دشن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله أول سيارة سعودية تحمل اسم ( غزال 1 ) وذلك خلال استقباله أيده الله في قصره بجدة اليوم معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري يرافقه معالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان ووكلاء الجامعة وفريق مشروع السيارة (غزال1). وفي بداية الاستقبال ألقى معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري كلمة عبر فيها عن شكره لخادم الحرمين الشريفين وقال // إن أي كلمة شكر أو عرفان مهما اجتهدت في اختيارها على الدعم السخي الذي تقدمونه للتعليم العالي في وطننا الغالي لتتضاءل كثيراً ليس فقط أمام حجم هذا الدعم بل أيضاً أمام مشاعر الاهتمام والحس الإنساني الرائع الذي تبدونه ونشعر به عندما تقرون هذا الدعم لقد كان الإنسان وكانت المعرفة وعلى مدى أعوام طويلة هي لب اهتماماتكم ومحور توجهاتكم في صحبة خطى التطوير التي أطلقتموها والمنجزات التي حققتموها // . وأوضح أن ما يشهده قطاع التعليم العالي في المملكة العربية السعودية من تطوير ونمو فاق كل توقع وما كان ذلك ليصبح واقعاً إلا بفضل من الله ثم بفضل النظرة الثاقبة والرعاية المتواصلة لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه حيث أولى التعليم العالي جل اهتمامه وكريم رعايته . وأضاف // في هذا اليوم يا خادم الحرمين يقدم أبناؤكم من جامعة الملك سعود لمقامكم الكريم ثمرة من ثمرات دعمكم التي عملوا عليها منذ أكثر من عامين حيث اتجهت جامعة الملك سعود من خلال العديد من برامجها التطويرية ومبادراتها النوعية بإصرار وإخلاص لتحقيق ريادة عالمية شهد بها القاصي والداني حيث حققت هذه الجامعة مراتب متقدمة في كافة التصنيفات العالمية المرموقة ومن أهمها دخول جامعة الملك سعود تصنيف شنغهاي المرموق حيث تعد الجامعة العربية الوحيدة ضمن قائمة أفضل 500 جامعة في العالم وفي مجال الشراكة المجتمعية تقوم الجامعة بدور بارز في دعم مقومات التنمية في المملكة ولاءً وعرفاناً بدور الوطن الحبيب // . وقال // إن ما يقدمه أبناؤكم اليوم من هذه الجامعة العريقة يا خادم الحرمين هو دليل حقيقي على أنه متى ما توافرت الإمكانات والفرص المناسبة للشباب السعودي فإنه بإذن الله سوف يجتهد ويبدع ويحقق الطموحات وبجدارة وحرفية عالية من خلال منهجيات التعليم والتعلم والتدريب الحديث وربط التعليم الجامعي بواقع ومستقبل سوق العمل ومتطلبات الخطط المستقبلية للتنمية في المملكة // . وتابع يقول // إن السيارة / غزال1/ التي يقدمها أبناؤك من جامعة الملك سعود تثبت قدرة شباب الوطن على تخطي كافة العوائق التي تحول دون فهمهم وتدريبهم وتعلمهم فلسفة هذه الصناعة وتقنياتها الخفية بفضل الله ثم بدعم وتشجيع حكومتنا الرشيدة وإن الجامعة تسعى جاهدة إلى اتخاذ خطوات استباقية لتزويد سوق العمل بمهارات نادرة قادرة على حسن استخدام وممارسة التقنيات الحديثة للصناعات المتقدمة//. وفي ختام كلمته كرر الشكر لخادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي عهده ولسمو النائب الثاني ، كما شكر معالي مدير جامعة الملك سعود وزملاءه على جهودهم الملموسة في سبيل تطوير الجامعة سائلاً المولى عز وجل أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وأن يسدد على طريق الخير خطاه . ثم ألقى معالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان كلمة سأل في بدايتها الله سبحانه وتعالى أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين ويديم عليه عزه وأن يمتعه بالصحة والعافية وأن يسدد على الخير خطاه ، وقال // اسمحوا لي يا خادم الحرمين الشريفين أن أغتنم فرصة وقوفي بين يديكم الكريمتين لأهنئكم باسم جامعة الملك سعود بالذكرى الخامسة للبيعة المباركة التي قضت فيها بلادنا خمس سنوات من عمر الزمن ولكنها سنين عديدة حافلة بالعطاء والإنجاز تغيرت معها معالم الوطن مد الله في عمركم وأدام لكم العون والسداد // . وأضاف // إن بلادنا تعيش في عصركم المجيد مرحلة فريدة أسستموها حفظكم الله على محوري الإصلاح والبناء حتى صارت أنموذجاً مثالياً صنعته حكمتكم السديدة ورؤيتكم الثاقبة ودقة قراءتكم للحاضر واستشرافكم للمستقبل جعل بلادنا تتبوأ في هذه المدة مركزاً متقدماً على سلم النهضة والتطور وهذه القفزات التي تحققت على يدكم المصلحة لم تكن مستحيلة في نظرة قائد يتطلع للقمة بوعي ويقود بلاده بحزم ويؤمن بأن العوائق إنما تكون في النفس لا على الأرض وبهذه المقومات وغيرها في شخصيتكم الفذة حلقت بلادنا عالياً في سماء التميز متجهة بخطوات ثابتة إلى العالم المتقدم // . وأشار إلى أن من أبرز ملامح القيادة في شخصية خادم الحرمين الشريفين الفريدة أيده الله تركيزه على النهضة بقطاع العلم والمعرفة إيماناً منه بأن التطور لا ينطلق إلا على عجلة التعلم وأن البناء الفعلي إنما يبدأ في الإنسان نفسه فبناء الإنسان هو الخطوة الأولى نحو بناء الوطن والاستثمار في العقل إنما يأتي سابقاً للاستثمار في الأرض ولذلك اعتنى رعاه الله عناية بالغة بإصلاح واقع التعليم العالي حتى تغيرت ملامح خريطته تغيراً كاملاً وبات يعيش طفرة غير مسبوقة لفتت الأنظار ونالت التقدير والإعجاب من المراكز العلمية العالمية المتخصصة . وأضاف // إن متغيرات الأرقام ووجوه الدعم السخية لقطاع التعليم العالي في مدة حكمكم المضيئة رعاكم الله تحملنا على أن نطلق على مقامكم السامي الكريم وصف رائد المعرفة والتنمية البشرية العالمية حيث قفز عدد الجامعات في عهدكم الزاهر من ثماني جامعات إلى ثلاث وثلاثين جامعة تغطي تسعاً وثمانين محافظة من محافظات المملكة وأسستم جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي ستكون منارة إشعاع معرفي لبلادنا كما بادرتم أيدكم الله إلى تحسين أوضاع الهيئة التدريسية في الجامعات بالبدلات والمكافآت والحوافز ومنحتم وسام الملك عبدالعزيز بدرجتيه الممتازة والأولى للحاصلين منهم على براءات اختراع يضاف إلى ما سبق تأسيسكم برنامج الابتعاث الخارجي قبل خمس سنوات وتوجيهكم مؤخراً بتمديده خمس سنوات أخرى ومكرمتكم الكريمة التي تلتها بضم الدارسين في الخارج على حسابهم إلى البرنامج حتى تجاوز عدد المبتعثين بعد هذه المكرمات الكريمة أكثر من ثمانين ألفاً سيكون لهم بإذن الله الدور البارز في مجال الإبداع والابتكار الممهد لانتقال بلادنا من مرحلة الاستهلاك إلى مرحلة الإنتاج وهو ما تحرصون عليه حفظكم الله وإلى جانب ما سبق أسستم جائزة عالمية للترجمة تعزز الحوار والتواصل العلمي مع الثقافات الإنسانية الأخرى وأوليتم اهتماماً خاصاً بجديد المعرفة وثوراتها الحديثة وسعيتم إلى غرسها على أرض المملكة بدأ ذلك في عنايتكم ببرامج تقنية النانو ومبادرتكم إلى تشجيع تطبيقاتها ودعمها وتوجتم ذلك بموافقتكم السامية على تأسيس معهد الملك عبدالله لتقنية النانو وإنشاء مقره الدائم بوادي الرياض للتقنية بتمويل من أحد أبناء الوطن المخلصين وهو الرجل المبارك الشيخ محمد بن حسين بن علي العمودي الذي صنع بدعمه السخي ومبادراته للجامعة أنموذجاً مثالياً يحتذى به في إخلاصه لدينه ووطنه ومليكه ولا زالت تبرعاته للجامعة مستمرة ولن تنقطع بمشيئة الله حيث مول كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للأمن الغذائي إلى جانب خمس كراس بحثية في عدة مجالات منها أبحاث السكر والأورام والمياه والبترول وكذلك مول ثلاثة أبراج وقفية في مشروع أوقاف الجامعة كما تبرع بعيادتين متنقلتين للكشف المبكر عن سرطان الثدي نسأل الله سبحانه وتعالى له البركة في ماله ودوام التوفيق والسداد //. وتابع يقول // لقد كانت جامعة الملك سعود من الجامعات السباقة إلى استثمار توجهكم الحكيم رعاكم الله نحو النهضة بالتعليم العالي حيث استطاعت أن تبني بدعمكم الكريم منجزات عالمية سجلت في المحافل الدولية باسم الوطن بدت في تحقيقها المركز الأول عربياً وإسلامياً حسب تصنيف التايمز والتصنيف الأسباني ودخولها نادي أفضل خمسمائة جامعة على مستوى العالم حسب تصنيف شنغهاي المرموق وكان آخر إنجازاتها حصولها على المركز الأول في جائزة الأممالمتحدة في تحسين تقديم الخدمات العامة بمشروع ملفها المقدم في مجال تطوير بيئة التعليم الإلكتروني في الجامعة وهذه الجائزة تعد من أهم الجوائز المصنفة بمعايير عالمية لدى الأممالمتحدة كما تمثل اعترافاً دولياً بالتميز في تقديم الخدمات العامة وهي تمنح للجهات التي تقدم خدماتها بأسلوب يتسم بالأصالة والإبداع والابتكار // . وقال // لقد قلتم يا سيدي في جامعة الملك سعود إن في تاريخ هذه الجامعة العريقة ، تعلمنا أن الأحلام إذ ما اقترنت بعزائم الرجال قادرة بعون الله على تحقيق المنجزات وامتداداً لذلك التميز تتشرف جامعة الملك سعود في هذا اللقاء التاريخي بالإعلان عن نضج ثمرة من ثمار دعمكم الكريم لها وهي إنتاج سيارة (غزال 1 ) المصنوعة بأيدي فريق علمي متخصص بكلية الهندسة بالجامعة وهذا الإنجاز يمثل منعطفاً مهماً نحو تحول بلادنا إلى بلد منتج ومولد للمعرفة ينافس أبناؤه العالم المتقدم في القدرة على الصناعة والابتكار كما يثبت أن لدينا عقولاً وطنية منتجة قادرة على تحويل الأفكار إلى منتجات ذات قيمة اقتصادية متى ما توفرت لها البيئة المعرفية المجسدة لمفهوم الحاضنة العلمية ولعل هذا الإنجاز يؤكد أن أبناء الوطن لا يقلون عن غيرهم ذكاء ونباهة وقدرة على الإبداع ولا سيما بعد أن هيأت لهم القيادة الحكيمة أيدها الله كل الوسائل المعينة عليه وهو ما استثمرته الجامعة في تعزيز المحصول المعرفي والمهاري لمنسوبيها وبنائهم بناءً متيناً يعدهم لأداء دور فاعل في نهضة الوطن ويجعلهم مطلباً لأرباب التوظيف وهذه اللحظة التاريخية يا خادم الحرمين الشريفين تذكرنا بوصول أول سيارة للمملكة في عهد المؤسس يرحمه الله واليوم في عهدكم الميمون تصنع في بلادنا أول سيارة بأيد وطنية وقد كان لمعالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري الدور المحوري في مشروع سيارة (غزال1) من الفكرة إلى الإنجاز وساهمت الوزارة في التمويل وأود التأكيد هنا يا خادم الحرمين الشريفين أن منجزات الجامعة الحالية ليست سوى البداية نحو منجزات أخرى ستجسد حجم العمل الدؤوب داخل أورقة الجامعة لتحقيق ما يرضى تطلعاتكم حفظكم الله وهذه السياسة هي منتج وطني استراتيجي تملك الجامعة حقوق الملكية والفكرية له ويملك الوطن التوسع في صناعته حتى تؤسس الوطنية التوعية لشباب هذا الوطن . إن جهودكم داخل بلادنا التي غيرت معالم الوطن وخطواتكم الإصلاحية البارزة على الصعيد الدولي تكشف عن وعي شمولي تجسده شخصيتكم الفذة شخصية ذات نمط فريد في سجل الزعماء شخصية تحتضن هموم الداخل والخارج وتحس بمسؤوليتها تجاه العالم كله بكل ما يعتلج فيه من أحداث وخصوصاً تلك التي تمس واقع العرب والمسلمين //. وفي الختام سأل الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وأن يديم عزهم وتمكينهم وأن يسبغ عليهم نعمة ظاهرة وباطنة وأن يحفظ على بلادنا أمنها واستقرارها . إثر ذلك شاهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود صوراً لمراحل صناعة السيارة واستمع إلى شرح من فريق العمل عن تلك المراحل . ثم تفضل خادم الحرمين الشريفين أيده الله بالضغط على الزر الإليكتروني إيذاناً بتدشين السيارة السعودية ( غزال 1 ) . عقب ذلك شاهد الملك المفدى حفظه الله عرضاً مرئياً لمراحل المشروع. بعد ذلك تسلم خادم الحرمين الشريفين من معالي وزير التعليم العالي ومن مدير جامعة الملك سعود هدية جامعة الملك سعود بهذه المناسبة . ثم تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بتقليد رجل الأعمال محمد بن حسين العمودي وشاح جامعة الملك سعود من الدرجة الممتازة وميدالية الجامعة الذهبية كما سلمه لوحة معهد الملك عبدالله لتقنية النانو تقديراً من الجامعة لمساهمته في دعم عدد من الجامعات ومؤسسات المجتمع الأخرى ومنها جامعة الملك سعود حيث قام بتمويل إنشاء المقر الدائم لمعهد الملك عبدالله لتقنيات النانو وتمويل تأسيس كرسي الملك عبدالله للأمن الغذائي إلى جانب تمويل أكثر من خمسة كراسي بحثية وثلاثة أبراج وقفية في مشروع أوقاف الجامعة . إثر ذلك شاهد الملك المفدى الصور واللوحات التفصيلية للمشروع واستمع إلى شرح عنها . ثم شاهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود السيارة (غزال1) واستمع إلى شرح عن أجزائها الخارجية والداخلية . وقد أعرب خادم الحرمين الشريفين أيده الله عن شكره وتقديره للقائمين على هذا المشروع وهنأهم على ما حققوه من إنجاز متمنياً لهم مزيداً من النجاح والإنجازات . عقب ذلك التقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة . حضر الاستقبال والتدشين صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالله بن عبدالعزيز وعدد من المسئولين .