في قلب منطقة خصبة رائعة الجمال، تبوأت مقعدها بطبيعتها المفعمة بعبق المكان الساحر، ذي التضاريس الخلابة بين سهول وهضاب وجبال وصحارى ووديان وأجواء رائعة، وأشجار مخضرة، وخرير المياه العذبة كأنه صليل الحلي في إيدي الغواني، كما ينشد أبو الطيب المتنبئ في وصف «شعب بوان» الذي خلب سحره جنانه.. كل ذلك جعل المنطقة من المناطق السياحية المحلية المفضلة لمن يفضلون الجمال الطبيعي، والمغامرة بين التلال. وسط كل ذلك الجمال تقف محافظة حبونا باذخة ورائعة، لا تقلّ جمالا عن الحمّامات التونسية، أو الأهرامات المصرية وغيرهما من مناطق الجذب السياحي في أنحاء الكرة الأرضية.. تقف شامخة بأجوائها المتميّزة، وامتداداتها التاريخية، وعبقها الأسطوري الذي منحها ميزة إضافية.. كيف لا وقد أفلحت في الحفاظ على تراثها وموروثها الثقافي وذائقتها التاريخية القديمة، ولاسيما الكهوف التي يحس معها الزائر أنه امتطى عجلة الزمن وعاد إلى عهود سحيقة ليشاهد ما صنع الإنسان الأول، وكيف كانت مستعمراته. في حبونا أنت على موعد مع العراقة والأصالة، وليالي السمر واللهو البريء، ولاسيما وقد اتحدت عناصر الجمال من ماء وخضرة وظل وثمر في مكان واحد. وهي ذات ارتباط تاريخي بالكهوف والسقيا.. أرض الطبيعة والتدرج البيئي والانفتاح المجتمعي العصري.. جمالها يسحر الزائر بطبيعتها وشعابها ذات الأشجار المتنوعة، مثل شجر العلب المفضل لدى هواة الرحلات والمكوث أياما بأماكن باردة تعطي لزائرها وقتاً للاستمتاع. لن يبخل زائر حبونا على نفسه برؤية الجبال الشاهقة والأودية الخضراء والمرتفعات المتدرجة.. هنا حبونا التي تبعد عن منطقة نجران 115 كلم، وهي من أكبر المحافظات التابعة لمنطقة نجران، ويبلغ عدد سكانها 39000 نسمة، وتقع على ضفاف وادي حبونا المشهور بجماله وروعته. وهو من أكبر الأودية وترتيبه الثاني بعد وادي نجران، ويصب في رمال الربع الخالي. وللأودية جذب يعرفه عشاق الطبيعة ومرتادو السياحة، لما فيها من الترويح للأنفس التي أنهكها تعب الحياة العصرية. ولحبونا قصص كثيرة مع الشعراء الذين وصفوها بأنها مكان الدفء والكرم، كونها مكانا آمنا للزائر الآتي من نجد قديما، وتحتضن الخائف القادم من أي مكان.. لم تبخل على زائرها في زمان الجوع لتكون المحصلة النهائية الآن ازدهارا وروعة، وشبابا واعيا مثقفا يعطي مدلولات حول ثقافة المكان وأهله. هنا حبونا الجميلة الراقية ذات الأودية والجبال الشاهقة، وزائرها مطالب بأن يزور الأماكن السياحة والمتنزهات البرية من غابات طبيعية وأشجار الحبابة – تريمة – الخنق – علوب ظلم – أبوين – النظارة – عرقان. ويتبع لهذه المحافظة الكثير من القرى والهجر، وهي: المنتشر – الضيقة – القابل – قابل منيف – السبت – بني هميم – قشيعة – هجرة ابن حجاب – قابل سراج – هجرة ابن دواس – تريمة – النقعاء – سلوة – مريخة – أمات عويش – الجفجف – صخي – عرقان – الرفغة – عصيم – زور مفلح – سبوحة – الزبيدة – الغمير – البرطي – أم لوراك – المصلب – الطليل – الخضرة – الجنينة – الغرابة – نقيل عبيد – الوسيعة – الخضراء – المسعوده – المرواح – الهويد – عطيه – السرح – استن.. خصوبة الأرض في هذه المحافظة ووجود المياه العذبة والمناخ الملائم والسواعد العاملة، أوجدت اهتماما ملحوظا بالزراعة، فالزائر لحبونا يرى انتشار البساتين بها، وأشجار النخيل، والبرسيم والقمح والفاكهة، مما استدعى وجود فرع للزراعة والمياه تم افتتاحه في عام 1399 ليتولى الإشراف على الزراعة وإرشاد وتوجيه المزارعين. كما يوجد أكثر من مزرعة للدواجن وخزان كبير للمياه بقلب المحافظة، وهناك آبار عديدة للسقيا، آخرها كانت مكرمة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، يرحمه الله، بوادي بطاء عام 1424. وتشتهر حبونا بوجود القلاع والنقوش والآثار القديمة، ولعل أشهرها قلعة الخليف بالحرشف، والنقوش القديمة بعرام الواقع بوادي بطاء. و الرمال والتي تأخذ اللون الذهبي عند الشروق والغروب وتضفي على المنطقة منظراً رائعا وجاذبا للسياح، وتوجد هذه الرمال في الحصينية بمحاذاة الربع الخالي. وفي أعلى جهات حبونا يلاحظ الزائر لهذه المحافظة التلال والجبال الشاهقة والشعاب والأودية، والتي تكثر بها أشجار السدر والطلح والأراك، وهو يسجل ويدون ما شاهده على أرض الواقع من مقومات سياحية، سيضطره جمالها ليمكث طويلا. .