عندما تكون تكاليف الزواج سبباً للتكلفة والعناء وأمراً منغصاً لمستقبل الأيام ، وربما عاملاً مهماً من عوامل الطلاق، يبقى الأمر يحتاج إلى إعادة النظر ، وموضوع يحتاج إلى مزيد من التأمل وإيجاد الحلول . . إن تكاليف الزواج الباهظة التي نراها اليوم وتبعاته المرهقة تحتاج منا إلى شجاعة لإيقاف هذا النزيف الكبير للمال ومنع آثار هذه العادات السيئة ، والتقاليد المؤلمة ، وهذه الرغبة الجامحة في مسايرة الآخرين ، وعدم القدرة على مخالفة ماعليه الناس مما كدس بناتنا في البيوت ومنع شبابنا من الزواج وأجلب علينا آثار سيئة في مجتمعنا. . إن هذه التبعات السيئة تتطلب من الجميع وقفة صارمة لتحقيق رجولة الرجل ونفاذ رأيه لما فيه صلاح الأبناء ، ورحمة الأم الراغبة في مصالح بناتها وأبنائها وتقديم هذه المصلحة على مسايرة القريبات والإستجابة للغيرة المفرطة باللحاق ببنت فلانة أو فلانة ، ومقدمة مصلحة أقرب الناس لها – أبنائها وبناتها – على تقليد الأخريات ، واللحاق بهن وأن لا يتفوقن عليها في زواجات أبنائهم وبناتهم . . قيسوا فرحة أبنائكم وبناتكم بستر الله عليهم وإنجاب الأطفال بفرحتك بليلة مزينة بكوشة ومعازيم وإسراف وإجتماع يصطلي به ابنك وابنتك من تبعاتها لا أقول شهورا بل سنوات !! قارنوا بين رغبتاكم بأن لا يتفوق عليكم أحد بحبس أبنائكم وبناتكم سنوات طوال في بيتك وأنت تشاهدونهم أمامكم بسبب عجزهم عن تكاليف زواج باهضة ما أنزل الله بها من سلطان !! . ( مطالبة شبابية ): . هذا وكان قد طالب قبل عدة أشهر قلائل مجموعة كبيرة من( ابناء منطقة نجران )ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاقات كثيرة، لاقت رواجاً كبيراً تدعو للعودة إلى الزواج (المختصر) أو ما يسمى بالزواج العائلي مثل الزواج (المختصر و الزواج_العائلي والزواج_المختصر_مطلب_شبابي) ومن المتعارف أن الزواج المختصر هو الذي يقتصر على حضور عائلتي العروسين وبعض المقربين، والتقليل من نفقات الزواج من طعام وزينة وما إلى ذلك، بغرض تقليل تكاليف الزواج، بالإضافة إلى إمكانية اشتراك أكثر من عريس وعروس في نفس الحفل.
.( صاحب المبادرة بزواج مختصر) .. الشاب حسين ظافي ال عقيل والذي احتفى بزواجه على إبنة عمه حينما قرر أن يخطوا تلك الخطوة الجريئة بآختصار ليلة الحلم وليلة العمر على أفراد عائلته وأسرته المقربين فقط ليعود نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي تداول الموضوع وإعادته للظهور مرة أخرى منادين باستمرار المبادرة لتدخل كل بيت يعم فيه الفرح بزواج أحد الأبناء أو البنات "نجران نيوز" وامام مطالبات العديد من هؤلاء الناشطون في تفعيل الأمر والمبادرة عبر صفحاتها فقد تبنت الصحيفة تفعيل المبادرة كخطوة تحسب لها وتضاف لوقفاتها المشرفة فيما من شأنه خدمة أبناء الوطن بشكل عام وابناء منطقة نجران بشكل خاص. . (ترحيب ومباركة واسعة ) . الشيخ مسعود ال حيدر
في البداية فقد تحدث الشيخ مسعود بن مهدي ال حيدر بالقول : يبدو أن حفلات الزواج المختصرة على العائلة أصبحت منهج المقبلين على الزواج، بعدما أقر الكثير منهم أن تنظيم حفلات الزفاف الكبيرة ترهق ميزانياتهم التي اعتبرها بعضهم أنها تذهب الفائدة منها إلى المدعوين. وأضاف أن الزواجات العائلية أو كما يطلق عليها البعض "الزواج المختصر" أولى بالأموال التي يدفعونها من أجل التحضير لهذه الليلة، مشيراً إلى أن تجربة من سبقوهم في هذه الخطوة أتت بثمارها. . وقال ال حيدرأن ارتفاع أسعار المهور بجانب تكاليف تجهيز الشقة أو البيت يعد عبئا كبيرا على المقبلين على الزواج، فكيف بإضافة تجهيز حفل زفاف كبير الذي لا يعد في الأساس من الأمور الرئيسية، مضيفا أنه إذا اتجه الشباب إلى اختصار حفل الزفاف على العائلة من جهة الزوج والزوجة والأقرباء وبعض الأصدقاء المقربين يخفض من مصاريف الزواج، إضافة إلى أنه سيكون حافزا للمقبلين على الزواج. . حسين ال عقيل( صاحب المبادرة) . وأوضح الشاب حسين ظافي ال عقيل صاحب المبادرة باختصار الزواج على أفراد عائلته وأسرته المقربين قال بطريقة الزواج العائلي أن لا أحد يعرف قيمتها حتى يجربها، مشيرا إلى أنه استطاع وضع خطط مستقبلية وتبنى فكرة شباب المنطقة مبتدئا بالمبادرة وباختصار الزواج العائلي قائلاً تشاورت مع والدي في الأمر وإخوتي وأعمامي لتكتمل المبادرة الأمر الذي أيده وبشدة الجميع حيث تم الاتفاق أن يكون مختصراً على أفراد الأسرة فقط مضيفا ً أنه في ذلك الزواج لم يتبادر إلى ذهني أن تنتشر تلك المبادرة وذلك الزواج المختصر بمجرد نشر الصور في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة حيث انهالت علي التبريكات ولاتزال حتى اللحظة تنهال من كل حدب وصوب من أناس أعرفهم وأخرون كثر لا أعرفهم حتى أن الأمر قد وصل لبعض دول الخليج والمناطق الأخرى بالمملكة وأعتبر حسين نفسه محظوظاً كونه قد بادر والأمر الأخر أن هناك من يدعوا له بالتوفيق نظير تلك المبادرة والزواج اليسير الذي تم تنظيمه بدلا من تنظيم حفل زفاف كبير. . أحمد ال عقيل . وقال شقيق العريس : أحمد ظافي ال عقيل قال أن فكرة الزواج العائلي كانت نابعة من شقيقي والذي كان مخططاً لها منذ خطوبته لإبنة عمه وبلورها باختصار الزواج على العائلة حيث تم الإجتماع ليلة الزواج في فناء منزلنا فيما اجتمع النسوة من أسرتنا فقط داخل المنزل وبالتالي فقد كانت ليلة جميلة بعيدة عن المشقة والعناء والتعب الذي يصاحب مثل تلك المناسبات بل أننا لم نبدأ في الترتيب للعشاء إلا بعد ظهر ليلة الزواج فيما كنا سابقاً نستعد له قبل ثلاثة ايام وتستمر المعاناة والتعب والإرهاق حتى يوم غد من انتهاء الزواج. . مانع اليامي . الشاب : مانع اليامي قال نستطيع من خلال الزواج المختصر تخفيف بعض المصاريف فيما إذا اقتنع البعض بالزواج المختصر ليصبح سلوكا اجتماعيا يتمسك به من رغب في تقليص كلفة الزواج التي يعاني منها كل شاب، وهي صفة لنوع من الأعراس تهدف إلى وضع الحفلات في إطار محدود من الكلفة المادية، الهدف منه التخفيف على العريس، وفراره من الخسائر المادية التي قد تصاحبه طوال سنواته الأولى من زواجه، مستدركاً اليامي بالقول أنه يبدو بأن الزواج المختصر كما يحب أن يسميه البعض هو بمثابة "الكذبة" التي يصدقها الزوج المسكين، ليفاجأ بأن النساء "قدنه" إلى احتفال كبير لم يكن يتوقعه وهذا مالا نتمناه وما لانرغبه. . يوسف هادي ماجد اليامي ماجد اليامي ماجد اليامي — . ويتفق معه : يوسف هادي وماجد اليامي الذين يروا أن بعض الزواجات المختصرة أو العائلية في الوقت الحالي خرجت عن مفهومها الحقيقي، وإن كانت أقل تكلفة من حفلات الأعراس الكبيرة، مضيفين أنها بدأت تُبنى على "البهرجة" الزائدة، ابتداء من الإعداد لحفلة الزواج، ومروراً باستئجار الاستراحة، إلى جانب استئجار الفرقة الشعبية، وذلك إذا ما تم استثناء تكلفة أناقة النساء في تلك الليلة، واللاتي قد يخسرن بين الفستان الذي يرتدينه والأموال التي تصرف على الصالونات النسائية ما يتجاوز (4000) ريال للمرأة الواحدة، إلى جانب تكاليف البوفيه المفتوح، لافتين القول إلى أن الزواج المختصر لابد أن يتسم بعدم التكلفة المادية، وهو المعنى الذي يحقق الاحتفال الصغير الذي يجتمع فيه أفراد أسرة العريس والعروسة، في بيت يتم الاتفاق عليه، ذاكرين أنه لا ضرر من إعلان الفرح بذلك الزفاف دون أن يكون هناك تكلفة مادية كبيرة يدفع ثمنها العريس، وموضحين أن ما سيهدر من تلك الأموال على مظاهرهم وبهرجة لا فائدة ترجى لا قيمة لهم، من الأولى أن يسعد بها العروسان. . مسعود دلامة .
فيما تحدث مسعود دلامة ال حيدر : بالقول إن الإعلام له دور فعال في محاربة بعض الظواهر التي قد ترهق ميزانيات الشبان مثل عادات الزواج في القاعات الكبيرة المكلفة مادياً، لافتاً إلى ضرورة التوعية في مثل هذه الأمور. وذكر أن الجهات المعنية يجب عليها أن تساعد في التوعية وتنبيه الأسر بالمبالغة في التكاليف، خصوصاً أن التكاليف المادية الكبيرة التي يتحملها المقبلون على الزواج ربما تؤثر في حياتهم الأسرية وربما تفضي إلى مشكلات أخرى. .
حسين ال جالي . حسين ال جالي تحدث عن رأيه حول الزواج المختصر وقال : بسبب غلاء المهور وارتفاع أسعار كل ما يلزم لتجهيز منزل الزوجية، والتحضير لحفلة الزفاف، بات كثير من الشباب يعزفون عن الزواج، أو يضطرون إلى تأجيله حتى عمر كبير، وحتى يتمكنوا من تجميع مبلغ كبير يكفي لذلك، ولكن الأمر تفاقم وباتت الأسعار في ازدياد سنوياً، فلماذا لا نتزوج كما تزوج آباؤنا وأمهاتنا بمبالغ معقولة دون بذخ وتبذير؟ هنا لابد من إقناع الفتيات بذلك، أما نحن اولياء أمورهم فنرى أن الزواج المختصر هو أفضل حل للزواج. . الباحث الاجتماعي ناصر ال مستنير . وأبان الباحث الاجتماعي : ناصر محمد مرعي ال مستنير أن فوائد الزواج العائلي المختصر يؤلف بين طبقات المجتمع بحيث يكون هناك تقارب وتماسك، كما أنه يحفز إلى زيادة الروابط والعلاقة بين الأسر ولا يستطيع أحد الاعتذار عن تلك المناسبة، مشيراً إلى أنه يساعد على عدم الإسراف والتبذير التي يعانيها المجتمع هذه الأيام. . وأضاف إن الزواج العائلي يساهم في تقليل الكلفة الاقتصادية للبلد (الهدر الاقتصادي) مثال ذلك إذا دعا المتزوج قرابة 200 أسرة، فكل أسرة من تلك الأسر ستحرك هذا الهدر الاقتصادي من حيث الاستعداد لهذه المناسبة من خلال تفصيل الملابس للرجال والنساء والأطفال وتجهيز هدية للزوج وللزوجة وهكذا، ناهيك عن تعريض بعض المدعوين إلى الإخطار إذا كانوا سيأتون من مكان بعيد. . وطالب ال مستنير بمساهمة وسائل الإعلام بتوعية المجتمع بفوائد هذا العمل ومردوده الكبير على أبنائهم، وذلك عن طريق الإعلام بجميع صوره وأشكاله، فتهيئة المجتمع أمر مهم لنجاحه، وثانياً دعم المسؤولين وتبني هذا الأمر والاحتفاء به وتكوين لجان تعنى به والأمر المهم جداً هو مساهمة رجال الأعمال ودعمهم لهذا المشروع وتبنيه حتى نجني ثماره مستقبلاً. . ( ليلة العمرورفض نسائي ). . أما الفتيات، فكانت لهن آراء مختلفة ووجهات نظر واقعية حسب وصفهن، وجاءت آراؤهن كالتالي: . فاطمة علي، 23 سنة، تحدثت عن حلم ليلة العمر عند كل الفتيات، وتقول: ليس ذنبنا أن الأسعار باتت مرتفعة، وأن تكاليف الزواج لم تعد كما كانت على عهد أمهاتنا، قد نرضى باختصار بعض الكماليات والتفاصيل الصغيرة، ولكن من الصعب علينا التنازل عن حفل الزفاف والفستان الأبيض. . دلال محمد، 26 سنة، كان رأيها يمثل رأي شريحة كبيرة من الفتيات، حيث تحدثت عن الزواج المختصر من زاوية مختلفة وقالت: الشباب يجب أن يشعروا بقيمة الارتباط، وأن يتكفلوا به؛ حتى لا يلجأوا للطلاق في أتفه الأمور، قد يكون الزواج المختصر أو العائلي مناسباً للزواج من الأقرباء والمعارف، ولكنه لا يناسب الزواج من عائلة وقبيلة مختلفة، وإلا شعرت الفتاة بالتقليل من شأنها ولم يدرك الشاب أهمية الارتباط. . المستشار الاسري احمد السعدي . المستشار الأسري أحمد السعدي : حدثنا عن أهمية الزواج المختصر بالقول : نسبة العنوسة في مجتمعنا تتضاعف سنوياً، ليس عنوسة الفتيات فقط بل عنوسة الشباب أيضاً، والزواج المختصر أو العائلي هو الحل الأمثل للحد من ذلك، وأهم فوائده تتركز في التالي: – يساهم بشكل مباشر في إعفاف الشباب والفتيات. – التقليل من مظاهر الإسراف والبذخ. – الامتثال لأوامر النبي صلى الله عليه وسلم بتقليل المهور. – تخفيف عبء مصاريف الحياة الزوجية على الشاب. – تزويج الشباب في سن مناسبة؛ لأن ارتفاع المهور يؤخر زواجهم. – توفير كثير من المبالغ المالية، واستغلالها في أمور أساسية كتجهيز منزل الزوجية. – التقليل من الديون التي كان يتكلفها الشاب في حفلات الزواج المتعارف عليها. . مذكراً المستشار السعدي بقول الله سبحانه وتعالى ( وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا ۚ أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا ) صدق الله العظيم وعن محمد بن سيرين ، قال : نبئت عن أبي العجفاء السلمي قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : ألا لا تغلوا في صداق النساء ، فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله كان أولاكم بها النبي صلى الله عليه وسلم ، ما أصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه ، ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من اثنتي عشرة أوقية ، وإن كان الرجل ليبتلى بصدقة امرأته حتى يكون لها عداوة في نفسه ، وحتى يقول : كلفت إليك علق القربة . . ( إحصائية ). . الجدير بالذكر أن آخر إحصائية حول تكاليف الزواج في السعودية بلغت في سنة 2015 ما يقارب 4 مليارات ريال، وتعود إلى 31 جهة مستفيدة، أبرزها قاعات الأفراح والشقق السكنية والمطاعم ومحلات الزينة