تحظى رياضة سباق الهجن باهتمام شعبي كبير في دول الخليج العربي حيث يحرص عشاق هذه الرياضة على حضورها والاستمتاع بمشاهدة تنافس الهجن في السباق. وتعمل الجمال على ترسيخ الأصالة العربية في نفوس الخليجيين وينمي عندهم روح الانتماء والارتباط بالتراث العريق والبيئة. وسباق الهجن أو سباق الجِمال هي رياضة شعبية تمارس في مناطق عدة بالشرق الأوسط، وكذلك في أفريقيا وأستراليا. وفي هذه الرياضة تتسابق الهجن أو الجمال بسرعة تصل إلى 64 كم/س في مضامير مخصصة لهذا السباق. تشبه هذه الرياضة إلى حد كبير سباق الخيل. إلا أن الاختلاف بين سباق الهجن وسباق الخيول هو الركبي الآلي الذي يوضع على الجمل أو الهجن بينما في الخيول يركبه فارس قد يخسر الكثير من وزنه مقابل الحفاظ على لياقته لكي يتحمله الحصان في السباق بينما في سباقات الهجن يستخدم الرجل الآلي الذي يصل وزنه إلى 2 أو 3 كيلو جرام فقط. عرف العرب سباقات الإبل منذ القدم، والسَّبق هو: العِوَضُ الذي يسابق عليه، والسَّبْقُ هو المُسابقة أي المجاراة بين حيوان وغيره، وفي السابق نجد أن أهل منطقة الخليج العربيّ لا يستغنون عن إبلهم لأنّها كانت تمثل واسطتهم في الحلّ والترحال، فالبدويّ يعشق ناقته لذا اهتم بها وبسلالاتها، وأنسابها وحتّى مشاركتها في السباقات الموسميّة. وتعتبر سباقات الهجن العربية الأصيلة الأكثر شعبية في الخليج لما فيها من إثارة وتشويق، وإحياء للتراث الشعبي، وتتميز إبل السباق عن غيرها من بقية الإبل، بصفات عدة مهمة تعطيها أفضلية في السرعة، منها رشاقة القوام، وطول القامة، ونحافة الجسم، وطول الأرجل، خاصة الأرجل الخلفية، وصغر الخف، والرقبة الطويلة والأنف. وجاءت رياضة سباقات الهجن تعبيراً صادقاً عن الوفاء والاحترام للماضي وللتراث الذي تجسده الهجن العربية الأصيلة، وحرصاً على إحياء التراث الشعبي والمحافظة عليه من الاندثار، ومرت تلك الرياضة بمراحل عديدة اكتسبت من خلالها الكثير من الرعاية والاهتمام، وذلك من خلال إقامة مضامير السباقات وفق أحدث التصاميم والتقنيات التي تخدم هذه الرياضة التراثية، وتوفير الرعاية الصحية لتقديم الخدمات الطبية لسلالات الهجن العربية وإكثارها، الأمر الذي جعل من هذه الرياضة قبلة الاهتمام. ومؤخرا تشهد عدة مناطق بالمملكة العربية السعودية نذكر منها منطقة نجران والطايف والمدينة المنورة والنعيرية مضامير متميزة وفق معايير إقليمية. *كاتب بصحيفة نجران الالكترونية