يرى علي آل زبارة اليامي أن يوقد شمعة بدلاً من أن يلعن الظلام. فلقد تعرض في حياته إلى تحديات عدة قادته إلى مرافئ حالمة لم يكن حتى ليحلم بها؛ لأنه آثر أن يتعاطى معها بقتالية وبلا استسلام. بدأت قصته عندما التحق بكلية الطب في جامعة الملك سعود ليكتشف بعد فترة غير قصيرة أنها ليست الملاذ الآمن لأحلامه. انصرف عنها وعمل في مجال تقنية المعلومات في غرفة تجارة نجران. صمّم موقعا للغرفة نال إعجاب البعض وقتئذ ما عزّز ثقته بشغفه وموهبته. فور أن فتح باب برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي سارع لاقتناص فرصة مع الدفعة الأولى. التحق في جامعة شمال أيوا وأبلي فيها بلاء حسنا شجعه لمواصلة الماجستير والدكتوراه في كلورادو التي تقطعها سلسلة جبال الروكي العتيدة. فور أن فرغ من دراسته تقدم للالتحاق بجامعات وشركات داخلية عدة لكن لم يكتب له النجاح في الحصول على وظيفة في أي منها. بعضها زعم أنه أضاع ملفه في زمن التقنية، وأخرى لم تتكرم بالرد عليه. شعر بألم غائر أوجعه وأحزنه بيد أنه لم يدفعه إلى الاستكانة والركون. قدم على أكبر المؤسسات التقنية تقدما في العالم متسلحا بثقته بإمكاناته. تلقى عروضا جيدة من "أبل"، و"تويتر"، و"جوجل". اختار "تويتر" وأسهم مع فريقها المتألق في صناعة قصة نجاح لمنصة إعلامية رقمية. قابله زميلي وصديقي المهندس، أحمد الجبرين، مؤسس شركة سماءات، في كاليفورنيا واطلع من كثب على إنجازاته. يقول لي أحمد ممتلئا بالفخر بعلي، "يا عبدالله. إنه رجل لا يجيد الكلام. يتقن لغة واحدة وهي العمل". لو تعرض بعضنا لما تعرض له علي من إجحاف من مؤسساتنا التعليمية وشركاتنا التي تجاهلته لربما وجدناه اليوم مشغولا بالشتم ونشر الإحباط بين الصفوف. علي وغيره من المنتجين في العالم هم من فضلوا العمل على ارتكاب النحيب. هناك أشياء كثيرة تدعونا للضجر واليأس. لكن هناك أيضا تفاصيل أخرى تستحق جهدنا. ها هو علي اليوم يخطف الأضواء بسبب إصراره وإيمانه بما يملك. لو أنه أذعن إلى حزنه لما سمعنا عنه اليوم. ومازالت لقصته بقية. هناك من يحول العناء إلى غناء، وهناك من يحول الفرح إلى ترح. فاختر ما تراه يليق بك. . عبدالله المغلوث صحيفة الاقتصادية