اكتشف مجموعة من العلماء "بطريق الصدفة"، أن أحد العقاقير المستخدمة في علاج الأمراض السرطانية، أدى، وبشكل سريع، في وقف الإصابة بمرض الزهايمر، أثناء تجربته على نوع من الفئران. ووصفت ماريا كاريلو، مدير العلاقات الطبية والعلمية بجمعية الزهايمر، النتائج التي توصل إليها الباحثون في كلية الطب بجامعة "كاس ويسترن ريسرف"، بأنها "مثيرة حقاً"، وقالت "إنهم لاحظوا تأثيرات سلوكية إيجابية وقوية جداً لدى الفئران." وفي الدراسة، التي نشرت نتائجها في المجلة العملية "ساينس" الخميس، قام الباحثون بإعطاء أحد الفئران جرعة مضاعفة من عقار "بيكساروتين"، والذي يستخدم لعلاج نوع من أمراض سرطان الجلد، يُسمى "كوتانيوس تي سل ليمفوما." وفي غضون 72 ساعة، أظهر الفأر تحسناً كبيراً في وظائف الذاكرة، كما أن أكثر من 50 في المائة من "ترسبات الأميلويد"، وهي المادة التي تميز الإصابة بمرض الزهايمر، قد أزيلت من دماغه. إلا أن غاري لاندريث، قائد فريق البحث في "كاس ويسترن"، حذر من أنه رغم النتائج التي توصلت إليها الدراسة على الفئران، فإنها ليست بالضرورة أن تكون فعالة بنفس القدر في حالة استخدامها عند البشر. وقال: "أريد أن أقول بصوت عال وبوضوح قدر الإمكان، إن هذه الدراسة كانت على الفئران، ولم يتم إجراؤها على البشر"، وتابع قائلاً: "لقد استطعنا أن نعالج الزهايمر لدى الفئران في كثير من الحالات، لذلك نحن بحاجة إلى المضي قدماً على وجه السرعة، ولكن أيضاً بحذر." وتتشابه الفئران مع البشر المصابين بالزهايمر، حيث يكون لديهم مستويات مرتفعة من مادة تسمى "بيتا أميلويد" في أدمغتهم، وأظهرت الاختبارات المعملية على الفئران أن عقار "بيكساروتين" يساعد في خفض مستويات "الأميلويد"، ويزيد من مستوى مادة "أبوليبوبروتين إي"، التي تساعد على الحفاظ على مستويات منخفضة من بيتا أميلويد. وأعرب لاندريث عن أمله في أن يبدأ تجارب استخدام هذا العقار على البشر في غضون شهرين، لمعرفة ما إذا كان لده نفس التأثير الذي أظهره على الفئران.