في نشوة الفرح بالتخرج , ورغبة الحصول على فرصة العمل التي تؤمن المستقبل , يصطدم كثير من الشباب المتحفز , بمكر البنوك المحليه وخداعها , فتتبنى طموحاتهم النبيله , لكنها تطعنهم بخنجر الغدر , تستقبل طاقاتهم العازمه على الانتاج , ورغبتهم الجامحه بالمزيد من العمل والتطور والعطاء , ثم اذا حانت ساعة التطوير والتحسين ,, ترمي بهم وبحقوقهم خلف الكواليس ,,, لا غرابه فالشابّ حديث التخرج يعيش في خضم فتره شحيحة الفرص , قليلة العطاء ,تزدهر فيها البطاله , وتندثر فيها انصاف الفرص ,, رغم وفرة الحلول وتعاقب القرارات الحكوميه الداعمه للشباب وتوظيفهم وتطويرهم ،،، إلا ان الرقابه وحرص الوزاره ( وزارة العمل ) كلاهما خارج نطاق العمل . تجارب وشواهد كثيره على استغلال البنوك لحاجة الشباب , واوضاعهم المعيشيه والاجتماعيه القاسيه بعد التخرج , تثبت امتصاصها حماسهم وطاقاتهم دون تريّث , واذا انقضت الحاجه , وانكشفت الغيوم , وبدأ الشباب يطالبون بالتحسين الوظيفي , والتطوير العلمي والعملي الذي تلتزم به البنوك ,,, تتضح الرؤيه , وتنجلي غيمة الاغراء المحمله بزخات النصب والاحتيال واستغلال الظروف ,,, و يتبين للجميع ان سعي هذه البنوك لتوظيف الشباب وتركيزها على المستجدين في ساحة البطاله , لم يكن لدوافع انتمائيه او احساس بمسؤليه اجتماعيه , او دفع لعجلة التوطين والتكاتف الاقتصادي , والتكافل الاجتماعي ,, بل كان لدوافع تجاريه ,وخطط تربحيّه سوداء , و استثمار لأفواج الشباب القادمين من رحم العزيمه والاراده, , ومصادره لمجهوداتهم لصالح هذه البنوك , دون مبالاه بمستقبل اي من هؤلاء الشباب او مراعاه لمشاعرهم و احلامهم البريئه . وهذا في عرف التجاره ( الشريفه !) امر لا غبار عليه .. حتى تتضح الفكره فإن البنوك عادتا ما تستقطب دفعات متتاليه من الشباب , وترسم لهم مستقبل مزيف , وتعمد الى توظيفهم , وما ان تنقضي الحاجه وبعد فتره غاليا تكون سنه منذ تاريخ مباشرة العمل , فإنهاتمارس معهم ثقافة الإضطهاد واساليب التطفيش حتى ترميهم خارج الحسابات , وتبحث عن ضحايا جدد لتمارس معهم الهوايه نفسها .. استغلال حتى تنتهي الحاجه لهم ,, وبعدها إذهبوا الى الجحيم ,, ااو عودوا معزيين مكرمين الى واد البطالة الذي انتم منه قادمون .. كاتب صحيفة نجران نيوز الالكترونية