط السطحية ستكون بين 1007 ملليبار إلى 1010 ملليبار عندما يكون المنخفض فوق ليبيا. وتعد هذه القيم منخفضة في فصل الشتاء الذي يراوح فيه متوسط قيم الضغط بين 1016 و1020 في تلك المناطق. ومن خلال ذلك نستنتج أن المنخفض سيكون مصحوبا برياح شديدة وأمطار بين متوسطة وغزيرة. وهذا ما تشير إليه بعض المراصد العددية العالمية، حيث يتوقع أن يتعرض شمال غرب ليبيا إلى أمطار متوسطة إلى غزيرة مصحوبة بنشاط للرياح خاصةً قرب المناطق الساحلية، كما يتوقع أن تطول هذه الحالة أجزاء من تونس قد تكون مصحوبة بثلوج، ومن ثم يتوقع أن يتوغل أكثر إلى المناطق الصحراوية من ليبيا فجر الثلاثاء 28 كانون الأول (ديسمبر) مصحوبا بالأمطار ونشاط في الرياح السطحية، التي من المتوقع أن تثير غبار صحراء إفريقيا على نطاق واسع بعد عبور الجبهة الباردة. وفي يوم الأربعاء 29 كانون الأول (ديسمبر) يأخذ المنخفض مساره إلى الشرق ناحية مصر التي قد يتأثر ركنها الجنوبي الشرقي بالأمطار، ثم يواصل تقدمه نحو شمال البحر الأحمر يوم الخميس حسب النموذج العددي الأوروبي ويلتقي محوره مع محور منخفض البحر الأحمر الحراري الرطب، لينتج عن ذلك مزيد من حالة عدم الاستقرار التي قد تصحب بأمطار غزيرة ونشاط للرياح السطحية خاصةً فوق البحر الأحمر والمناطق الساحلية. وفرصة هطول أمطار واردة على مناطق غرب وشمال غرب السعودية وشمال المنطقة الوسطى والمنطقة الشمالية والشمالية الشرقية خلال يومي الخميس والجمعة، ثم تتجه هذه الحالة إلى دولة العراق وإيران في بداية الأسبوع المقبل، وقد تشمل الإطراف الشرقية من المنطقة الشرقية، مع ملاحظة إمكانية تساقط الثلوج بكثافة على هضبة إيران وشمال العراق. ثم يعقب ذلك انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة خاصةً على شمال وشمال غرب البلاد والمنطقتين الوسطى والشرقية. وهناك رأي آخر من النموذج الأمريكي GFS يرى بأن الحالة سوف تتجه نواحي دول شرق المتوسط لتكون من نصيب قبرص وتركيا ودول الشام، ويتوقع أن تتأثر تلك الدول بحالة عدم استقرار قوية قد ينتج عنها أمطار غزيرة وتساقط للثلوج على تلك الدول، وقد تشمل غرب وشمال غرب البلاد في المقابل، ما زالت ظاهرة لانينيا الباردة النشطة تؤثر في وسط المياه الاستوائية في المحيط الهادئ متسببة في تغير النظام المناخي عن المعتاد فوق كثير من دول العالم خاصةً في أستراليا وجنوب شرق آسيا وأمريكا وأوروبا؛ بين ثلوج وفيضانات وجفاف في جنوب غرب آسيا وأجزاء من إفريقيا. وتشير التوقعات إلى بداية انحسار هذه الظاهرة مع حلول فصل الربيع المقبل. الجدير بالذكر أن كثيرا من دول شمال الكرة الأرضية تعرض لموجات برودة مصحوبة بالصقيع والثلوج خاصةً في أوروبا وأمريكا وروسيا وشمال وشمال غرب الصين هي الأعنف منذ قرن خاصةً شمال غرب أوروبا.