آخر تحديث للمقالة بتاريخ : 19 يونيو 2014 الساعة : 8:47 مساءً يا أخي كان يستيقظ كل صباح ليكمل رسم لوحته التي قرر أن يشارك بها في المسابقة , وعندما اكتملت وأصبحت جاهزة للترشيح كتب عليها بياناته ومعلوماته ثم أرسلها لمقر المسابقة , وكان يراهن على انه هو من سيفوز بالجائزة الكبرى لأنه كان واثقاً بنفسه على أنه فنان , مرت أيام وشهور وهو ينتظر إعلان النتائج, وعندما أتى اليوم المحسوم لم يظهر أسمه على لائحة الفائزين , آمن بهدوء بينه وبين ذاته بأن رسمته ربما لم تكن جميلة أمام اللوحات الفائزة ,ثم قرر أن يطّلع على هذه الرسومات التي فازت على لوحته و لم تكن سوى ثلاث لوحات , الأولى كانت عبارة عن ألوان متمازجة متداخلة في بعضها البعض مبهمة , والثانية كانت عبارة عن قارب مكسور في مساحة بيضاء , والثالثة كانت عبارة منزل بتنفيذٍ رقمي , وبعد إطلاعه على هذه اللوحات كان يقول لنفسه لماذا خسرت المنافسة كان من الواجب أن أكون المرشح الأول للجائزة , ثم حمل لوحته وعاد لمنزله يرثي الذائقة الفنية التي ظلمت لوحته …… سأجعل أحداث القصة وحبكتها الدرامية ونهايتها مفتوحة , ولك أن تكملها بطريقتك التي تروق لك في ظل واقعك , وظروفك , وحياتك إما إن تصيغها وتجعل بطل القصة يستسلم للخسارة الخائنة بأحداثٍ مؤسفة ويعيش بقية حياته في الظل , أو ينهض من جديد لرسم لوحة جديدة ويبتسم للحياة مجدداً ويبحث عن فرصة أخرى تقدر فنه وموهبته , يا أخي وأنت تسير في عجلة مع الحياة عليك أن تتنبأ بعمرك الشاب أطال الله في عمرك وأن ثمة أمور ستصادفك إما أن تجعل منك مساحة شاسعة ملفتة كالسماوات , أو تجعل منك فاصلة مُهملة في سطرٍ مقروءٍ منسي وضع نصب عينيك أنك أنت من تحدد خيارك في هذا كله لأننا ببساطة عائلة ديمقراطية مبدأها نفذ ما تراه مناسباً لك دون الخروج عن الأعراف , يا أخي ولأن الصداقة العين الثالثة والرئة الثالثة والعائلة الثالثة عليك أن تفرق بين صديقك وشبه الصديق لأن الصاحب كالمادة الكيميائية التي تنتج عن تفاعلاتٍ مؤثرة وأن الأصدقاء منازل كالغذاء و الدواء و الداء وأحذر من الأخير واستأصله من حياتك لنجاة , ولتكون سعيداً في حياتك اقبل عليها وكُن وسطياً مرناً مستطيلاً متواضع ولا تتلاشى وكُن صاحب رسالة وصدفة جميلة لكل شخص عابر إليك , وتذكر بأنك خرجت من طفولتك بأحلامٍ كثيرة وأنك أصبحت كالترياق الذي يقضي على كل سمٍ يتوغل لأحلامك , أخيراً يُقال والعهدة على الراوي سأل الطفلُ الراعي : لماذا يكون صوت الربابة حزيناً ؟ أجابه الراعي : لأنه يُريد تذكيرنا بأنين الشاة التي سلخوها ليصنعوا من أحشائها أوتاراً , إن كنت تفهم ما أعنيه . . على الهامش
من أنا و من أنت ؟؟ تبدو الرؤية ضبابية جداً و هذا الإيقاع الرتيب لا ينتهي . بقلم أ. صباح الأسمري صحيفة نجران نيوز الالكترونية