آخر تحديث للمقالة بتاريخ : 14 أكتوبر 2018 الساعة : 5:31 صباحًا أذن مؤذن الفراق ياعبدالله… رحلت عنا بجسدك وتخلدت أفعالك وأخلاقك . قادتني أقدامي مع أقدام السائلين المعزين إلى منزل من فقد أحد أحبابه وأصحابه. تأخذنا الطرق والمنحنيات إلى عزاء الروح قبل القلوب. توقفنا عند أبواب لم نستدل عليها في طيب الأيام، ربما قل ما طرقناها بحجة ضيق الوقت وقصر الزمان، وربما طُرقت ولا مجيب منها ولها، والأكثر إيلاما حين نكون نحن من هجرناها باعتياد، فيما وصلنا أصحابها، بكرم من الله عليهم بحسن المعشر، ولتمام جمال قلوبهم. في سالك الطريق.. تصغر الدنيا فلا تكبر، وتقصر فلا تطول، وتقسو فيضيع حنانها، ولا يبقى إلا حسن الظن برحمة خالق تلك الروح، أودعها أمانة لبعض الوقت، تتعارف وتتآلف وتلقى ما تلقى بقدر مكتوب، ومن ثم يُرسل خالقها من يعيدها إلى مأواها المؤقت بحساب من عنده، على أن يكون اللقاء في عالم لا شقاء فيه ولا كدر، في جنة عرضها السموات والأرض عند مليك مقتدر. الأحزان تبدأ كنقطة صغيرة وتكبر، إلا حزن الموت يبدأ كبيرًا ويصغر، بحكمة من الله الرحيم برحمته التي وسعت كل شيء، فهو أعلم بأن أعظم ما يضني ويدمي قلوب عباده فراق أحبابهم، هو أكبر من احتمالهم، فلا طاقة لهم به، ولا ملجأ لهم إلا الله، بالدعاء والصبر والاحتساب إليه فقط هو سبحانه وتعالى. حين يؤذن مؤذن الفراق، فلا وقت يُعَجّل، أو أيام تسنح أو إيصال رسالة ضلت طريقها في زحام الحياة. معظمنا فقد أحباباً له، كانوا ينيرون المكان ولا تحلو أيامنا إلا بضوء شموعهم، أولئك الأحبة أعمدة في حياتنا، فإن هوى عمود وانكسر ثقلت مسؤولية الحمل على باقي الأعمدة. لا نعرف قدر أحبابنا إلا حين تأفل نجومهم، وترحل الأعمار وترحل القلوب معهم. أحد هؤلاء ” عبدالله بن محمد ال هتيلة ” ليتنا كنا نعرف ياعبدالله بأن هذه الأبتسامة الصبوحة قرب خفوتها ودنا صمتها.. لربما كنا قبّلنا تلك العيون وأخذنا بأهداب جواهرها ودثرناها بلب أرواحنا.. ليتنا كنا نعلم غياب صاحب القلب الحنون والنصوح الصافي الذي يوزع بلا مقابل ليتنا كنا نعلم ياعبدالله أن سفينتك قاربت الرحيل… لو كانت الحياة تُشترى لمن هم “أرواحنا” على الأرض لرخص الغالي والنفيس ياعبدالله ، ولكن حكمة الله في الأرض بأن لكل بداية نهاية، وأن الأرض يورثها لمن يشاء. حين تهوي ورقة العمر لا تستأذن السقوط، تسقط بصمت مترام كصمت جمال روحها الطاهرة. اللّهم ارحم أرواحاً أحببناها وسكنتنا، وكلما طال أمد فراقها زادها منا قرباً ومحبة ودعاء لها بباب تهب منه نسائم الجنة ورياحينها. اللّهم ارحم من رحل عنا بجسده وتخلدت أفعاله وأخلاقه ، عبدالله طيب الله مثواه، غادرنا إلى جوار ربه راضياً مرضياً قبل أيام . اللهم ارحم فارساً ترجل، أقبل عليك ضيفاً في صبيحة يوم مشرق. اللّهم ارحم أرواحاً فارقتنا إليك في مقتبل اللهم آنس وحدته و آنسه في وحشته ، وآنسه في غربته ، اللهم أنزله منزلاً مباركاً و أنت خير المنزلين اللهم إنه نزل بك و أنت خير منزول به ، و أصبح فقيراً إلى رحمتك و أنت غني عن عذابه ، آته برحمتك رضاك ، و قِهِ فتنة القبر و عذابه ، و آته برحمتك الأمن من عذابك حتى تبعثه إلى جنتك يا أرحم الراحمين . . أخوك / حسين عقيل “المشهد الإخبارية”