دعا رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، إلى إصدار قرار دولي يدين ما أسماها "الأعمال الوحشية" ضد الشعب السوري، مؤكداً أن الأممالمتحدة "فشلت" في سوريا، داعياً في الوقت نفسه إلى مساعدة الدول والشعوب من أجل التخلص من الأنظمة الديكتاتورية. وقال كاميرون، خلال لقائه مع طلبة وطالبات جامعة زايد، بالعاصمة الإماراتيةأبوظبي الاثنين، إنه "إذا وجدت الرغبة السياسية للدول المعنية بما يجري في سوريا، فان الأممالمتحدة ستقوم بدور جيد، غير أن بعض الدول، مثل روسيا، لا ترغب في ذلك"، وتابع بقوله إنه شخصيا يؤيد أي قرارات تتخذها الأممالمتحدة ضد النظام السوري. وعن أهداف زيارته لدولة الإمارات، والتي تأتي ضمن جولة له بعدد من دول المنطقة، قال رئيس الحكومة البريطانية إن الزيارة تهدف إلى تقوية العلاقات وتطويرها بين البلدين، مشيراً إلى ما وصفها ب"علاقات تعاون خاصة" بين المملكة المتحدة والدولة الخليجية، في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب. ودعا كاميرون، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الإمارات الرسمية "وام"، إلى تعزيز "الاستثمار المتبادل"، ضمن "شراكة فاعلة"، معتبراً أنها أساس لنجاح الدول في تقدمها الاقتصادي، لافتاً في الوقت نفسه إلى اهتمام كلا البلدين بالتعليم العالي، مشيراً إلى أن بلاده مفتوحة لاستقبال الطلبة الإماراتيين للدراسة في جامعاتها العريقة. وقال رئيس الوزراء البريطاني إن "مستقبل الشراكة مع الإمارات يستند أيضاً على التعليم الجيد، وبناء الجامعات، مثل جامعة زايد العصرية، وليس فقط على النفط والغاز والبنى التحتية"، مشيراً إلى وجود نحو مائة ألف بريطاني يعملون في الإمارات في مختلف المجالات. كما تطرق كاميرون، خلال إجاباته على التساؤلات التي طرحها طلبة الجامعة، إلى الأوضاع الاقتصادية في منطقة اليورو، والاختلافات السياسية للدول الأعضاء فيها، وقال إن الأزمة التي تعصف بها ستأخذ وقتاً طويلاً، قبل أن تجد الحل المناسب لها. إلا أنه أكد أن بلاده لم تتأثر كثيراً بهذه الأزمة، مثل بقية دول اليورو، نظراً لحفاظها على عملتها الوطنية، وتجاوزها العجوزات المالية، وقال إن الاقتصاد في بريطانيا والإمارات "يعمل بشكل جيد"، وهناك تعاون بينهما في نقل التكنولوجيا، على سبيل المثال. ورداً على سؤال حول الطاقة المستدامة، أكد كاميرون على ضرورة تنويع مصادر الطاقة، وعدم الاكتفاء بمصادر تقليدية محدودة، والاستفادة بشكل ضروري من الطاقة المتجددة، والطاقة النووية للأغراض السلمية.