أعلنت سوريا يوم الإثنين إجراء انتخابات الرئاسة في الثالث من يونيو حزيران مما يمهد الطريق أمام الرئيس بشار الأسد لتحدي معارضة واسعة النطاق لحكمه وتمديد بقائه في السلطة بعد أيام من إعلانه إن مجريات الحرب تسير في صالحه. وقتل أكثر من 150 ألف شخص في الصراع الذي اندلع في سوريا قبل ثلاث سنوات وأجبر الملايين إلى ترك منازلهم وفقدت الحكومة السيطرة على أراض. وقتل المئات يومي الأحد والاثنين. وقالت جماعة معارضة كبيرة اليوم إن الإعلان عن إجراء الانتخابات يظهر أن الرئيس منفصل عن الواقع. ووصفت دول غربية وخليجية عربية تؤيد معارضي الأسد خطط إجراء الانتخابات بأنها "ديمقراطية هزلية" وقالت إنها ستقوض جهود التفاوض للتوصل إلى تسوية للسلام. وانهارت محادثات دعمتها الأممالمتحدة في جنيف في فبراير شباط ولم تسفر عن اقتراب الجانبين من التوصل لاتفاق حتى بشأن رحيل الأسد عن السلطة على الأقل. ولم يعلن بعد عن موعد لاستئناف المحادثات. وقال منذر اقبيق مستشار الشؤون الرئاسية في الائتلاف الوطني السوري المعارض لرويترز إن الانتخابات إشارة على أن الأسد لا يريد أن يتعاون في سبيل إيجاد حل سياسي للصراع. وأضاف "هذه حالة انفصال عن الواقع وحالة إنكار.. لم تكن لديه شرعية قبل هذه الانتخابات التمثيلية ولن تكون له شرعية بعدها. "لا نعلم أي ممثل سيأتي به منافسا له لكننا لا نأخذ الأمر بجدية." وتسبب الاقتتال في تمزيق صفوف مقاتلي المعارضة السورية ولم يحضر العديد من الشخصيات الرئيسية في المعارضة محادثات جنيف. ولم يعلن الأسد ترشحه في الانتخابات لكن حلفاءه في روسيا وحزب الله اللبناني يتوقعون أن يخوضها ويفوز بها. لكن الاستعدادات لترشح الأسد في الانتخابات بدأت بالفعل في مناطق تسيطر عليها القوات الحكومية بالعاصمة دمشق. وقال رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام معلنا موعد الانتخابات في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي إن طلبات الترشح ستقبل حتى الأول من مايو أيار. وأضاف أن تصويت السوريين في سفارات البلاد بالخارج سيكون يوم 28 مايو أيار. ووضع مجلس الشعب السوري في مارس آذار قواعد تتيح للمقيمين فقط الترشح لانتخابات الرئاسة مما يحرم الكثير من معارضي الأسد الذين يعيشون في المنفى خارج سوريا من الترشح. وقال الأسد الأسبوع الماضي إن الصراع السوري وصل إلى منعطف بسبب الانتصارات العسكرية التي تحققها قواته على مقاتلي المعارضة. لكن القتال مستمر وأفادت أنباء بغارات جوية ومعارك بالأسلحة وقصف في مناطق متفرقة بالبلاد اليوم. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 273 قتيلا سقطوا أمس الأحد بينهم العشرات في غارات جوية على مدينة حلب بشمال سوريا. وقتل العشرات الآخرون في قتال في وقت سابق يوم الاثنين.