اتهم رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان الزعماء الاكراد يوم الثلاثاء بالنفاق اذ قال إنهم يصدرون أوامرهم لاتباعهم المعتقلين بالاضراب عن الطعام فيما يتناولون هم الكباب. ويرفض نحو 900 شخص اودع معظمهم السجون في أكثر من 50 معتقلا تناول الطعام منذ 49 يوما بسبب تصاعد العنف بين قوات الجيش التركي والعناصر المسلحة بحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي جماعة ارهابية. وفي أول تصريحات علنية عن الاضراب عن الطعام قال اردوغان امام اعضاء حزب العدالة والتنمية في البرلمان إن "تجار الموت" يتلاعبون بالمحتجين في اشارة الى قيادات حزب العمال الكردستاني وحلفائه السياسيين. واضاف انه سيقاوم ضغوطا كي يرضخ امام مطالب بمنحهم مزيدا من الحقوق. وقال اردوغان "كما لو كانت القسوة التي يقترفونها في الخارج ليست كافية فان المنظمة الارهابية والجماعات التي تخضع لسيطرتها يتحولون الآن للسجون. إنها تصدر تعليماتها للمتعاطفين معها في السجون (للانضمام) الى اضراب عن الطعام من اجل تحقيق مطالبها السياسية." وكان حزب العمال الكردستاني قد شن هذا العام اشد هجماته خلال ما يزيد على عقد من الزمن فيما تصاعد التوتر بين تركيا وجارتها سوريا. وتتهم انقرةدمشق بتسليح حزب العمال الكردستاني بغرض انزال العقاب باردوغان لانتقاده الحملة الدموية التي يشنها الرئيس السوري بشار الاسد على الانتفاضة الشعبية المستمرة في البلاد منذ 19 شهرا. وتتبادل القوات التركية والسورية قصف أراضي الطرف الآخر في منطقة الحدود بينهما خلال الايام الثلاثين الماضية في هجمات انتقامية. وقال اردوغان إن اعضاء البرلمان الذين ينتمون لحزب السلام والديمقراطية المؤيد للاكراد ينفذون رغبات حزب العمال الكردستاني من خلال تحريض الأكراد في السجون على الاحتجاج. واضاف "من جهة فانكم تتناولون كباب الضأن ومن جهة اخرى فانكم تقولون لأولئك المودعين بالسجون 'موتوا خلال الاضراب عن الطعام'." وكان اردوغان قد قال مرارا إن حزب السلام والديمقراطية مرتبط بحزب العمال الكردستاني الا ان الحزب ينفي وجود علاقة مباشرة قائلا ان الجماعتين لديهما قاعدة تأييد مشتركة. وقالت رابطة حقوق الانسان التي تتخذ من انقرة مقرا لها إن معظم المضربين عن الطعام يقضون احكاما بتهمة الانتماء لحزب العمال الكردستاني او جماعة متحالفة معه. ويطالب السجناء بتحسين ظروف اعتقال زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان وبمنحهم الحق في الادلاء بشهاداتهم باللغة الكردية الام امام المحاكم وان تكف الحكومة عن اعتقال ومقاضاة النشطاء الاكراد. ويقاتل حزب العمال الكردستاني الدولة التركية منذ عام 1984 لاقامة وطن للاكراد. وقتل في الصراع ما يزيد على 40 الف شخص أغلبهم اكراد. ورغم الاصلاحات العديدة التي نفذتها حكومة اردوغان لمنح مزيد من الحقوق الثقافية للاكراد منذ توليها السلطة قبل عقد الا انها اعتقلت ولاحقت قضائيا آلافا من المحامين والسياسيين والاكاديميين والنشطاء الاكراد في السنوات القليلة الماضية للاشتباه بأن لهم لهم روابط بحزب العمال الكردستاني.