فاجينس وسايكس, نانسي, وأوليفر تويست, شخصيات من رواية تشارلز ديكنز "أولفر تويست" .. وأوليفر تويست, تعني الليه الزيتونيه, أو كما ورد في شرح ملخص البارونز, تعني العصرة الزيتونيه, أو نتاج الزيتون بعد عصره. والحقيقه أنني حاولت من خلال قراءات كُثر أن أتبين سرّ تسمية أوليفر الفتى بهذا الإسم, وخلصت إلى أن الكاتب الكبير يقصد (الطبقه الكادحه المُستنزفه)*, فأوليفر هو الشعب الغلبان أو الزيتون المملوك لللإقطاعيين أو العصّارين, وهم من يجنو أرباح هائله من عرق الشعب الكادح .. هنا يكمن الإبداع في هذه الروايه, والتي لم يكتفي كاتبها بإسقاط صور الطبقه الكادحه في شخصية أوليفر تويست, بل بيّن الأوجه الأخرى من خلال شخصيّتي فاجينس المجرم الذي يخطط جرائمه وينفذها سايكس, وكذلك شخصية نانسي الوطن الذي تحدث أمام عينيه كل تلك الملاحم التي أفرزتها الطبقيه .. فالله درّ تشارلز ديكنز من كاتب لازالت رواياته هي ترجمان واقع الصراعات الطبقيه في أي شعب أو أمّه .. الإقطاعيون, حاربهم هتلر كما يحاربهم الآن تشافيز, وكذلك لا ننسى روبن هوود أو حتى صعاليك الجاهليه, والمبدأ واحد في كلّ تلك المحاربات, فالهدف كان إستئصال الإقطاعيه على إختلاف الطرائق لإنصاف الطبقه الكادحه.. ولعلنا لا زلنا في مجتمعنا السعودي نعاني وبشكل كبير من الإقطاعيين على إختلاف طُرُق إستبدادهم, ولكنهم مهيمنين وبقوّه على الوضع الإقتصادي ويبلون فيه شرّ بلاء.. ومع إضمحلال الإقطاعيه في أوروبا والتي نشأت منها الإقطاعيه كحركه ومفهوم, والإقطاعيه تعني إستبداد المالك الإقتصادي بأقدار من عنده من عمال, والعمال هم الطبقه الكادحه أو أوليفر تويست إن رجعنا لوراية تشارلز ديكنز, فلا زالت الإقطاعيه في وطننا العربي في أوجها وفي قوّتها, وتساندها الحكومات بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال المسانده السياسيه مقابل الإستنافع.. وهذا أخطر مافي الأمر, فالإقطاع لا ينهض إلا بالدعم السياسي من خلال الإستنفاع أو كما يطلق عليه التبادل Tradeoffs , فوجود الدعم السياسي للمالك الإقتصادي يجعل من حقوق العمّال هباءاً منثوراً, ويخلق أزمة بطاله وفقر وضنك تعبأ بها الطبقات الكادحه .. ولذلك تخلصت أوروبا الحرّه من هيمنة نظام الإقطاعيين عن طريق إتحادات العمال, والتي تقف صامده في وجه الإستبداد الإقتصادي الإقطاعي.. ما يهمنا هو الوضع الإقتصادي السعودي, فأزمة الفساد هي نتاج إتحاد الإقطاعيين بالساسه المستنفعين, وذلك الإتحاد المستبد خلق سعي دؤوب لقتل مشاريع السعوده لكلفتها وإستقدام الأيادي العامله المنتجه والرخيصه, فأصبح حلم السعوده سراباً كان يطارده المرحوم غازي القصيبي, وأصبحت العماله الأجنبيه مساهماً في زيادة البطاله والفقر وهاجساً يهدد الأمن الإقتصادي المستقبلي في ظلّ غياب توطين الأيادي العامله .. . بقلم أ. عسكر بن علي آل سعد كاتب صحيفة نجران نيوز الالكترونية