أثارت قصة الجامعات الاسترالية "معركة" دبلوماسية بين المملكة واستراليا،خصوصا بعد إعلان عدد كبير من الطلاب السعوديين المبتعثين للدراسة هناك أن الجامعات الاسترالية ليست مؤهلة بما فيه الكفاية لتدريب الأكاديميين في المستقبل. ولعل هذا الإعلان قد أثار حفيظة الاستراليين الذين سارعوا بدورهم لتقصي الحقائق حول الأمر ،خصوصاً أنه يمس سمعتها في المقام الأول. وبداية الواقعة برمتها تعود إلى نصيحة من البعثة الثقافية السعودية في كانبرا ووجهت لوزير التعليم العالي السعودي الدكتور خالد بن محمد العنقري، مؤكدة له خلال التقرير ضرورة الحد من المنح الدراسية الدولية للأكاديميين المتدربين، أو الطلاب المبتعثين في استراليا، في الجامعة الوطنية الأسترالية، وجامعة ملبورن وسيدني، وقد تم تمرير الرسائل إلى الجامعات الأسترالية من قبل الطلاب السعوديين المعنيين. وقد أعرب قطاع الجامعات وهو أعلى هيئة استرالية عن "قلقه العميق" إزاء الموقف السعودي ، وطلب من البعثة ضرورة التراجع عن الدلالات السلبية للجامعات الاسترالية. وأوضح القطاع أن هناك سياسة أفضلية لحصول الطلاب السعوديين على مزيد من الدرجات العليا في البحوث ،مشيرا إلى أنه لن تكون هناك حاجة مطلقاً لخروجهم من تلك الجامعات، إلا أن رسالة مترجمة للملحق الثقافي السعودي باستراليا محمد علي بشري كانت تؤكد أن المنح الدراسية للأكاديميين المتدربين سيكون من الأفضل الحد منها نظراً لأنها بين متوسطة وضعيفة، الأمر الذي أدى لشعور وزير التعليم العالي السعودي بالقلق إزاء وضع الجامعات الاسترالية وتدني المستوى التعليمي فيها. وردا على ذلك ، كتب رئيس تعميم الوصول الدكتور بيتر ، رسالة موجهة إلى الملحقية الثقافية السعودية مؤكدا لهم من خلالها أن هناك معلومات خاطئة بشأن المعايير النسبية للجامعات في استراليا، وأنهم حصلوا على نسخ من المراسلات، موضحاً أنه هناك نظام صارم سيتبع من عمداء الجامعات الاسترالية بحق الطلاب السعوديين لاحقاً. وكان الأستاذ الجامعي قد أبدى غضبه الشديد من القرار السعودي ،موضحاً أن حماية سمعة قطاع التعليم العالي الاسترالي أصبحت تهمه أكثر من أي وقت مضى. وتفيد المتابعات أنه وبعد وقت قصير من خطاب الدكتور بيتر الذي جرى تعميمه أصبح وضع الطلاب السعوديين يحتاج لنظرة ، حيث أنهم يعيشون في قلق مستمر حتى بعض الخريجين منهم لن يحصلوا على وظائف أكاديمية في المملكة العربية السعودية، وهناك ادعاءات بأن بعض الطلاب تلقوا رسائل من جامعات سعودية راعية تؤكد لهم من خلالها أنها البديل الوحيد لهم. من جانبه قال الطالب "فهد القحطاني" وهو طالب دكتوراه سعودي في جامعة "لا تروب" ، أنه شخصيا طالب في مجال الدراسات العليا ، موضحاً انه وحتى اللحظة لا يرى أن هناك مشكلة. ويذكر القحطاني البالغ من العمر "42 عاما" والذي يعيش في ملبورن لمدة تجاوزت الست سنوات في العمل من أجل التوصل إلى درجة الدكتوراة في مجال التعليم ، انه من المقرر أن يعود إلى السعودية في غضون أسبوعين لبدء العمل كمدرس جامعي. جدير بالذكر أن هناك نحو 4000 طالب سعودي يدرسون في الجامعات الاسترالية بما في ذلك المرحلة الجامعية والدراسات العليا وطلاب البحوث.