أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الجمعة ان المحادثات مع إيران ستستأنف الشهر المقبل في أحدث مسعى لحل خلاف أثار مخاوف من نشوب حرب في الشرق الأوسط. يأتي هذا الإعلان بعد أيام من انتخاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما لفترة رئاسية ثانية ويقول محللون إن هذا التطور قد يتيح فرصة جديدة لدفع جهود إنهاء الأزمة مع إيران سلميا. وفي مؤشر قوي على احتمال تصاعد التوترات قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) يوم الخميس إن طائرات حربية إيرانية أطلقت النار على طائرة أمريكية دون طيار كانت تحلق فوق الخليج الأسبوع الماضي. وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنها تأمل في استغلال هذه المحادثات للتوصل لاتفاق يتيح لها مواصلة تحقيقات توقفت طويلا بشأن الابعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي الايراني. وتقول الوكالة إن لديها "معلومات موثوقة تشير إلى أن إيران نفذت أنشطة لها صلة بإنتاج قنبلة نووية" وتطالب طهران بأن تتيح لها قدرة على الوصول إلى المواقع والاتصال بالمسؤولين والاطلاع على الوثائق لتوضيح القضية. وتنفي ايران مزاعم غربية تفيد بانها تحاول تطوير امكانية صنع اسلحة نووية. وفشلت سلسلة من الاجتماعات منذ أوائل العام الحالي كان آخرها في أغسطس آب في إحراز تقدم ملموس. وهددت إسرائيل التي يعتقد أنها الدولة الوحيدة المسلحة نوويا في المنطقة بالإقدام على تحرك عسكري إذا رأت أن طهران قريبة من الوصول إلى قدرة على إنتاج أسلحة نووية. وقالت جيل تيودور المتحدثة باسم الوكالة التابعة للامم المتحدة "اتفقت الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران على إجراء المزيد من المحادثات يوم 13 ديسمبر في طهران. "الهدف هو الانتهاء من النهج المتكامل لحل القضايا العالقة الخاصة بالبرنامج النووي الايراني." وأبدى دبلوماسي غربي تشككه مشيرا إلى أن المحادثات لا يمكن أن تجرى إلا بعد الاجتماع القادم لمجلس محافظي الوكالة الذي يضم 35 دولة. وقال الدبلوماسي "إنه سيناريو مألوف: دفع الانتقادات الآن كي تفوز بشيء في وقت لاحق. وهو أمر فشل في أن يثمر شيئا في المرات الأربع السابقة." ومحادثات الوكالة مع إيران منفصلة عن مناقشات نووية تجريها الجمهورية الاسلامية مع ست قوى عالمية هي الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا. وترى كاثرين آشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي التي تمثل القوى الكبرى في المحادثات مع إيران أن الاجتماع الجديد بين الوكالة وإيران أمر طال انتظاره. وذكرت مصادر دبلوماسية أن من المتوقع أن يرأس بعثة الوكالة هيرمان ناكيرتس نائب المدير العام وكبير المفتشيين النوويين في الأممالمتحدة. وأكد علي أصغر سلطانية سفير إيران في الوكالة الدولية في وقت لاحق لرويترز أن بلاده ستجري مباحثات مع الوكالة الشهر المقبل.