(رويترز) - اندلعت أعمال عنف متفرقة يوم الجمعة في سوريا حيث اختتمت بعثة المراقبين التابعة لجامعة الدول العربية مهمتها التي استمرت شهرا. وقال نشطاء ان قوات الامن منعت اقامة صلاة الجمعة بالمسجد العمري في درعا بجنوب البلاد وهي مهد الانتفاضة المستمرة منذ عشرة اشهر ضد حكم الرئيس بشار الاسد وذلك للجمعة الخامسة على التوالي. وتعقب صلاة الجمعة عادة مظاهرات اما لابداء التأييد للاسد أو للاحتجاج على حكمه. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان هناك تواجدا أمنيا كثيفا حول المساجد بمدينة اللاذقية وان عدة بلدات شهدت اطلاق نيران. واضاف المرصد ومقره بريطانيا أن أحد ضباط الامن اغتيل في درعا ربما لتغيير ولائه. وفي محافظة ادلب بشمال غرب البلاد أعادت قوات الامن جثث ستة أشخاص كانوا قد اختفوا قبل يومين. ولم يتسن التحقق من أحدث الروايات عن الاضطرابات في سوريا بسبب القيود المشددة التي تفرضها السلطات على وسائل الاعلام. ومن المنتظر أن يتوجه الفريق اول الركن محمد احمد مصطفى الدابي رئيس بعثة المراقبين الى القاهرة حيث مقر جامعة الدول العربية يوم السبت ليرفع تقريرا عما شهده أعضاء بعثته المكونة من 165 فردا منذ وصلوا الى سوريا في 26 ديسمبر كانون الاول. ومن المقرر أن يجتمع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة يوم الاحد لتحديد ما اذا كان ينبغي مد البعثة او انهاؤها. ويقول منتقدون للبعثة انها لم تقدم الا غطاء دبلوماسيا للاسد ليواصل حملته التي تقول الاممالمتحدة انها أسفرت عن سقوط اكثر من خمسة الاف قتيل. وقتل المئات منذ وصل المراقبون الى سوريا حيث ظهرت حركة تمرد مسلحة في الاشهر القليلة الماضية. وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان ومقرها نيويورك ان على الجامعة أن تنشر تقرير المراقبين بالكامل وأن تحث مجلس الامن الدولي على فرض عقوبات مستهدفة تشمل حظرا للسلاح لوقف القتل في سوريا. وقالت سارة ليا ويتسون مديرة قسم الشرق الاوسط بالمنظمة "يجب أن تعلن الجامعة العربية تقرير مراقبيها لتهدئة القلق المتزايد من احتمال تحايل السلطات السورية على بعثة المراقبة التابعة لها." وأضافت "لا يمكن تحديد ما اذا كان يجب أن يبقى المراقبون في البلاد الا من خلال تقييم شفاف لبعثة المراقبة." وتتهم السلطات السورية "ارهابيين" مدعومين من الخارج بقتل الفين من أفراد قوات الامن منذ بدء الاضطرابات في مارس اذار. ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء عن وزير النفط والثروة المعدنية سفيان العلاو قوله ان العقوبات الغربية على صادرات النفط السورية كلفت البلاد ملياري دولار منذ سبتمبر ايلول. وكانت الجامعة العربية قد علقت عضوية سوريا وأعلنت عقوبات عليها لعدم التزامها بمبادرة السلام التي وضعت في نوفمبر تشرين الثاني والتي تطالبها بوقف اراقة الدماء وسحب القوات من الشوارع والافراج عن المعتقلين والسماح للمراقبين العرب ووسائل الاعلام بالدخول الى أراضيها علاوة على بدء حوار سياسي مع المعارضة.