تتواصل تداعيات الأحداث الدامية في العباسية ومحيط وزارة الدفاع بالعاصمة المصرية القاهرة، إذ تعتزم مجموعة من القوى تنفيذ مسيرة للتنديد بما حصل والدعوة لمحاسبة المسؤولين الأمنيين، بينما اعتبر المرشح الرئاسي، محمد سليم العوا، أن مهاجمة مقر الوزارة جريمة تصل حد الخيانة العظمى في حين دعا المرشح المستبعد، حازم صلاح أبوإسماعيل، أنصاره للاجتماع بميدان التحرير الجمعة، واعداً بالحضور شخصياً. وقال العوا، إن محاولة المتظاهرين اقتحام مقر وزارة الدفاع جريمة تصل إلى حد الخيانة العظمى، مؤكدا أن المرحلة التي تمر بها مصر حاليا من أخطر المراحل في تاريخ الشعب المصري، حيث بدأ العد التنازلي لانتخابات الرئاسة وعلى الشعب أن يختار رئيسه بوعي شديد. وأوضح العوا، خلال لقاء انتخابي عقده بمدينة بنها، أن ما حدث في العباسية ما هو إلا خطة مرسومة بإحكام لترويج الفتنة وإراقة دماء المصريين ومحاولة لمنع مصر من الوصول للاستقرار، معلنا إدانته الكاملة للأحداث. وأشار إلى أن محاولة اقتحام مواطنين مدنيين لوزارة الدفاع ومقر القوات المسلحة سابقة لا مثيل لها في تاريخ البشرية ولم تحدث قط في أي مكان في العالم، محذراً من محاولة جر البلاد إلى حرب أهلية مضيفاً: مهاجمة وزارة الدفاع ما هي إلا محاولة لإزالة قدرة الجيش المصري على حماية نفسه وبالتالي حماية الوطن وخاصة أمام العدو الإسرائيلي، على حد تعبيره. وحول الأشخاص الذين اعتقلوا على خلفية أحداث العباسية، أكد العوا أنه مع ضرورة التحقيق في الأحداث ومن يثبت تورطه فيها يحال إلى المحكمة ومن تثبت براءته يفرج عنه فورا، وفقاً لما نقله التلفزيون المصري عن وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية. من جانبها نقلت بوابة الأهرام أن مجموعة قوى سياسية من أحزاب وحركات وائتلافات دعت إلى تنظيم مسيرة حاشدة في الرابعة من عصر الأحد من أمام دار القضاء العالي إلى مجلس الشعب احتجاجًا على استخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين والقبض على المئات منهم بأحداث العباسية. وتطالب المسيرة بتقديم المسؤولين عن قتل المتظاهرين للمحاكمة فورًا وإطلاق سراح كل من تم القبض عليه وعدم تقديمهم لأي محاكمة عسكرية. ومن القوى المشاركة بالمسيرة، بحسب بوابة الأهرام كل من اللجان الشعبية للدفاع عن الثورة، وشباب من أجل العدالة والحرية، والجبهة القومية للعدالة والديمقراطية، وائتلاف شباب الثورة، والاشتراكيون الثوريون، واتحاد شباب الثورة، ومنظمة شباب الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي وحزب التيار المصري. من جانبه، أصدر حازم صلاح أبو إسماعيل، القيادي السلفي المستبعد من الانتخابات، والمتهم حالياً من قبل بعض القوى بالتسبب بحوادث العباسية، بياناً دعا فيه إلى الاجتماع في صلاة الجمعة القادمة في ميدان التحرير للنظر فيما آلت إليه الأمور من فواجع مؤلمة. وقال أبوإسماعيل إنه سيكون في الميدان للمشاركة بما وصفه بأنه حدث كبير رغم ظرفه الصحي البالغ الذي لم يتعافى منه بعد، مشيراً إلى أنه سيذهب مهما كان الحال. وأضاف أبوإسماعيل، في بيان عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، إن ما يجري هو عودة المظالم لتلتف على البلد مرة أخرى واعتبر أنه لا يسع أحدنا أن يتخلف لذلك أرجوا ألا يتخلف واحدا كبيرا أو صغيرا أو رجلا أو امرأة و نسأل الله أمر رشد وسكينة في هذا البلد. وختم أبوإسماعيل بيانه بالقول: أرجو ألا يخاف أحدا أو يضطرب بسبب البرامج التليفزيونية والقنوات الإعلامية التي أجرت السلطات اتفاقات معها مسبقة للإيهام بغير الحقيقة وقلب الوقائع لإيقاع الناس في الظن بما ليس حقيقيا واستخدام السياسيين و الإعلاميين في الترويج لذلك من باب التمهيد لأمور مدبرة فإننا لن نصدق حق الصدق إلا إذا كنا ممن لا يضرهم كيد الكائدين عن كفاءة الحفاظ على هذا الوطن والرسالة. يشار إلى أن الجيش المصري كان قد قرار حظر التجول في ميدان العباسية ليوم جديد، بعد الصدامات الدامية التي وقعت بين المحتجين وعناصر الأمن. وبينما قرر القضاء العسكري الإفراج عن كافة الفتيات المحتجزات على خلفية القضية، حملت جماعة الإخوان المسلمين المجلس العسكري كامل المسؤولية عن الخسائر البشرية جراء الأحداث.