قبل يومين تناقلت وسائل الإعلام تحذير على لسان وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف و الدعوة والإرشاد يمنع الدعاء بهلاك اليهود و النصارى , و أن الدعاء يقتصر على "المعتدين" فقط , ولكن جرى نفي ذلك من الوزارة جملة و تفصيلاً. هنا نسأل ما الفائده من هذا الدعاء؟ و هل يجوز الدعاء عليهم؟ الفائدة لم نجني شئ بل بالعكس أصبحت إسرائيل أكثر قوة و نفوذ و زادها هذا الدعاء كره و عنصرية لنا و هي المتحكمه في المنطقه شئنا أم أبينا و ذلك كله بفضل هذا الدعاء , إذاً لم نجني من هذا الدعاء سوى التعب و إزعاج المصلين و أصحاب المنازل المجاورة للمساجد أم هل يجوز الدعاء عليهم؟ الإسلام دين تسامح و محبة لم يدعوا يوماً للقتل أو التمييز بين البشر لدياناتهم بل أمر بالعطف و اللين و تحريم قتل النفس إلا بالحق. قال الرسول " من علمني حرفاً صرت له عبداً" , المستفاد من هذا الحديث عظمة العلم بشتى أنواعه و الإعتراف بفضل المعلم , وهنا ننظر من حولنا لكل هذه العلوم و التي إستفادت منها الإنسانية مثل السيارات و الطائرات و التلفاز و الراديو و التكنولوجيا و الإنترنت و برامجه المختلفه من تويتر وفيس بوك, كل هذه العلوم إستفدنا من خلالها في نشر الإسلام و التواصل بيننا و تسهيل أعمالنا اليوميه كما أنها زادتنا تعلم لحضارات و ثقافات أخرى لها الفضل فيما نحن عليه الآن. فهل يجوز الدعاء على أصحابها ؟ وهم يهود و نصارى و ملحدون , إذا كان يجوز فهنا تناقظ مع كلام الرسول " من علمني حرفاً صرت له عبداً " , إذاً لا يجوز إلا في حالة واحدة وهي : أن نترك جميع هذه العلوم و التكنولوجيا و نعود إلى حياة البادية والقرى , هناك حيث لا فضل لأحد علينا , عندها أكثروا من الدعاء عليهم و أنثروا الدموع الصادقة بزوالهم , أتوقع إذا عدنا إلى حياة البادية والقرى لن ندعوا على أحد لأننا سنكون مشغولون بتأمين لقمة العيش و قطع المسافات الشاسعة للتجارة فلم يعد هناك طائرات و لا سيارات ولن نعلم ماهي أخبار الأقطار الإسلامية الأخرى إلا في نادر الأيام لذلك سيتلاشى كل شئ و يهتم كل إنسان بما حوله, ويطلب الله له بالرزق و العافيه. إن المشكلة الكبرى ليست في الدعاء على اليهود و النصارى , بل في أولائك الذين و جدوها فرصة للنيل من الطوائف و المعتقدات الإسلاميه الأخرى و أتهموها بالإنتماء إلى الأعداء , ليس لشئ بل لضرب الوحدة الوطنيه و تنفيذ مخططاتهم لتفتيت لحمة الشعب بدولته . هؤلاء هم الأعداء الحقيقيون هم من ينشر السموم و يوهم العامة بأخطار لا وجود لها إلا في أنفسهم المريضه. نقول لهم نحن أبناء هذا الوطن بأختلاف معتقداتنا يجمعنا به عهد مقدس و أرض طيبه و قيادة تستحق الولاء . نحن جزء لا يتجزء منه و سنظل حتى النهاية. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا يَكُونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " ( أخرجه مسلم)