أكد معالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله يتمتع بوعي شمولي على الصعيدين المحلي والدولي ما جعله يتبوأ مكانة رفيعة في العالم أجمع. جاء ذلك في مقال لمعاليه بمناسبة الذكرى الخامسة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين التي تصادف السادس والعشرين من شهر جمادى الآخرة 1431ه وفيما يلي نص المقال : تعيش بلادنا المملكة العربية السعودية مرحلة فريدة ترتكز على الإصلاح والبناء، جعلتها أنموذجاً مثالياً صنعته حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله حتى تبوأت بلادنا خلال مدة حكمه مركزاً متقدماً في سلم النهضة والتطور، يصعب على النظراء تحقيقه بالنظر إلى حجم المنجزات، ولكن هذا لم يكن مستحيلاً في نظرة ملك يتطلع للقمة بوعي، ويقود بلاده بحزم، ويمسك الأمور بثبات، ويؤمن بأن العوائق إنما تكون في النفس لا على الأرض، وبهذه المقومات وغيرها في شخصية القائد حلقت بلادنا عالياً في سماء التميز . ولعل ما يؤكد تميز شخصية قائد البلاد - يحفظه الله - حصوله على عدد من الجوائز التقديرية المحلية والعالمية، ومنها جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام، وجائزة "برشلونه ميتينج بوينت" العالمية لرؤيته الثاقبة بإنشاء مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، واختياره الشخصية الأولى الأكثر نفوذاً وتأثيراً في العالم الإسلامي حسب استطلاع مركز "بيو" الأمريكي، وحصوله على جائزة الملك خالد للإنجاز الوطني، وغير ذلك من الجوائز. وعلى الصعيد الداخلي تتجلى ملامح الإصلاح والبناء في سياسة خادم الحرمين الشريفين في عدد المشروعات المطروحة والمعتمدة والجاري تنفيذها ما بين طرق ومنشآت صحية وسكك حديدية وموانئ ومدن اقتصادية ضخمة وغيرها من المشروعات العملاقة التي ستغير خريطة الوطن، وتسهم في رفاهية المواطن، وتبعث في نفسه إحساساً بانتمائه إلى بلد متميز حقيق بالفخر، وولائه إلى قائد فذّ لا يشغله غير الإصلاح والبناء، ويتعزز هذا الإحساس حين نرى سياسته الصارمة -أيده الله- في محاربة الفساد، ومحاسبة المفسدين، وتوجيهه بإغلاق باب التسامح أو العفو عن الممارسات والتجاوزات التي يكون ضحيتها حياة المواطن وممتلكاته، ومسارعته المدفوعة بمشاعر الأبوّة والإحساس بالمسؤولية لمعالجة الأضرار الناتجة عن التقصير، وتعويض المتضررين بسخاء مساندة لهم. أما على الصعيد الخارجي فإن بصمات قائد بلادنا -يرعاه الله- تجسد سعة أفقه وبعد نظرته ورغبته الملحة في أن يكون العرب والمسلمون أولاً ثم العالم كله متصالحاً متعايشاً في سلام بلا حروب أو نزاع أو توتر, إنها الهمة السامية التي لا تحصر اهتمامها وجهودها في حيز حدودها الجغرافية فحسب, بل توجه شطراً من الجهود لما يخدم صلاح العالم كله, فكم من مبادرة إصلاحية كانت وراءها جهود خادم الحرمين الشريفين تنسيقاً ومتابعة, وكم من خلاف سعى حثيثاً فجمع أطرافه باذلاً وسعه حتى تحقق الصلح وذاب النزاع. ولم تقف جهوده الإصلاحية على ذلك فحسب, بل تجاوزه بثاقب نظره وعميق حكمته إلى عقد حوارات بين أتباع الحضارات والأديان للتقريب بينها سعياً لتأسيس ثقافة التسامح ونشرها ليكون العالم أسرة واحدة تتعايش بوفاق وسلام على اختلاف أعراقها وأديانها. وعزز ذلك بإطلاقه جائزةً عالمية للترجمة تهدف إلى مدّ جسور الصلة مع أتباع الثقافات الأخرى، ونشر مفاهيم الانفتاح والتحاور الإيجابي مع الآخر. ولعل استضافة منظمة اليونسكو في باريس لحفل تسليم هذه الجائزة في دورتها الثالثة لهذا العام يجسد عالميتها وصداها الواسع. إن ذلك الوعي الشمولي لدى خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله يكشف عن شخصية ذات نمط فريد في سجل الزعماء, شخصية تحتضن هموم الداخل والخارج, وتحس بمسؤوليتها تجاه العالم بكل ما يعتلج فيه من أحداث, وخصوصاً تلك التي تمس واقع العرب والمسلمين. ولعل من أبرز ملامح القيادة لدى خادم الحرمين الشريفين تركيزه على النهضة في التعليم العالي إيماناً منه بأن التطور لا ينطلق إلا على عجلة التعليم، وبقدر ما يكون التعليم مؤسساً ومتطوراً تكون عربة التنمية أسرع انطلاقاً وأبعد مدى، ولذلك هبَّ قائد البلاد يرعاه الله إلى إصلاح واقع التعليم ففتح أمامه الأبواب، وأغدق عليه العطاء، حتى لم يدع للمقصِّر عذراً بعد أن صار الطريق رحباً لمؤسسات التعليم الراغبة في التميز، وهو ما يجب عليها العمل عليه وفاءً لقائد النهضة، وأداء لواجب الأمانة، وتحقيقاً لما تمليه متطلبات المسؤولية والوطنية والطاعة لولي الأمر .