لا يمكن بأي حال لأي شخص حضر أو شاهد فعاليات مهرجان الجنادرية 28 ..وتحديدا من خلال قرية نجران التراثية التي تم افتتاحها هذا العام..إلا أن يقول لكم أيها الرجال الأوفياء من أبناء نجران المتواجدين ضمن وفد المنطقة المشارك في المهرجان ..بيض الله (وجيهكم) على هذا الحضور المشرف..كنتم وكما هي عاداتكم وعادات أهالي نجران الكرام..مثال حقيقي للكرم والطيب .. نجحتم بهذا المزيح الرائع من الشيبان والشباب في تعريف الجمهور بعاداتكم وتقاليدكم الأصيلة بدون تصنع أو تكلف .. حضوركم وأدائكم التلقائي والعفوي يتفوق في فعاليته على أداء أي مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني .. ويفوق في تأثيره عشرات المقالات أو البرامج والمؤلفات التي يمكن أن تقال عن تاريخ نجران وأهاليها..الأصالة منكم تستمد حضورها..والرقي وصدق الانتماء منكم وبكم تتشكل معانيها .. كنتم محط إعجاب كل من زار مهرجان الجنادرية..من داخل وخارج المملكة..قلوبكم ترحب بالزوار قبل ألسنتكم .. الابتسامة وطيب النفس عنوانكم .. لعبتوا (ف) سُلبت الألباب بهذا الفن والموروث الرائع الممتد عبر التاريخ..(أرحبوا) مفردتكم السحرية الأزلية ترافقكم في كل ركن من أركان القرية التراثية .. وكأنكم بها تعيدون اكتشاف معنى آخر للضيافة..معنى مختلف جدا .. (نجراني) النكهة والمذاق .. حضرتوا ومعكم جاءت معاني الفروسية والانتماء الحقيقي للوطن..زوامل(كم) منها يشوش الرأس .. وروازف(كم) ولعب الطبول والمثلوثة تشعل الساحة حماسة ورجولة .. شرفتوا نجران الإنسان والمكان .. بتحضركم ومحبتكم الصافية للجميع.. وهذه هي الرسالة والأثر السامي الذي نتطلع دوما أن تكون بطاقة التعريف لكل نجراني.. وبقدر نجاح وتميز فريق العمل المسئول عن بناء القرية النجرانية ..بقدر ما أبدع بقية المشاركين ضمن وفد المنطقة في تعريف الجمهور على سمو وشموخ التاريخ والموروث النجراني..وفي خضم هذا التميز والتفرد في الحضور..ليس مستغربا هذا الاحتفاء بكم من القيادة الكريمة .. ومن وسائل الإعلام المختلفة .. وكنتم تستحقون بجدارة كل هذا الضوء والوهج .. وفي هذه الحياة لا يوجد عمل أو إنجاز كامل..ولكن جمالية حضوركم وعقلانية عطاءاتكم ومنطقية تفاعلكم مع الأمور..لم تترك أي مساحة لأي ملاحظات أو هنات حدثت خلال أيام المهرجان بالظهور.. كان تعاونكم وتكاتفكم نموذج يحتذى به .. تنافستوا على محبة نجران .. فكنتم خير سفراء لها.. ومني لكم تحية خاصة وتقدير! مخرج .. إذا كان أخواننا المصريين يرددون أن “اللي بنى مصر كان في الأصل حلواني” .. بدورنا نقول أن اللي بنى نجران كان أصيل بكل المعاني! = بقلم أ. يحيى بن محمد آل قريشة كاتب صحيفة نجران نيوز الالكترونية [email protected]