رد الفاتيكان على التقارير التي أشارت إلى وجود نص قبطي يشير إلى احتمال زواج المسيح بالقول إن المخطوطة المشار إليها "مزيفة،" وذلك بعد أكثر من أسبوع من التغطية الإعلامية المكثفة للنص وللاحتمالات الجديدة التي يطرحها بمواجهة الروايات التاريخية المعتمدة من الكنيسة. وقالت صحيفة الفاتيكان "لوسيرفاتوري رومانو" في عددها الصادر الجمعة، إن هناك ما يكفي من الأسباب التي تؤدي إلى الاعتقاد بأن المخطوطة المكونة من ورق البردى المشار إليها هي مجرد تزوير أخرق،" وأضاف رئيس تحرير الصحيفة، غيان ماريو فيان: "بكلمات أخرى، فإنها مزيفة في مطلق الأحوال." وأشارت الصحيفة التي ينظر إليها على نطاق واسع باعتبارها لسان الحال الرسمي للفاتيكان إلى وجود ما وصفتها ب"الحملة الإعلامية لنشر قضية المخطوطة رغم التساؤلات المطروحة حول مصداقيتها." وأضافت الصحيفة الفاتيكانية: "لقد جرى إخطار وسائل الإعلام الأمريكية وعقدت كارين كينغ (الباحثة التي أعلنت العثور على قطعة البردى) مؤتمراً صحفياً من أجل التحضير لحدث إعلامي سرعان ما أصبح موضع تشكيك الخبراء." وكان الحديث عن المخطوطة قد برز في 19 سبتمبر/أيلول الجاري، إذ جرت الإشارة إلى أن عمرها يبلغ عدة قرون، وهي باللغة القبطية التي استخدمها المسيحيون المصريون، وتتحدث عن إمكانية وجود زوجة للمسيح. وتقول الكتابة غير المكتملة الموجودة في المخطوطة: "قال لهم يسوع إن زوجتي ..." وقد أعلنت البروفيسور كارين كينغ من كلية اللاهوت في جامعة هارفارد محتوى قطعة المخطوطة الصغيرة، غير أن كينغ قالت إن النص الموجود "لا يقدم دليلا على أن يسوع كان متزوجا،" مضيفة أن "هذا الجزء، من المخطوطة لا يثبت أنه كان غير متزوج أيضا.. لذلك نحن في نفس الموقف قبل العثور عليها، لا نعرف ما إذا كان متزوجا أم لا." وفي الأناجيل جميعها، ليس هناك ذكر لحالة المسيح الاجتماعية، في حين أن الروايات كلها تذكر أب يسوع وأمه وإخوته. وتحكي الأناجيل الأربعة، متى، ومرقس، ولوقا، ويوحنا، قصة ولادة يسوع والطفولة المبكرة ثم تنتقل لفترة النبوءة لمدة ثلاث سنوات، قبل أن تسهب في مسألة "موته وقيامته." وفكرة أن المسيح كان متزوجا ليست جديدة، إذ أن كتابات أخرى عن حياة يسوع من العصور القديمة، تشير إلى أنه ربما تزوج من مريم المجدلية، وهي إحدى التلاميذ المقربين من المسيح. وتشير التقارير الأولية إلى أن المخطوطة المكتشفة تعود إلى منتصف القرن الثاني بعد الميلاد، وفي حين أن مالكها لم يكشف عن اسمه، لكنه تقدم بها إلى جامعة هارفارد، من أجل إجراء الدراسة عليها في ديسمبر/كانون أول العام الماضي