توفي الشيخ صقر بن محمد القاسمي، حاكم إمارة رأس الخيمة وعضو المجلس الأعلى بالإمارات العربية المتحدة الأربعاء، فيما أعلن المجلس الأعلى الاتحادي بدولة الإمارات مباركته لتولي الشيخ سعود، النجل الرابع للحاكم الراحل، مقاليد الحكم في الإمارة، بحسب ما أفادت وكالة أنباء الإمارات "وام." وتوفي القاسمي، عن عمر يناهز التسعين عاماً، بعد معاناة مع المرض، وامتدت فترة حكمه على إمارة رأس الخيمة، التي تقع في أقصى شمال الإمارات، لأكثر من ستة عقود، ويعتبر بذلك أقدم حاكم إمارة في العالم. وأضافت الوكالة أنه تقرر "إعلان الحداد الرسمي في الدولة وتنكيس الإعلام على الوزارات والدوائر والمؤسسات الحكومية لمدة أسبوع اعتبارا من الأربعاء، وستنكس الأعلام لمدة 40 يوماً. ويضم مجلس الاتحاد حكام الإمارات السبع الذين يعينون رئيس الاتحاد ونائبه. ويتكون اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة من سبع إمارات هي أبوظبي ودبي والشارقة ورأس الخيمة والفجيرة وعجمان وأم القيوين. وولد الراحل في مدينة رأس الخيمة عام 1920، وترعرع في بيئة عربية إسلامية تحت رعاية والده شيخ محمد سالم، الذي حكم الإمارة خلال الفترة من 1917 إلى 1919". سعود حاكما وفي تطور عاجل، أعلن المجلس الأعلى للاتحاد مباركته لتولي سعود بن صقر القاسمي، النجل الأصغر وولي العهد، مقاليد الحكم في رأس الخيمة. ويعتبر الحاكم الجديد لرأس الخيمة، سعود بن صقر بن محمد بن سالم القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة رأس الخيمة، الابن الرابع للشيخ صقر، وهو من مواليد شهر فبراير/شباط عام 1956، ودرس العلوم الاقتصادية والسياسية في جامعة ولاية ميتشيغن الأمريكية. وتولى سعود، المتزوج وله أربعة أبناء وبنتان، في عام 1979 رئاسة الديوان الأميري ثم رئاسة المجلس البلدي عام 1986. وفي الرابع عشر من يونيو/حزيران عام 2003، وبموجب مرسوم أميري، أصبح سعود ولياً للعهد في رأس الخيمة، بدلا من الأخ غير الشقيق، الأبن الأكبر للشيخ الراحل صقر، خال القاسمي، بسبب مواقف سياسية للشيخ خالد ضد إيران والولايات المتحدة. خالد يطالب بالحكم وفي الأثناء، طالب الشيخ خالد بن صقر القاسمي بتولي الحكم إثر وفاة والده بصفته النجل الأكبر وولي العهد السابق، وهو الأمر الذي قد يثير التوتر في الإمارة الخليجية، الذي يسعى ولي العهد المعزول عام 2003، إلى استعادة السيطرة عليها. وشهدت الإمارة في أعقاب ذلك القرار احتجاجات واسعة للمطالبة بعودة الشيخ المعزول، غير أن أبوظبي أرسلت قوات أمنية للمساعدة في السيطرة على الإمارة واحتواء الأزمة، بحسب تقارير. ويوم الأربعاء، وجه الشيخ خالد بن صقر القاسمي رسالة صوتية إلى "شعب رأس الخيمة" على موقعه الإلكتروني نعى فيها والده، وجدد تأكيده على أحقيته في خلافة والده في منصب الحاكم، وقراره بالعودة لتسلم زمام أمور الحكم. وقال الشيخ خالد في التسجيل الصوتي، إن والده أعاد إليه عام 2004 منصب ولاية العهد ونيابة الحكم في الإمارة، باعتباره الابن الأكبر، معرباً عن قلقه من مصير إمارة رأس الخيمة التي تطل على مضيق هرمز وتبعد نحو 90 كيلومتراً عن ميناء بندر عباس الإيراني. وأعلن الشيخ خالد نفسه الحاكم الجديد للإمارة، وقال: "علينا تحمل مسؤولياتنا بصفتنا حاكم رأس الخيمة، وتحمل واجبات والتزامات بلدنا الملقاة على عاتقنا بما يتفق مع القانون والدستور." وأضاف: "في الأيام والأسابيع المقبلة سوف نقوم بالاجتماع بالعائلة والأصدقاء وأعضاء المجلس الأعلى لحكام الإمارات، وتحديد جدول أعمال المائة يوم الأولى من قيادتنا القانونية، ومتابعة تنفيذ قرار والدنا." ويقيم الشيخ خالد خارج الإمارات منذ عزله، وقاد عدة حملات دولية للضغط على والده لإعادته للمنصب، واتهم الشيخ سعود بالانحراف عن مسيرة والده، وقال في التسجيل: "تابعنا بقلق شديد ما حدث مؤخرا في رأس الخيمة، حيث انحرفت عما رسمه والدنا رحمه الله."