صناعة الجنابي (الخناجر ) في نجران تعكس ذوقاً فنياً وتراثاً عريقاً للمنطقة ومحافظاتها ، وفي جولة الزميلان بسام العريان وشادية الزغيّر على السوق الذي يختص بصناعة وصيانة وبيع وشراء الخناجر برزت الجنابي والخناجر النجرانية الصنع التي لاتزال قائمة في منطقة نجران ولها أهميتها الكبيرة لأهالي المنطقة بصفتها زياً تقليدياً هاماً حيث تعد الجنابي والخناجر قديماً رمزا للشجاعة وتستخدم سلاحاً للدفاع عن النفس واستمرت حتى الآن رمزاً للأصالة ومصدر للفخر وزياً للمناسبات ولذلك لاتزال صناعة الخنجر من أبرز الصناعات التقليدية القائمة في منطقة نجران حيث تصنع من الحديد بمقبض يصنع من قرون بعض الحيوانات ويحلى بقطع فضية أو ذهبية في حين يصنع الغمد من الخشب المغطى بالجلد أو بصفائح من الفضة ويثبت الغمد في حزام من الجلد . إن الجنابي متعددة أشكالها وأصنافها في منطقة نجران منها نوع المحلية وتشمل( أم تسعة أو أم فصوص) والمشطف – وذرور وهناك نوع أخر من الجنابي يسمى( بالمكعب) وكذلك الجنبية (الدرما) فيما يعد الخنجر النجراني رمزا تراثيا أصيلا لأهالي المنطقة ويحرصون على اقتناءه واستخدامه وله أشكال متعددة ويتميز بزخارف ونقوش فنية رائعة تظهر طابع الخنجر النجراني. ويعد رأس الجنبية أو الخنجر ويسمى(المقبض) هو ما يميز جودتها ومنها (الزراف) وهو يميل إلى اللون الأصفر والأحمر الخفيف وهو غالي الثمن ويعد أفضل الأنواع حيث وجد الزميل العريان جنبية مميزة ومثيرة للدهشة قال عنها : قيمة هذه الجنبيه نصف مليون ريال عرضها مالكها للبيع في سوق الجنابي بنجران فدفع له فقط ربع مليون اي نصف القيمه وكان نصيبي انا وابني عبد العزيز أن نحملها ونتزين بها …… فزينه الرجال بنجران الجنابي. إن طريقة استخراج المعدن المصنعه منه الجنبيه ( الخنجر ) طريقه متعبه فغلاء بعض الجنابي بسبب نوع المعدن وهو عباره عن معادن منصهره تحت الارض بعد تعرضها لصاعقه ويقوم الصانع بحفر حفره تتجاوز احيانا 10 امتار لاستخراج كتله من المعدن وتحويلها لجنبيه وترصع بالأحجار الكريمه وتزين بالعاج فتصبح اسعارها باهظة الثمن وهناك نوع أخر لونه ابيض ويميل إلى الأصفر والنوع الثالث هو القرن وتكسو أشكال المقابض الذهب أو الفضة مما يكسبها جمالا ومهارة في الصنع ثم ياتي الطوق ويليه الصدر وهو عبارة عن صفائح وأسلاك دقيقة وحلقات من الفضة أو الذهب ثم القطاعة وتمثل الجسد أو الغمد وغالبًا تتكون من صفائح فضية أو ذهبية مزخرفة بنقوش بديعة وهو عبارة عن قطعة من الفضة المزركشة بنقوش ورسومات دقيقة جدًا في حين يُغطَّى الجزء الخلفي من الخنجر بالمخمل أو الصوف ،أما (السلة ) فلها أشكال متعددة وأبرزها المسمار الهندي والحضرمي. كما أن الخناجر في نجران تعد رمزا تاريخيا وتراثيا لأهالي منطقة نجران وتعد رافدا اقتصاديا لأهالي المنطقة حيث أن ثمن الخناجر ذات النوعية الجيدة تتراوح أسعارها مابين ال5000 وحتى المائة ألف ريال وذات النوعية الممتازة مابين ال150 ألف وحتى 500,000 ريال . ويحرص جهاز السياحة والآثار بمنطقة نجران على تشجيع اقتناء وصناعة الخناجر بالمنطقة حيث نظم الجهاز مؤخرا دورة تدريبية في مجال صقل الجنابي والخناجر بقصر الإمارة التاريخي لمجموعة من المتدربين السعوديين بلغ عددهم 15 شخصا اشرف على تدريبهم عدد من الحرفيين في صناعة وصقل الخناجر . وأوضح المدير التنفيذي لجهاز السياحة والآثار بنجران صالح آل مريح أن السياحة قدمت لكل متدرب حقيبة تدريبيه تضم عددا من الأدوات الحرفية لتمكينهم من القيام بعملهم وإتقان حرفة صقل الجنابي بالشكل المطلوب مؤكدا أن الدورة تأتي امتدادا لبرامج الحفاظ على الصناعات الحرفية التي تتبناها الهيئة العامة للسياحة والآثار في مناطق المملكة ونجران على وجه الخصوص. جاءت هذه الزيارة لسوق الجنابي أثناء الزيارة الاعلامية السياحية التي قام بها الزميلان بسام العريان وشادية الزغير لمنطقة نجران وذلك بدعوة كريمة من وكيل إمارة منطقة نجران عبدالله ابن دليم القحطاني حيث كانا بضيافة الإمارة لمدة عشرة أيام تم من خلالها زيارتهما لعددٍ من المواقع السياحية والتراثية والأثرية بالمنطقة وذلك لعمل تقارير إعلامية تعكس ما تشهده منطقة نجران ومحافظاتها من نهضة تنموية في كافة المجالات وإظهار ما تميزت به المنطقة من تطور وجماليات أثرية وسياحية ونهضة عمرانية توحي بنقلة نوعية غير مسبوقة وخاصة في المجال السياحي.