بالأمس فاجأتنا الأقدار بفاجعة وفاة الأخ العزيز سالم بن محمد دوحان آل سالم..أثر نوبة قلبية ألمت به أثناء أدائه لمهام عمله مديرا للحقوق العامة بإمارة منطقة نجران.. وتحت وطأة هذا الخبر المثقل بالحزن كان يجب على القلم أن يتوقف ويترك شيئا مما يجول في الخاطر .. ومع إيماننا التام بقضاء الله وقدره وأن الموت حق علينا وكل نفس ذائقته لا محالة..ولكن يبقى للنفس البشرية خلجاتها وشجونها المشروعة عند فقد كل عزيز..ورجل بقامة ونبل المرحوم ليس فقيد أهله وذويه فحسب .. هو فقيد المجتمع بأسره.. ودوما عندما يُغيِّب الموت الشخصيات النبيلة والأصيلة .. تحزن النفوس .. وتتألم لفقدهم كل الأشياء الجميلة والصفات الحميدة والمرجلة .. وعلى امتداد معرفتي بالفقيد العزيز .. فلم أجده إلا مبتسماً محباً للناس وفياً لمنطقته وأهلها..وسالم رحمة الله عليه من النماذج المشرفة للأرض والمكان والبيت الكريم الذي ينتمي إليه ومن الشخصيات القريبة للنفس والغنية بالتواضع والخلق الرفيع والأدب الجم والشهامة .. وهذا هو ديدن النبلاء والانقياء من البشر..(ف)عندما تلتقيهم من أول لقاء يشعرونك بقيمة التعامل الإنساني الحقيقي .. وكأنك تعرفهم من سنوات طويلة .. وهكذا كان سالم دوحان رجل نبيل خلوق بشوش شامخ وراعي نخوة وفزعة .. لطيف المعشر نقي السريرة ولا تمل الحديث معه ..وبالرغم من أن التقائي بالمرحوم يكون على أوقات متفرقة بسبب ظروف عملي وتواجدي خارج المنطقة .. إلا أنني في كل مرة التقيه كنت أجد ابتسامته المعهودة الفياضة بالمحبة والود .. وقد كانت آخر مرة التقيته فيها في اوآخر العام الماضي وكان كما هو سالم دوحان الذي أعرفه من أول أيامي ببشاشته المتميزة وحسن ورقي تعامله وكأن العمر لم يمضي بنا يوماً .. (ف) نعم الرجل كنت وستبقى في قلوبنا يا أبومحمد .. رحمك الله يأخي وأسكنك فسيح جناته وجعل قبرك روضة من رياض الجنة .. (ف) والله أن العين لتدمع وأنا لفراقك لمحزونون..ولكنها إرادة الله جل في علاه .. ولا راد لقضاء الله وقدرة! وتعازينا الصادقة والمحبة لأهل وذوي وأحبة وأصدقاء وزملاء فقيد المجتمع والهمهم الله الصبر والسلوان ، وإنالله وإنا إليه راجعون . بقلم أ. يحيى بن محمد العرشي آل قريشة كاتب صحيفة نجران نيوز الالكترونية الرياض 23/ ربيع الاخر /1434 ه