عرض الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، مساء الاثنين مشاهد أكد فيها أن طائرات استطلاع إسرائيلية رصدتها في موقع اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، معتبرا أنها تشكل "قرائن" و"ليست أدلة قاطعة" حول ضلوع إسرائيل في الجريمة. وعرض نصر الله خلال مؤتمر صحافي مباشر عن طريق الفيديو في "مجمع شاهد التربوي" جنوببيروت، صوراً قال إن حزب الله اعترضها اثناء قيام طائرات استطلاع اسرائيلية بالتقاطها في أوقات مختلفة ومن زوايا عدة ومسافات عدة للطريق الذي كان يسلكه موكب الحريري قبل اغتياله في 14 شباط/فبراير 2005 في انفجار سيارة مفخخة. واعتبر الامين العام لحزب الله أن "التصوير من زوايا مختلفة ومن مواقع مختلفة وفي أوقات مختلفة هو دليل للإعداد" لعملية الاغتيال، مشددا رغم ذلك على أن هذه الصور تشكل "قرائن ظنية وليست أدلة قطعية ويجب أن تفتح الباب أمام آفاق جديدة" في التحقيق الدولي في القضية. وأشار نصر الله في مؤتمره الصحافي الذي استمر لساعتين ونصف الى ان حزب الله يملك معطيات أخرى لم يكشف عنها، موضحا "نبقي بعض ما عندنا لزمن آخر". وأكد نصرالله أن إسرائيل عمدت منذ 13ايلول/سبتمبر 1993 الى إقناع رفيق الحريري بأن حزب الله يحاول اغتياله. وقال نصر الله إنه وفي عام 1996 قامت المقاومة بملاحقة عميل عمل لصالح إسرائيل وعن بعض اعترافات العميل احمد نصرالله الذي اعتقلته المقاومة وحققت معه حيث كان يجمع المعلومات عن حزب الله وتمكن العميل وبتوجيه من العدو من التحكم بموكب الرئيس الحريري. وأضاف أنه تم إطلاق سراح العميل في شباط /فبراير عام 2000 "من دون أي تفسيرات" ، واستعرض فيلماً عن العميل اللبناني الذي كان يعمل لصالح إسرائيل منتصف تسعينيات القرن العشرين. وتابع "نكتشف اليوم أن إسرائيل لديها عدد كبير من العملاء في مجالات عدة داخل لبنان". وأردف نصر الله "يريد العدو الاسرائيلي أن ينتهز أي فرصة للقضاء على المقاومة في لبنان". وأشار الامين العام لحزب الله إلى أن اسرائيل تمتلك الاستطلاع الجوي والميداني من خلال العملاء والجواسيس والقوات الخاصة للاغتيال. وفي هذا الصدد، استعرض نصر الله فيلماً عن بعض العملاء وادوارهم ومنهم العميل فينيوبس حنا صادر والذي كان دوره أن يستطلع الأوضاع حول منزل الرئيس اللبناني ميشال سليمان وقائد الجيش جان قهوجي قبيل اغتيال الحريري، وهم اعترفوا بذلك. وتحدث عن العميل سعيد طانيوس العلم والذي طلب منه معلومات تفصيلية عن الرئيس سعد الحريري وعن قائد القوات اللبنانية سمير جعجع ووقت زيارة الحريري للأرز وقت كان جعجع في الأرز ثم كان هناك ملخص عن العميل محمود رافع. وقال نصر الله إن "الاسرائيلي الذي قتل رفيق الحريري" خطط لاغتيال رئيس مجلس النواب الشيعي نبيه بري عبر عبوة الزهراني والذي اعترف العميل محمود رافع بزرعها. وقال أمين عام حزب الله انه وبعد اغتيال الشهيد الحريري قام بزيارة عائلته وطلب منه أن يساعد في التحقيق واكد أنه تم تشكيل لجنة مشتركة للتحقيق بالإضافة الى فريق لكشف ملابسات عملية اغتيال رفيق الحريري، على حد قوله. وأوضح نصر الله أن معظم عمليات الاستطلاع الاسرائيلية تمت فوق أجواء العاصمة اللبنانية بيروت، وعرض فيديو قال إنه عن استطلاع اسرائيلي جوي لمدينة بيروت لقصر الحريري في قريطم والسراي الحكومي في الصنائع ونقطة استهداف الحريري. وتابع نصر الله "إننا نعتبر أن هذه الصور والأفلام في أزمنة متعددة وفي أماكن متعددة لا يمكن أن تكون على سبيل الصدفة ومن يقوم بهذا الاستطلاع يحضر لعملية استهداف". وأشار إلى أن الحركة الجوية "للعدو" يوم الاغتيال ، وقال "لدينا معطيات مؤكدة ترتبط بحركة العدو الإسرائيلي في 14 شباط/فبراير 2005 سواء تلك التي ترتبط بطائرة الأواكس أو حركة سلاح الجو". ثم تحدث نصر الله عن "القرينة الأخيرة" والتي ترتبط بأن أحد العملاء التنفيذيين واسمه "غسان الجد" والذي آوى مجموعة مرتبطة باغتيال غالب عوالي وقال "إننا حصلنا على معلومات مؤكدة انه كان متواجداً في ساحة جريمة اغتيال الحريري في السان جورج في 13 شباط/فبراير 2005". وقال نصرالله إن "ما لدينا من معلومات وقرائن سيكون جزءاً من تعاوننا مع لجنة تحقيق تسعى إلى معرفة حقيقة اغتيال الحريري (...) وتجاهل المحكمة الدولية ما عرض من معطيات سيؤكد موقفنا منها".