(رويترز) - في اطار اتهامه اسرائيل باغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري في العام 2005 عرض الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يوم الاثنين صورا قال انها من طائرات رصد اسرائيلية لطرق كان يسلكها الحريري من بينها مكان الاغتيال في بيروت. وقال نصر الله في مؤتمر صحفي مطول عقده عبر شاشة عملاقة مساء يوم الاثنين ان الجيش الاسرائيلي "يعتمد على الاستطلاع الجوي كحجر زاوية يستكمل احيانا ببعض المعطيات التفصيلية من خلال الاستطلاع الميداني." وتحلق طائرات الاستطلاع الاسرائيلية بشكل شبه يومي فوق الاجواء اللبنانية وهو ما يعتبره لبنان خرقا للقرار الدولي 1701 الذي انتهت بموجبه حرب استمرت 34 يوما بين حزب الله واسرائيل في العام 2006 وادت الى مقتل 1200 لبناني معظمهم من المدنيين و160 اسرائيليا معظمهم من الجنود. وفي معرض عرضه للقرائن والوقائع اشار نصر الله الى عملية انصارية في جنوب لبنان وهي مكمن نصبه مقاتلو حزب الله ليل الخامس من سبتمبر ايلول من عام 1997 للوحدة 13 في الكوماندوز البحري الاسرائيلي قرب قرية انصارية الواقعة على الساحل بين صيدا وصور مما ادى الى مقتل 12 ضابطا وجنديا. وقال نصر الله "قبل العام 1997 تمكنت المقاومة الاسلامية في الجنوب من خلال جهد فني معين من التقاط بث طائرة ام ك طائرة الاستطلاع وهي تقوم بالتصوير في امكنه معينة في جنوب لبنان وترسل صورها مباشرة الى غرفة العمليات لدى العدو." اضاف "هذا الارسال اي طائرة الاستطلاع عندما تصور وبشكل لاسلكي ترسل الصور مباشرة كما البث المباشر الى غرفة العمليات في فلسطينالمحتلة. تمكن الاخوة من الدخول على خط هذا الارسال وبالتالي اصبح هناك امكانية ان الفيلم ومجموع الصور التي تذهب مباشرة الى غرفة عمليات العدو تصل مباشرة وفي نفس الدقيقة وفي نفس اللحظة الى غرفة عمليات المقاومة." ومضى يقول "احتفظنا بهذا الامر لانفسنا وبدأنا نلتقط الافلام والصور.كانت بداية صعبة لان قراءة هذه الافلام وهذه الصور بحاجة الى تخصص والى احتراف لم يكن متوفرا بشكل كاف." وتم عرض فيلم لاستطلاع طائرات اسرائيلية حول امكنة كان يتنقل بينها الحريري ومنها مدينة بيروت وخاصة مكان سكنه والمقر الحكومي القديم والمقر الحديث وتركيز الاستطلاع الجوي الاسرائيلي على مقر البرلمان الذي انطلق منه الحريري قبل اغتياله وكامل الساحل البحري بما في ذلك مكان اغتيال الحريري. كذلك عرض لادوار مجموعة من العملاء لاسرائيل ومن بينهم اعترافات احدهم يقول ان مهمته كانت ايهام الحريري بانه مستهدف من قبل حزب الله. وبدأ لبنان موجة اعتقالات في ابريل نيسان عام 2009 في اطار تحقيق بشأن التجسس اعتقل فيه عشرات الاشخاص للاشتباه بتجسسهم لصالح اسرائيل من بينهم مسؤولون بارزون في قطاع الاتصالات.وحكم على لبنانيين اخرين بالاعدام لتجسسهما لصالح اسرائيل. ودعا الرئيس ميشال سليمان الى انزال عقوبة قاسية بالجواسيس وقال انه سيوقع اي حكم اعدام يصل اليه. وقال نصر الله "على ضوء اعتقال عملاء مهمين يتأكد بشكل كامل ان للعدو الاسرائيلي سيطرة فنية كبيرة جدا على قطاع الاتصالات... النتيجة القطعية ان الاسرائيليين لديهم سيطرة فنية في الساحة اللبنانية خصوصا من خلال قطاع الاتصالات ومن خلال الخلوي يستطيعون التنصت على اي شخص على محيطه ويستطيعون ان يحددوا مكانه بشكل نقطوي وان يحددوا حركته بشكل دقيق اذا ارادوا استهدافه في عملية اغتيال." وكرر نصر الله عدم ثقته بلجنة التحقيق الدولية التي وصفها بانها مسيسة وغير مؤتمنة على التحقيق في اغتيال الحريري الذي تسبب بدخول لبنان في اسوأ أزمة منذ الحرب الاهلية في الفترة من 1975 الى 1990. وبدأت المحكمة الدولية عملها رسميا اول مارس اذار عام 2009 بعد اربع سنوات من مقتل الحريري. ولم تحدد المحكمة موعدا لبدء توجيه الاتهام أو اعلان النتائج. واشارت تقارير اعلامية الى أن المحكمة ستصدر أول لائحة اتهام في الاشهر القليلة المقبلة واشار البعض الى انها ستشير باصبع الاتهام الى اعضاء في حزب الله. وقال نصر الله "للاسف نحن لا نثق بهذا التحقيق (الدولي) ... لكن اذا قررت الحكومة اللبنانية ان تكلف جهة لبنانية موثوقة فنحن حاضرون للتعاون." اضاف "انا لا اعتبر ان لجنة التحقيق هي لجنة مؤتمنة على ذلك ولدي ادلتي على ذلك... ما قدمته وقلته واضحا وقلت انه قرائن ظنية وليست ادلة قطعية وانه يجب ان يفتح الباب لفرضية اسرائيلية لانه على مدى خمس سنوات لا المحكمة الدولية ولا التحقيق الدولي ولا احد حتى في لبنان عمل خطوة واحدة باتجاه ان التحقيق يذهب باتجاه الفرضية الاسرائيلية." ومضى يقول "هذه اسئلة تفتح افاقا جدية للتحقيق... لاول مرة يفتح الباب للتحقيق مع الاسرائيلي."