في أمسية جميلة وفريدة من فوانيس نجران الرمضانية وذات حضور كبير تحت عنوان "تجربة الكتابة والنشر + حفل توقيع", إستضاف نادي نجران الأدبي ليلة البارحة الخميس 13 رمضان 1435 الكاتبين محمد طحنون وسعد آل سالم إحتفاءاً بأول إصداراتهما الأدبية – المجموعة القصصية شمعة في أعماق السجون للكاتب محمد طحنون, ومذكرات سبع عجاف للكاتب سعد آل سالم. بدأت الأمسية بكلمة للأستاذ سعيد آل مرضمة رئيس النادي الأدبي بنجران, رحب فيها بالحضور وبالكاتبين وشكرهم على إجابة الدعوة, ثم ذكر بعض الإصدارات الخاصة بأدبي نجران لهذا العام وأطلع الجميع عليها, وذكر بأن هناك إصدارات أخرى قادمة وأن نادي نجران الأدبي سيحقق هذا العام نسبة تعتبر إنجازاً من الإصدارات الأدبية. أشاد بعدها الأستاذ آل مرضمة بإصدارات الكاتبين ضيفا الأمسية وأنها حازت على وجود ومبيعات في معرض الرياض الدولي للكتاب بالرياض بشكل مشرف. بعد ذلك, أتاح رئيس النادي الأدبي الفرصة للكاتبين ليتحدث كل منهما عن تجربته الكتابية, بدأها الكاتب محمد طحنون بتقديم الشكر لأدبي نجران برئيسه ومنسوبيه على دعوتهم الكريمة التي أتاحت له ولزميله آل سالم لقاء الجمهور, ثم شكر الجمهور على حضورهم وقال بأنه جوهر الأمسية وجمالها. وذكر محمد طحنون بأن نجران الحضارة والتاريخ والإنسان مليئة بالمواهب الثقافية والأدبية والفنية لكلا الجنسين ومن مختلف الأعمار, وأن تلك المواهب بحاجة إلى من يأخذ بيدها – دعم وتشجيع وتوجيه وتبني – حتى يضعها في أول طريق النجاح الصحيح الذي يمكنها من خلاله التعبير عن ذواتها, خصوصاً المواهب المبتدئة. وأضاف بأن تلك المسؤولية تقع على عاتق المؤسسات الثقافية في المقام الأول لأنها النافذة التي تطل منها ثقافة المكان وأهله ولأنها المنصة التي يجب أن تنطلق منها, إضافة إلى المجتمع وما عليه من مسؤولية تجاه ذلك, وأن موروثنا الثقافي وإرثنا التاريخي يستحق منا ما هو أكثر وأكبر من مجرد إهتمام متواضع, فلو نظرنا إلى العالم من حولنا لأدركنا إلى أي درجة تهتم المجتمعات والشعوب والأمم بموروثها وماذا تبذل من أجله وإلى أي مدى تتفاخر به. وعن تجربته الكتابية قال محمد طحنون, هي مختلفة قليلاً عن تجارب الآخرين لأن بدايتها كانت من خلف أسوار السجن مما زاده قناعة بأن المعاناة هي الرحم الذي يولد منه الإبداع, وأن البعض ربما يشعر بموهبته منذ بداية حياته بينما يحتاج البعض الآخر إلى تجربة قاسية يعيشها تكون السبب في ظهور تلك الموهبة. وأردف, وجدت نفسي أكتب عن نجران وإنسانها تلقائياً ولا إرادياً, وكنت كلما أحاول الكتابة عن شيء آخر أجد قلمي يرفض ويعود بي إلى نجران, كنت أسكن نجران قبل السجن .. وفي داخله وجدتها تسكن وجداني بكل ما فيه, كتبت مجموعة كبيرة من القصص وأنا هناك, وبعد خروجنا وجدت تلك القصص منتشرة في مواقع كثيرة دون الإشارة إلى صاحبها مما جعلني أقرر بأن أجمعها في كتاب يكون توثيقاً لها وتجربة لي في مجال النشر, أسميته شمعة في أعماق السجون, وهي أولى قصص الكتاب وتقول الكثير عن تلك التجربة بكل تفاصيلها. وختم محمد طحنون حديثه قائلاً, شمعة في أعماق السجون مجرد بداية لطريق طويل, كتبت بعدها رواية وانتهيت منها وقمت بتسليمها لنادي نجران الأدبي ليتولى طباعتها ونشرها, وأعمل حالياً على كتاب ثالث. بعد ذلك, شكر الأستاذ سعيد آل مرضمة محمد طحنون وأتاح الفرصة للكاتب سعد آل سالم للحديث عن تجربته, حيث إستهل آل سالم حديثه بالترحم على شهداء شرورة منكراً ذلك العمل الإجرامي, كما توجه بالشكر الجزيل للنادي الأدبي والقائمين عليه وللحضور الكريم.
تحدث بعدها سعد آل سالم عن بداياته مشيراً الى أنه من قام بإنشاء صحيفة لار ثم عمل في صحيفة شمس وصحيفة الشرق وتنقل بين مجموعة من الصحف, كما عبر عن رضاه بما حصل عليه كتابه سبع عجاف من إعجاب وتحقيق نسبة مبيعات عالية خلال معرض الكتاب, متمنياً ممن يقرأ الكتاب ويرى فيه أي ملاحظة أن يهديها إليه ليستفيد منها في مؤلفاته القادمة. وبعدما انتهى سعد آل سالم من حديثه, شكره آل مرضمة وأتاح الفرصة للحضور للمشاركة, وكانت هناك مداخلات عديدة وأسئلة كثيرة من الجمهور للضيوف, كان أبرزها مداخلة للشيخ مانع بن صمعان آل نصيب, شكر فيها نادي نجران الأدبي على إقامة مثل هذه الأمسيات, وقال بأنه سعيد جداً لحضوره أمسية كهذه لكاتبين من نجران, وأشاد آل نصيب بصحيفة "نجران نيوز" وما تقدمه من أعمال ومجهودات لمنطقة نجران وقال بأنه يتصفحها خمس مرات في اليوم, كما أشاد بالكاتب علي آل منجم بصحيفة مكة وما يقدمه. وفي الختام, شكر رئيس نادي نجران الأدبي الضيوف والحضور وأعلن بأن الكاتب سعد آل سالم قد تبرع بقيمة مبيعات سبع عجاف للشهيد فهد الدوسري, وأن النادي سيشتري تلك النسخ بضعف سعرها تضامناً مع سعد آل سالم في عمله النبيل ليتم تقديمها لذوي الشهيد. ثم قام آل مرضمة بتقديم الهدايا التذكارية للكاتبين محمد طحنون وسعد آل سالم, تلاها حفل التوقيع وتوزيع النسخ من الإصدارين على الحضور إهداء بأسمائهم على حساب النادي. .