بسبب متلصصٍ غير ذي خلق.. «مُجّت أذواقنا» و»انتُهِكت أدبياتنا» بعد أن اقتحمَ معاقلها مرسلٌ «سئيلٌ» مستترٌ تحت مظلة التواصل الاجتماعي، أساء الأدب فرُفع عنه العتب، لكنه شرع في التمادي حتى «وصل سيله الغثاء زُبانا» وما عدنا نطيق! فما بال رسائلهم المحملة بسوء أدبهم وسفاهة فكرهم تمرق بلا حسيب أو رقيب! ألا نعي خطورة تفشي انحلالهم على الذوق العام!؟. إن هذه الرسائل السفيهة من أصحاب التواصل هشيمٌ متهالك بالٍ يرتع فيه دود الفكر وينخره من كل جانب غير صالح سوى للغربان، ومما يزيد الطين بلة الذين يكونون مثل النار «يشعلون سوءها انتشاراً» فتذرو الرياح هبابها الأسود في كل مكان.. وإني لأعاتب نفسي قبل الآخرين إزاء نشر أي محتوى من شأنه أن يضيف للمجتمع سلبية أو يسلب منه إيجابية فكلنا مؤثرون ومتأثرون فو الله إني صعقت من ذاك الذي يسارع في إرسال تلك المقاطع الخالية من الإيجابية والفضيلة؛ أما سأل نفسه عن سبب تلك المسارعة؟! أجزم أن الأغلبية يقصد التندر، والضحك بيد أنها ليست بكفء، فلماذا إذاً تتناقل مربيات الأجيال ورجال الوطن نشر ذاك الكلام الهابط في مجموعاتهم! أين قيمنا أين أخلاقنا!؟. لذا فكلنا ملزمون ألا نحيد عن ثلاثة أمور هي من وصايا الحكيم؛ كل واحد منها حلو ووجهه جميل: فإما أن يعلن القطيعة الدائمة ويكسب عزلة فضائله عن «تيك المستنقعات» والرسائل الهابطة مؤقتاً كعملية تطهير لذاته وجواله بين الفينة والأخرى، أو يجعلها تقف عنده ويميتها فهذا هو السبيل لوقف انتشارها وردها في حنجرة صاحبها ليغص بها وحده، أو يشجبها وينكرها حتى لا تصبح وصمة عار في جبين قيم وأخلاق مجتمعنا. فهلموا نغضب ونغضب لننسف تلك الطحالب التي علقت بيومياتنا ولْيُرِنَا كل واحد غرسه.