آخر تحديث للمقالة بتاريخ : 12 مايو 2015 الساعة : 2:17 مساءً قف … هنا نجران ! فعلاً يزداد الذهب بريقًا ولمعانًا كلما توالى من فوقه الطرق … هكذا هو حال نجران وأهلها لم تزدهم الأحداث الجسام إلا صلابة وقوة وترابطًا فالأصل ثابت والفروع تؤتي أطيب الثمر .. فمنذ بداية عمليات عاصفة الحزم لإعادة الحق في اليمن الشقيق وتحقيقها لكل أهدافها المرسومة في تدمير قوة الحوثي و تفريق شمل أزلامه هو من شايعه من اتباع المخلوع علي صالح ونجران تقف كالطود الشامخ لايثنيها خوف ولا يقعدها نباح ( الكلاب ) مهما علا صوته عن مناصرة الحق وكسر شوكة الباطل ، فكانت نجران الشجاعة والكرم والصمود تفيض نبلًا ووطنية وصدقًا وإقدامًا وهي تفرد ذراعيها وتفتح صدرها الرحيب مستقبلة أفواج رجال القوات المسلحة وعناصر الحرس الوطني الأشاوس حين يمموا شطرها في مهمتهم المقدسة … وقالت نجران كلمتها منذ البداية : إنها مع الوطن في السراء والضراء وفي كل حين وعند كل منزلق سيفًا بتارًا في وجه كل من يتجرًا على تدنيس هذا التراب الطاهر ، وهو ذات عهدها القديم الذي قطعته على نفسها منذ أيام الملك المؤسس – المغفور له بإذن الله – الملك عبد العزيز وهي على العهد باقية إلى الأبد … وها هو التاريخ يستنسخ نفسه ونجران كما هي عاتية وعنيدة -برجالها ونسائها وشبابها – موفورة الكرم وباذخة الصمود والتحدي …ورجالها الأوفياء يام وهمدان وغيرهما من القبائل يسجلون في كل يوم جديد مواقف مشهودة و يوجهون الصفعات المؤلمة إلى وجه الحوثي وأزلامه وصالح واتباعه، ولم تزدهم القذائف الجبانة على نجران إلا حبًا وتلاحمًا مع قيادتهم وقواتهم المسلحة التي استطاعت بعزيمة رجالها وصدق توجهها وقوة عتادها إعادة الحوثي وفلوله الباغية إلى مواضعها الطبيعية داخل الكهوف وبين الحفر ، وفي المقابل جاءت ردود الفعل من أبناء نجران في حبونا ، وثار ، والحصينينة ، والجفة ، و بدر الجنوب وغيرها من محافظات وأرياف و وديان رسائل واضحة لا تقبل التأويل حينما هب الشباب يقفون بكل ما لديهم من قدرات ومقدرات مع المتضررين بفعل تلك القذائف المرجفة لتكتسي المدينة الصامدة ثوب الوطنية الزاهي وترسم لوحة من التفاعل الإيجابي والتضامن غير المسبوق .. وفي هذا الأثناء المشحونة بمعاني التضحية والفداء والمسكونة بقيم المواطنة الصادقة بدء المرجفون من أصحاب الأغراض الموبؤة بالمكر والدسائس يشيعون عبر موقع التواصل الاجتماعي ( واتساب ) رسائل خبيثة مستخدمين اللهجة النجرانية الأصيلة كتابيا من أجل بث روح الفرقة وإفشاء ألوان البلبلة بين أفراد المجتمع المتماسك مدعين – زورًا وبهتانًا – أن أهالي نجران بدأوا في مغادرة مدينتهم على إثر قذائف الحوثي ( الجبانة ) ظنًا منهم أن فعلهم الدني هذا سيكون مدخلاً لشق الصف وكسر العزيمة ، لكن هيهات وهيهات لأن فطنة شباب نجران المدركة للواقع والحقيقة لن تنطلي عليها مثل هذه الادعاءات الخبيثة التي يدحضها الواقع العملي وتكذبها الوقائع اليومية في نجران وجميع محافظاتها حيث الحياة تمضى في كامل سلاستها ويمارس الناس أعمالهم غير عابئين لهذه الترهات والمزاعم ، ويدعم هذا الصمود تجوال أميرها الدائم وتواصله المستمر مع المواطنين وتفقده لأحوالهم دون برتوكولات أو مواعيد . .. ومع ذلك تبقى الحرب هي الحرب .. وكل شيء فيها متوقع ، وأن العدو وأذنابه المندسون لن يتركوا سبيلًا بعد هزيمتهم في اليمن إلا وسلكوه حتى ينالوا من صمود نجران الذي أصبح حديث الوسائط الإعلامية في العالم أجمع ، وهي كانت وستظل – بإذن الله تعالى – موطنًا للتجانس وسدًا منيعًا في وجه الأعداء مهما كان مصدرهم وغرضهم ، والتاريخ خير شاهد ودليل على ذلك ، فليقرأ الحوثيون التاريخ لو كانوا يفقهون ! … نعم كانت نجران وظلت مقبرة للخصوم ومصدًا منيعًا في وجه الأفكار المسمومة والأفعال الهدامة وهي اليوم كذلك تحت قيادتها الرشيدة وأميرها المقدام …فلتخسأ أوهام المرجفون …
بقلم الاعلامي أ. علي ال منجم اليامي صحيفة نجران نيوز الالكترونية